حال الإمارات

«أعراس العصر».. بداية لحياة زوجية بعيداً عن الديون

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 14 أكتوبر 2024 01:10 صباحاً - تكرس «أعراس العصر» فكرة الابتعاد عن مظاهر الترف والبذخ في حفلات الأعراس، وبالتالي تجنيب الشباب اللجوء للقروض، ومن ثم بداية حياة زوجية هانئة بعيدة عن الديون وإثقال كاهل الشباب بما لا يطيقون.

يتميز نمط تلك الأعراس، التي جرت العادة أن تقام خلال فترة العصر، بعدة أهداف اقتصادية واجتماعية وثقافية، وتسعى لتحقيق توازن بين الاحتفالات والزمن بطريقة تتناسب مع المتغيرات الحديثة، وتحافظ على تقاليد الأعراس، ولكن بأسلوب أكثر مرونة واقتصاداً، حيث يحرص المجتمع الإماراتي على إحياء حفلات الأعراس بعيداً عن مظاهر البذخ والإسراف بهدف التخفيف عن كاهل الشباب، الأمر الذي يؤكد أهمية تلك الأعراس ودورها الجوهري في تعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي، وعدم إرهاق الشباب بالديون، ومساندتهم في تحقيق أحلامهم وتكوين أسرهم، وتأمين استقرارهم النفسي والاجتماعي والاقتصادي.

وأكد عدد من المختصين لـ«حال الخليج» ضرورة تشجيع الشباب على التمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة في تنظيم حفلات الزواج، مشيدين بحرص القيادة الرشيدة على توفير سبل العيش الكريم لجميع مواطني الدولة، والاستثمار في بناء الإنسان الذي يمثل الثروة الحقيقية للبلاد والمصدر الحقيقي للتنمية الشاملة والمستدامة.

وفي هذا الإطار، قال الشيخ سالم حمد بالركاض العامري، عضو المجلس الوطني الاتحادي: يسعى نموذج «مديم» الذي أطلقته دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، في إطار استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة، إلى إرساء نموذج أصيل من حفلات الزفاف تتسم فيه الحفلات بالبساطة وتراعي الاحتياجات العصرية للشباب في المجتمع الإماراتي، كما يشجع على استلهام القيم الإماراتية الأصيلة التي تدعو إلى الاعتدال والتواضع والبساطة في حفلات الزفاف، ما يسهم في بدء حياة زوجية مستقرة تقود إلى بناء أسر متماسكة تواصل مسيرة النهضة الشاملة والمستدامة.

من جانبها، شددت ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، على ضرورة أن تأخذ الجهات المعنية على عاتقها إطلاق برامج ومبادرات استثنائية من شأنها أن تسهم في توجيه الشباب الإماراتيين المقبلين على الزواج نحو الابتعاد عن البذخ، واعتماد البساطة، مشيرة إلى أن البساطة في حفلات الزفاف تسهم في بدء حياة زوجية مستقرة وسعيدة.

وقالت مريم حمد الشامسي، الأمين العام لمؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية: «تجسد مبادرة «مديم» مدى حرص الدولة على فئة الشباب المقبلين على الزواج. ويسعى القائمون على المبادرة إلى الحفاظ على التقاليد الأصيلة لحفلات الزفاف، وخاصة النسائية منها في مجتمعنا الإماراتي، إذ يتصف نموذج «مديم» بالحفلات البسيطة ومراعاة احتياجات الشباب في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن مبادرة «مديم» تعد نموذجاً للأعراس التي تأخذ بيد الشباب المقبلين على الزواج في ترشيدهم للإنفاق بالتخطيط الصحيح من خلال إقامة الزفاف على أن يكون محافظاً على الموروث الإماراتي الأصيل، والبعد عن المبالغة في التجهيزات.

وأوضح عابدين طاهر العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير، أن الجمعية تقوم بدعم مبادرة «زفة حراير» التي تنظمها جمعية النهضة النسائية في دبي منذ 10 سنوات، إذ أسهمت في دعم 23 عرساً جماعياً، حرصاً منها على دعم الشباب والفتيات من أبناء الوطن، وضمن جهودها للمواءمة بين الأهداف الخيرية والاجتماعية. وأضاف: تعتبر «زفة حراير» إحدى مبادرات الدعم المجتمعي للشباب في دبي، وتنسجم مع استراتيجية الجمعية في توفير الحياة الأسرية الكريمة لمجتمع الإمارات بصفة عامة، ومجتمع إمارة دبي بصفة خاصة، وزيادة معدلات الزواج بين المواطنين، وتصب في مصلحة أبناء الوطن وتساعدهم على بناء أسر جديدة تنعم بالاستقرار الأسري والترابط الاجتماعي، مشيراً إلى أن مبادرة إقامة الأعراس في فترة العصر قد تصبح جزءاً لا يتجزأ من مستقبل حفلات الزفاف.

خفض تكاليف الزواج

من ناحيتها، أفادت عفراء الحاي مبارك، مديرة إدارة الاستشارات الأسرية بجمعية النهضة النسائية بدبي، أن الإدارة اتجهت لمواكبة مبادرة القيادة الرشيدة وتوجيهاتها بإقامة الأعراس النسائية في فترة العصر. وقالت: «أول عرس ستنظمه الجمعية في فترة العصر سيكون يوم 20 من أكتوبر الجاري، بهدف تقليل النفقات على المقبلين على الزواج وخفض تكلفة حفلات الزفاف، من خلال الاكتفاء بالاستقبال، وتقديم الضيافة الخفيفة والفوالة، التي تعتبر من السنع الإماراتية». ولفتت إلى أن هذا النوع من الأعراس لقي إقبالاً لافتاً من قبل الشباب والفتيات المقبلين على الزواج وذويهم، حيث تلقت الجمعية 40 طلباً، الأمر الذي يعكس وعي الشباب والأهالي بأهمية هذه المبادرة ورغبتهم في مواكبة توجهات القيادة الرشيدة.

أبعاد وفوائد

وقال الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري أسري ونفسي، إن إقامة الأعراس في فترة العصر تحمل 3 أبعاد؛ اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وتعود هذه الأبعاد بـ4 فوائد أساسية، هي: تقليل التكاليف، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على الموروث ومواكبة الحداثة، وتقليل العبء البيئي من خلال خفض استهلاك الكهرباء، والإسهام في بناء أسر مستقرة نفسياً ومادياً، موضحاً أن الأبعاد الاقتصادية للمبادرة تتمثل في توفر تكاليف كبيرة على العرسان، في حين تتمثل الأبعاد الاجتماعية والثقافية في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الموروث ومواكبة الحداثة دون التخلي عن العناصر التقليدية التي تميز حفلات الزفاف في المجتمع، مؤكداً أن مبادرة إقامة الأعراس في فترة العصر تعتبر فرصة مهمة للعرسان الذين يسعون لتحقيق توازن بين احتفالهم بهذا اليوم الخاص وبين التوفير الاقتصادي والراحة الاجتماعية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا