الدوحة - سيف الحموري - نوه سعادة السيد فيبول، سفير جمهورية الهند لدى الدولة، بانضمام دولة قطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون كشريك حوار، موضحا أن الآمال تزداد في أن تسهم قطر بشكل فعال في تعزيز أهداف المنظمة.
وقال سعادته، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن الهند تولت رئاسة منظمة شنغهاي للتعاون لأول مرة العام الماضي، وروجت لشعار "منظمة شنغهاي للتعاون آمنة"، الذي يرمز إلى الأمن، والتنمية الاقتصادية، والتواصل، والوحدة، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية، وحماية البيئة.. معربا عن أمله في مواصلة العمل على جميع هذه المواضيع في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، بما في ذلك تعزيز التعاون مع قطر لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأضاف أن الحوار والدبلوماسية هما أفضل سبيل لتعزيز السلام والأمن الدوليين، مشيدا بالدبلوماسية القطرية النشطة على الصعيدين الإقليمي والدولي والمعروفة جيدا في جميع أنحاء العالم، معتبرا أن الأفكار والرؤى العميقة التي قدمتها قطر حول الوضع الإقليمي كانت دائما موضع تقدير كبير من جانب بلاده.
وأشار إلى أن الهند وقطر ترتبطان بعلاقات تاريخية ومتعددة الأوجه تتجاوز الحدود السياسية، ومبنية على روابط قوية بين شعبي البلدين، وتتجلى هذه العلاقات السياسية الوثيقة بوضوح من خلال التبادلات المنتظمة على أعلى المستويات.
ولفت إلى زيارة وزير الشؤون الخارجية الهندي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار إلى قطر، في 30 يونيو الماضي، حيث أجرى محادثات مثمرة مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حول القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي وقت سابق من هذا العام، في فبراير الماضي، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة إلى دولة قطر.
وأوضح سعادة السيد فيبول أن الهند تعد من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لدولة قطر، حيث شهدت الاستثمارات المتبادلة نموا ملحوظا بفضل القرارات المهمة التي اتخذت في الأشهر القليلة الماضية.
وقال: "إن دولة قطر شريك حيوي في أمن الطاقة للهند، حيث يأتي حوالي 45 بالمئة من الغاز الطبيعي المسال إلينا من قطر، ونحن نقدر الدعم القطري للجالية الهندية مما يعزز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين بلدينا".
وحول الخطط المستقبلية لتعزيز التعاون بين الجانبين، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، أكد سفير جمهورية الهند لدى الدولة أن الهند وقطر تواصلان العمل على نحو وثيق لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعديد من المجالات الأخرى.
وأضاف: "نحن نطمح إلى توسيع نطاق هذه العلاقة، لتشمل مجالات جديدة مثل الطاقة المتجددة، والاستدامة، والشركات الناشئة، والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، كما نعمل أيضا على تعميق التعاون في المجالات التي لدينا فيها تاريخ من الشراكة القوية، خاصة في مجال الطاقة".
وتابع: "مع نمو اقتصادي سنوي يزيد عن 7 بالمئة، وتدابير لتسهيل الأعمال التجارية، تعد الهند فرصة كبيرة للاستثمارات التي تحظى بتقدير كبير في قطر، وبالمثل، تدرك الشركات الهندية نقاط القوة التي تتمتع بها قطر في إنتاج الغاز وتمويله، فضلا عن تركيزها على الابتكار والاستدامة. هذه التكاملات المتبادلة توفر فرصا كبيرة نأمل في الاستفادة منها بالكامل، مما يعزز التعاون والتكامل بين البلدين".
وأوضح سعادة السيد فيبول سفير جمهورية الهند لدى الدولة، في ختام تصريحه لـ"قنا"، أن متوسط التبادل التجاري بين الهند وقطر خلال السنوات الثلاث الماضية بلغ حوالي 16 مليار دولار سنويا، وتشكل جزءا كبيرا من هذا التبادل صادرات الطاقة القطرية إلى الهند، بينما تصدر الهند مجموعة واسعة من السلع إلى قطر، بما في ذلك المنتجات الغذائية، والسلع الهندسية، والحديد والصلب، والأحجار الكريمة والمجوهرات، وغيرها... مشيرا إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين يمكن أن تصبح أكثر تنوعا وقوة في السنوات المقبلة، مما يعزز العلاقات الاقتصادية ويفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك.