الارشيف / حال قطر

د. خالد السليطي: «هدير اليامال».. أحدث إصدارات «كتارا»

الدوحة - سيف الحموري - صدر حديثاً عن دار كتارا للنشر، الديوان الأول للأديب والباحث والكاتب القطري الدكتور خالد الجابر، مشتملا على 30 قصيدة متنوعة في أساليبها ومضامينها، وتمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي والإبداع الشعري في قطر، وذلك ضمن الاستعدادات للمشاركة في فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب والذي يُقام في دورته الـ 32 تحت شعار «بالقراءة نرتقي».
تجمع نصوص الديوان بين الاحتفاء بتقاليد الشعر العربي الرصينة، ممثلة في الالتزام بالنموذج الخليلي، والإبداع في توظيف التفعلية الشعرية بأفق حديث ومعاصر، يستوعب رؤية الشاعر لقضايا وطنه ومجتمعه وأمته وهموم الإنسان المعاصر في كل بقاع الكون.
وفي تقديمه للديوان أشار سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مُدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا: ان شاعرنا د. الجابر استطاع من خلال مهارته الشعرية والأدبية التي صقلها بقراءات موسعة لتاريخ الجزيرة العربية وتنوعاتها البشرية والجغرافية وتعاقب المراحل التاريخية عليها، أن يكتب قصيدة واحدة متنوعة وممتدة على مدى الديوان كله، وإن تعددت موضوعاتها في الظاهر، واختلفت عناوينها الفرعية، معرباً عن اعتقاده بأن الشعر، الذي لا يمكن أن يجاوز وظيفته الخالدية، في تعزيز الحالة الجمالية وترسيخها في ذائقة المتلقي؛ يمكنه أن يكون مصدرا من مصادر البهجة الخفية حتى وإن كان غارقا في حزنه وأساه، وأن يكون طاقة للحركة المستمرة حتى وإن سكنت قوافيه على شواطئ الدهشة المستمرة.
وأضاف سعادته: استطاع د. الجابر أن يرسم خريطة واسعة لمعالم شخصيته الثرية بمعارفها المختلفة ووجدانياتها العميقة كما استطاع الشاعر المتطلع لمستقبل مضيء أن يخلد ذكرياته وذكريات جيله بأطياف من الأسى والحنين وهو ما جعل من التجربة الفردية في هذا الديوان تجربة جمعوية لجيل تشظت سنواته وتجاربه على أكثر من مرحلة تعاقبت في مدى التاريخ المعاصر للأمة العربية والإسلامية عموما ولدول الخليج العربية خصوصا، ولكن هذا كله لحسن الحظ لم يجعل الشاعر يتورط بمشاعر سلبية تجاه الحاضر المعاش أو الواقع الذي عبر عنه من خلال رؤيته الفخورة بوطنه وهو يعيد صياغة ذاته بجهود أبنائه كما يليق بالأوطان الحقيقية. 
يشتمل ديوان «هدير اليامال» على 22 قصيدة عمودية، مع تنوع الروي أحيانا في القصيدة الواحدة، و6 قصائد تفعيلة، وقصيدتين مزجتا بين القالب التفعيلي والعمودي. وتنوعت مضامين النصوص وتعددت القضايا التي عالجها الشاعر، وكان قاموس البيئة البحرية حاضرا بكثافة وكذلك قاموس الاغتراب، واختص الوطن بقصيدتين هما: عبق الوطن وكعبة المضيوم، واستلهم التراث القطري بجوانبه البحرية والصحراوية البدوية في قصائد:من مذكرات بحار، ذكريات الفريج، عودة المراكب، أم الحنايا، نعمة النفط، بقايا حكاية، ورحم الطبيعة.
وبرزت العاطفة عند الشاعر في سبع قصائد واختلفت حدة تلك العاطفة باختلاف المقام وانحصرت أحيانا في محبوبة بعينها وفي أحايين أخرى كانت دلالاتها مفتوحة على التأويل، والنصوص هي: سحر الغواية- بلا سبيل- احتراق الرغبات- ياقدري- الخطيئة الأولى- المواعد الملغمة- رماد المشاعر.
وتفاعل الشاعر مع القضايا العربية: من خلال نصوص: كرب وبلاء، ترانيم مقدسية، الأشرعة المتمزقة، نقش عربي، وكذلك عالج الشاعر القضايا الإنسانية في سبعة نصوص أخرى تناول فيها قضايا إنسانية عامة كالهجرة وركوب البحار في سبيلها والمجاعات والحروب المستعرة لأتفه الأسباب، وهي: الأرض المفقودة- تيه المنافي- تنهدات شهرزادية- جملوكية- أشباح الفجر- أرض الطوائف- سكرة الإلهام، ولم تغب الملامح الفلسفية عن غالبية نصوص العمل إلا أنها ظهرت وبشكل جلي في نصي: يا غريب و ظمأ السؤال.
يعتبر الدكتور خالد الجابر، باحثا وأكاديميا وأديبا وشاعرا وروائيا قطريا، شغل منصب أستاذ الاتصال السياسي في برنامج دراسات الخليج، في جامعة قطر، ومنصب رئيس تحرير صحيفة البننسولا.
تحصَّل د. الجابر على الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة الدكتوراه من بريطانيا، وهو حاصل أيضًا على دبلوم الإدارة الاستراتيجية والقيادة، من جامعة جورج تاون، واشنطن، ودبلوم إدارة المشاريع في المؤسسات الخاصة، من جامعة ستانفورد، كاليفورنيا، ودبلوم العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، من جامعة فوردوم، نيويورك، في الولايات المتحدة الأمريكية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا