الارشيف / حال قطر

الحج يعزز الصحة النفسية

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية أن الذي ينهك قوى الإنسان هو كثرة الهموم والمشاكل التي يتعرض لها في حياته، وأن أفضل طريقة لإعادة التوازن له هو أن يفرّغ هذه «الشحنات السلبية» المتراكمة بفعل الأحداث التي يمر بها. وعملية التفريغ هذه ضرورية ليتمكن الإنسان من العيش حياة أفضل وليستطيع استثمار طاقاته بشكل أفضل. ولذلك تجدهم كل عام يذهبون للسياحة والاصطياف للسفر والتنزه للعالم الغربي الذي نجد فيه أكبر نسبة من الأمراض النفسية والانتحار.
إن رحلة الحج على ما فيها من مشقة وتعب وغربة وصعوبات، تعتبر حلما كل مؤمن لما يجده من الراحة النفسية الكبيرة بعد الحج، فما هو سرّ هذه الراحة النفسية التي يلمسها كل إنسان ذهب لأداء هذه الفريضة؟ إن الجواب بسيط، وهو أن هذه العبادة إذا أداها الإنسان بشكل صحيح فإنها تقوم بعملية تفريغ الشحنات السلبية واستبدالها بالشحنات الإيجابية.
الوقوف في عرفات للتأمل والدعاء ومراجعة النفس من أهم أركان الحج، ويعتبر العلاج بالتأمل أحد أهم أنواع العلاج بالطب البديل، ويعتبر العلماء أن التأمل يعالج اضطرابات القلق بشكل أساسي. إن التأمل هو إستراتيجية رائعة لتنظيم عمل الجسم والقضاء على مختلف الاضطرابات النفسية والعصبية.
إن رياضة التأمل تحسن القدرات العقلية وتكسب الجسم قدرة أفضل على النوم براحة تامة، وتزيد القدرة على الإبداع والقدرة على حل المشاكل، وزيادة النشاط العصبي للدماغ، كذلك فإن التأمل يزيد إفراز بعض المواد الكيميائية في الدماغ والتي تؤدي إلى إطالة العمر.
ونلاحظ أيضا أن النظر والتأمل في الكعبة المشرفة تمنح المؤمن طاقة إضافية بسبب الألوان المهيبة التي يراها، فإذا كان الأطباء يعالجون مرضاهم بالنظر إلى أشياء عادية مثل شجرة أو منظر أو لون محدد، فكيف بمن ينظر إلى بيت الله؟ تعتبر الألوان وسيلة مهمة في الطب البديل، وإن الذي يذهب في رحلة الحج ويمتع نظره بتأمل الكعبة المشرفة سوف يجد قوة ونشاطاً وسعادة في نفسه، فاللون الأسود الذي يتجلى على الكعبة وما كُتب عليها من آيات بالذهب يعطي إحساساً بالحيوية والنشاط، بل يساعد على شفاء الكثير من الأمراض.
 وإن الذي يقترب من الحجر الأسود ويلمسه ويقبّله يحسّ بنوع من أنواع الراحة والطمأنينة، وهذا يدل على خصوصية هذا الحجر المقدس وفائدة النظر إليه وتقبيله ولمسه، لأن ذلك يمدّنا بالطاقة، ولذلك فإن كل من يقبل هذا الحجر يشعر بنشاط وقوة غريبة. وربما يكون هذا هو السر في عمل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، أنه كان يبدأ الطواف من قرب هذا الحجر بعد تقبيله ولمسه وينتهي إليه، وعملية اللمس هنا لها دلالات في علم الطاقة، حيث تعبر عن اكتساب كمية من الطاقة من هذا الحجر.
وأفضل ما يعود به الحاج من رحلته المباركة هو حالة الصفاء النفسي والتوازن المزاجي التي سيطرت عليه خلال رحلته منذ خروجه من بيته وحتى عودته، فالإنسان في هذه الرحلة يتخلص من كل همومه ومشكلاته ومشاغله حتى ولو كان هذا التخلص مؤقتا خلال الرحلة فقط، وهذا يساعد الإنسان على أن يعيش حالة نادرة من الصفاء والراحة النفسية تريحه من كثير من الهموم والمتاعب النفسية التي تسببها ضغوط الحياة المستمرة.

همسات

- الحج يؤدي إلى إشباع دوافع انتماء الفرد للجماعة وإشباع الإحساس بدافع العمل الجماعي.
- الحج يؤدي إلى زيادة الاطمئنان النفسي والثقة بالنفس في الفرد والجماعة.
- العبادات التفصيلية في الحج ( الطواف بالبيت والسعي، والوقوف بعرفات ومزدلفة والدعاء والصلاة ) تزيد من إشباع حاجات الروح وترفع من الطمأنينة التي يفتقدها الكثير.
- الحج يعطي للحاج طاقة روحية عظيمة تزيل عنه كروب الحياة وهمومها وتغمره بشعور عظيم من المن والطمأنينة والسعادة.
- الحج تدريب على ضبط النفس والتحكم في شهواتها واندفاعاتها والبعد عن الجدال والخصام والشحناء.
- رحلة الحج تربي في الحاج فضيلة الصبر وتعوده على تحمل كل المضايقات وكيفية الاعتماد على نفسه لحل مشكلاته.

التفكير الإيجابي

- توقع الخير من تعاملك مع الناس أحسن الظن بهم وتوقع الخير.
- حافظ على صحتك النفسية واطرد القلق والاكتئاب عن نفسك.
- مرن ذهنك على التفكير حتى لا يصاب بالخمول.
- لا بد أن تعرف نواحي ضعفك وقوتك، حتى تحقق لنفسك النمو والتطور والصحة.
- حاول أن تكون نظرتك للأمور نظرة تفاؤلية قال تعالى (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أنا عند ظن عبدي بي).

Advertisements

قد تقرأ أيضا