حال قطر

نظمتها كلية المجتمع في قطر بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ندوة حول "أسس الحوار بين الأديان والتواصل المجتمعي والثقافي"

الدوحة - سيف الحموري - نظمت كلية المجتمع في قطر بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ندوة ثقافية بعنوان /أسس الحوار بين الأديان والتواصل المجتمعي والثقافي/، حضرها الدكتور خالد الحر رئيس الكلية، والدكتور يوسف الصديقي، نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إلى جانب ممثلين عن جامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة لوسيل، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، ونخبة من الأكاديميين، والباحثين، وطلبة الكلية.
تأتي هذه الندوة في إطار مبادرة /الحوار في الجامعات بين الثقافة والتطبيق/ التي أطلقها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، بهدف غرس قيم ومفاهيم التسامح والحوار البناء بين مختلف أتباع الأديان والثقافات، وتختص بالتركيز على فئة طلاب الجامعات، بهدف غرس قيم ومفاهيم التسامح، والحوار البناء فيما بينهم، والانفتاح على الآخرين من ذوي الثقافات المختلفة.
وشدد الدكتور خالد الحر، رئيس كلية المجتمع، في كلمته الافتتاحية، على الالتزام المشترك لمؤسسات التعليم العالي في قطر ببناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل بين الطلبة، لافتا إلى أن هذه اللقاءات فرصة ثمينة لتبادل الأفكار، ووسيلة للتقارب والالتقاء والتعاون في سبيل بناء مجتمع أكثر شمولية وتنوعا.
وأضاف أن الكلية تسعى من خلال برامجها الأكاديمية، والفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تستضيفها، إلى تهيئة بيئة تفاعلية تشجع الطلاب والباحثين على تبادل الأفكار، واحترام التنوع، خاصة في عالم اليوم الذي تتزايد فيه التحديات، وتتشابك القضايا، ما يجعل من الحوار أداة رئيسة لبناء السلام، وتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه، ثمن الدكتور يوسف الصديقي، نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في كلمته، جهود كلية المجتمع باحتضان هذه الندوة الثقافية، ضمن مبادرة المركز للحوار بين الجامعات، وعلى التعاون المثمر والمستمر مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والذي يعكس التزامها بتقديم نموذج أكاديمي وفكري لنشر الوعي والمعرفة، وتعزيز قيم الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات بين طلبتها ومنسوبيها.
وأكد على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تنير العقول، وتفتح مفاهيم وقضايا تحتاج للوقوف عندها، وتبيان إشكالياتها للنشء، والطلبة، والدارسين.
وشملت الندوة حلقة نقاشية، قدم لها الدكتور راشد اليافعي، وأدارها الإعلامي مجاهد شرارة، وشارك فيها كل من الدكتور إبراهيم محمد زين عميد كلية العلوم الإنسانية، وأستاذ الدراسات الإسلامية ومقارنة الأديان في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، والدكتور يوسف بنلمهدي رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، والدكتورة خديجة حمادي العبد الله رئيس قسم الدراسات الإسلامية بقطاع الآداب والفنون في كلية المجتمع.
وسلط المتحدثون الضوء خلال الندوة على أهمية الحوار بين أتباع الأديان، بهدف دعم وتعزيز وتطوير ونشر مبادئ الحوار البناء، والتعايش السلمي بين الإنسانية جمعاء، فضلا عن تفعيل القيم الدينية والأخلاقية والمعرفية، لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية، وهذا ما جاءت به مبادئ الإسلام التي عززت قيم السلام والتسامح والتعايش بين البشر.
وأشاروا إلى أن حكمة الله – سبحانه وتعالى- اقتضت أن يخلق الناس مختلفين في التفكير، وأن هذا الاختلاف أدى إلى اختلاف في الآراء والتوجهات، وهذه الوجودية تؤكد على مشروعية الاختلاف من حيث التكوين البشري، إذ أن أصل الخليقة مبني على التنوع بين الناس، لذلك نجد أن السبيل للتعارف فيما بينهم، والعيش المشترك التكاملي هو عبر الحوار دون نفي الآخر.
وأضافوا أيضا، أن الإنسان كائن أخلاقي في الأصل، والأخلاق تعتمد على الأفعال، ما يشي أن الحوار بين أتباع الأديان ليس ضرورة بشرية فحسب، بل واجب أخلاقي وإنساني، وذلك لوجود الكثير من القواسم المشتركة بين الجميع، وكذلك الأصل المعرفي للإنسان مبني على اختلاف طرائق التفكير، وتنوع وجهات النظر، وهو مسار لتطوير الأفكار، وحركتها المتواصلة لا سكونها وثباتها، ما يؤكد مرة أخرى على أن أساس الأديان هو التواصل المجتمعي والثقافي بين المجتمعات، وتعزيز الاحترام المتبادل، والعيش المشترك، مهما اختلفت الثقافات والأعراق.

Advertisements

قد تقرأ أيضا