حال قطر

خطبة فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة بجامع الإمام 11 أكتوبر:


الدوحة - سيف الحموري - أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الإسلام اعتنى بصلاح المجتمع. ورسم لصلاحه المعالم الواضحة وحدد الأهداف النافعة والآداب الناجعة، وجعل الأسرة أساس المجتمع وسره، وإنما يكون تماسك المجتمع وترابطه بقدر تماسك أفراد الأسر وتعاونهم وتكاتفهم،  فصلاح الأفراد صلاح للمجتمع، وصلاح المجتمع صلاح للأمة،  وصلاح الأمة هو السبب الأعظم لعزتها وكرامتها، فمن البيوت الصالحة، والأسر المصلحة، والأمهات المربيات، يخرج رجالات الأمة ونساؤها وعظماؤها.
 
وأضاف الخطيب أنه مما لا شك فيه ولا ريب أن المرأة المسلمة لها النصيب الأعظم، والسهم الأكبر في صلاح المجتمع واستقراره، ولها دور كبير وتأثير عظيم في المجتمع على الأفراد والجماعات، فهي من أهم عناصر المجتمع المسلم، وركائز بنيانه، هي مربية الأجيال وصانعة الأبطال، وأم العظماء والرجال، بصلاحها صلاح الأسر، وقيام الشعوب، وبفسادها فساد الأسر، وزوال الأمم.
وأكد الشيخ عبدالله النهمة أن الإسلام أكرم المرأة وحماها من الظلم، بل لم تعرف البشرية عبر تاريخها دينا ولا حضارة عنيت بالمرأه واهتمت بحياتها وشؤونها، وحفظت لها حقوقها، وبينت واجباتها وصانت كرامتها كالإسلام، قال الله تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم". روى أبو داوود عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال "إنما النساء شقائق الرجال"، وجعل الله تعالى الأجر والثواب للذكر والأنثى سواء، فقال تعالى "ومن يعمل من الصالحات. من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا".
وقد حفظ الإسلام للمرأة كرامتها أما وجعل لها ثلاثة أضعاف حق الأب، كما جاء في الحديث الصحيح، وحفظ لها حقها بنتا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة". حديث رواه ابن ماجة.
وحفظ الله سبحانه وتعالى لها حقها زوجا، وقد كان أخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة، وهو يعالج سكرات الموت، حين قال "ألا واستوصوا بالنساء خيرا ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم" حديث متفق عليه. وعند أحمد والترمذي بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم خلقا".
ورعى حقها أختا وعمة وخالة وقريبة، فقال سبحانه وتعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا". وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخالة  "قضى أن الخالة بمنزلة الأم"، وعند الطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار"، وجعل لها الحرية التامة كالرجل في التكسب والتصرف في أموالها وممتلكاتها، لا وصاية لأحد عليها.
وذكر الخطيب أن للمرأة المسلمة دور عظيم في تربية النشء والاهتمام به، وكانت بيوت المسلمين وأسرهم تخرج أجيالا صالحة نافعة لأمتها ودينها، متحلية بالأخلاق والآداب حافظة لحدود الله تعالى، أنظروا إلى تأثير هذه الأم في تربية الأبناء ودورها كامرأة، يقول الإمام مالك رحمه الله "كانت أمي تعممني وتقول لي اذهب إلى ربيعة الرأي، فتعلم من أدبه قبل علمه"، وكانت أم الإمام أحمد بن حنبل تدفعه إلى مجالس العلم، وتلبسه أحسن ما عندها من لباس وتوقظه في الليل وتدفء له الماء قبل الفجر ليتوضأ، ثم تختمر بحجابها، وتذهب معه إلى المسجد خوفا عليه من الطريق والظلام، وهو لا يزال في عقده الأول.
وأضاف أن للمرأة رأي ومشورة في البناء والإصلاح للمجتمع فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير نساءه في قضايا الأمة الكبار، ويأخذ برأيهن، كما استشار خديجة رضي الله عنها في قضية البعثة، واستشار أم سلمة رضي الله عنها في الإحلال من عمرة الحديبية، وللمرأة نصيب ودور عال في التعليم والثقافة، يقول الأحنف ابن قيس وهو الذي ضرب المثل بفصاحته وبلاغته وحلمه، يقول "سمعت خطب أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي والخلفاء بعدهم رضي الله عنهم، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من فيّ عائشة رضي الله عنها" أخرجه الحاكم والذهبي، ولو كان النساء كمن ذكرن .. لفضلت النساء على الرجال.. وما التأنيث لاسم الشمس عيب .. ولا التذكير فخر للهلال.
ونوه الشيخ عبدالله النعمة أنه نبتت في هذه السنوات الأخيرة من المسلمين نابتة نشأت في حضن الإسلام، وتربت في بلاده وعلى خيراته، فلما شبّت عن الطوق، استصاغت علقم العدى، واستحبت العمى على الهدى، وحملت معاول الهدم ورفعت ألوية الكيد والمكر على دينها وأمتها وأخلاقها، وتنكرت لقيمها ومبادئها وأخلاقها، وما فتأت عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ووسائل التواصل الحديثة تكيل من العبارات اللامسؤولة، وتعيب في الصفحات حول المرأة وحقوقها وعملها وشؤونها، افتعلوا قضية المرأة وفخموها حتى جعلوها القضية الأولى للمسلمين، يثيرونها بمناسبة وغير مناسبة، ويربطونها بكل حدث وحديث ومناسبة في المجتمع، حتى ظن فئام من الناس واقتنعوا بما يقول هؤلاء كذبا وزورا أن المرأة في المجتمعات المسلمة مظلومة، مهضومة الحقوق، معطلة مهملة، وأنهم هم المدافعون عنها، والمنصفون لها، كذبوا والله كذبوا.
والله ما كانت المرأة يوما ما   في الإسلام مظلومة، مهضومة الحقوق، وما كان أولئك يوما من المنصفين للمرأة المدافعين عنها، وعن حقوقها.

Advertisements

قد تقرأ أيضا