حال قطر

الدوحة تستضيف اجتماعات «اللجنة الإقليمية».. د. حنان الكواري: ملتزمون بدعم مبادرات تعزيز الصحة والرفاه في العالم

  • 1/2
  • 2/2

الدوحة - سيف الحموري - افتتحت، أمس، اجتماعات الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والتي تستضيفها دولة قطر خلال الفترة من 14 إلى 17 من الشهر الجاري.  حضر حفل الافتتاح سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة وعدد من أصحاب السعادة الوزراء وممثلي الدول الأعضاء في الإقليم، وسعادة الدكتورة حنان حسن بلخي، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إضافة إلى ممثلي العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، كما حضر الافتتاح من خلال تقنيات الاتصال المرئي سعادة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
 وتُعقد دورة هذا العام تحت شعار «صحة دون حدود، التضامن من أجل إتاحة منصفة للرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط».
 قالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة، ورئيس الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في حفل الافتتاح: «إن موضوع هذه الدورة، يحظى بأهمية استثنائية في إقليمنا، حيث تسببت النزاعات، والكوارث الطبيعية، والأوبئة والاضطرابات السياسية، في عدد من بلدان الإقليم، في تردي حالة الخدمات الصحية، وهو ما يتطلب التحلي بالمسؤولية والتضامن والإنصاف لتحسين حياة جميع الناس». وعبرت عن تطلعها إلى أن تثمر اجتماعات الدورة عن نتائج تخدم صحة سكان إقليم شرق المتوسط، والعالم.

صحة دون حدود
وأضافت سعادة وزيرة الصحة العامة: «تعلمنا من الجوائح والأوبئة، وخاصة «كوفيد-19»، أهمية التضامن لتحقيق «صحة دون حدود» فلا يكفي أبداً تعزيز الأنظمة والخدمات الصحية ضمن الحدود الوطنية رغم أهميته، فحماية الصحة تتطلب جهوداً عالمية، ونؤكد هنا على الدور المحوري لمنظمة الصحة العالمية.
 وقالت سعادتها: «خلال السنوات القليلة الماضية، أدركت الدول الأعضاء أهمية تعزيز منظمة صحة عالمية قوية، واعتمدت قرارات مثل تعزيز منظمة الصحة العالمية من خلال زيادة المساهمات المقررة وتمكينها من تنفيذ برنامج العمل العام الرابع عشر الذي تمت الموافقة عليه مؤخراً من خلال التمويل المستدام في شكل جولات استثمارية».
وقالت سعادة وزيرة الصحة العامة: «إن دولة قطر تؤمن إيمانا راسخاً أن الاستثمار في الصحة العالمية وفي منظمة الصحة العالمية هو استثمار في الاستقرار والأمن والصحة العالمية».
 وأضافت سعادتها: «وإدراكاً من دولة قطر لمسؤولياتها الإنسانية والدولية، وتنفيذاً للتوجيهات السامية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فإن بلادنا تولي التعاون الدولي اهتماما كبيراً، وتلتزم بدعم البرامج والمبادرات التي تعزز الصحة والرفاه في إقليمنا والعالم. كما تقدم بلادنا دعماً تنموياً للدول الأشد حاجة، وخصوصاً لمشاريع التنمية المستدامة في الصحة والتعليم».
 وقالت سعادة وزيرة الصحة العامة: «ومع اقترابنا من المراحل الأخيرة لتحقيق رؤيتنا الوطنية 2030، أطلقنا في شهر سبتمبر الماضي الاستراتيجية الوطنية الثالثة للصحة 2024-2030، بهدف تحسين صحة ورفاهية السكان وكفاءة النظام الصحي ومرونته والتميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى. كما تدعم الاستراتيجية جهودنا الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030».

شراكات مثمرة
 كما أكدت سعادتها حرص دولة قطر على تعزيز الشراكات المثمرة مع المنظمات الدولية، مضيفة: «ويمثل تعاوننا مع منظمة الصحة العالمية نموذجاً ملهماً. وكانت قطر من أولى الدول في العالم التي استجابت لدعوة منظمة الصحة العالمية لتقديم مساهمات طوعية أساسية في عام 2021 من أجل دعم منظمة الصحة العالمية في الاستجابة لجائحة كوفيد وغيرها من حالات الطوارئ».
 وقالت سعادتها: «تعتبر شراكة (الرياضة من أجل الصحة) بين دولة قطر ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لكرة القدم، التي تم توقيعها في عام 2021 نموذجاً عالمياً مميزاً لدمج الصحة والرفاهية في الفعاليات الرياضية.
وأضافت سعادتها: «من نتائج الشراكات الأخرى التي نعتز بها، أن قطر أول دولة في العالم تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية. ولتعزيز هذا النموذج على المستوى الإقليمي، استضافت بلادنا العام الماضي مؤتمر المدن الصحية لإقليم شرق المتوسط، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، وأثمر المؤتمر عن صدور بيان الدوحة حول المدن الصحية، للعمل على استدامة الصحة والرفاه في المناطق الحضرية، وبدعم كامل من الشبكة الإقليمية للمدن الصحية».

«ويش» يطرح التحديات
وأكدت سعادة وزيرة الصحة العامة أن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) في نسخته السابعة المقررة الشهر المقبل، يتناول عدداً من أكثر التحديات الصحية العالمية إلحاحًا، بدءًا من القضاء على مرض الدرن، إلى الأهمية المتزايدة للرعاية التلطيفية، وحماية الصحة في النزاعات المسلحة، ومؤتمر (ويش) إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويتم تنظيمه من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأضافت: في العام القادم خلال شهر أبريل سنستضيف قمة منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية. حيث يعيش واحد من كل ثمانية أشخاص مع حالات الصحية النفسية، والزيادة المتوقعة على مدى العقود القادمة لها أهمية هائلة لاستدامة النظام الصحي في جميع أنحاء العالم.
 وقالت سعادتها: «إن المأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يودي بحياة الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء، دون مراعاة للمرافق الصحية والعاملين الصحيين، تدعو إلى تكثيف الجهود لإنهاء هذه الحرب المأساوية والعبثية في فلسطين ولبنان.
 وقالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري: «أمام بلدان إقليم شرق المتوسط، عمل كبير لمواجهة التحديات الصحية، ولا تزال المنطقة تواجه حالات طوارئ واسعة النطاق. وحتى شهر يونيو الماضي، خلفت النزاعات والأزمات أكثر من 107 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة، في حين لا تزال مرافق الرعاية الصحية والعاملون فيها يتعرضون للهجوم. ولا يزال شلل الأطفال يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، ولا يزال يؤثر على الأطفال في عدد قليل من بلدان الإقليم».
وأشارت إلى أهمية الخطة التنفيذية الاستراتيجية لإقليم شرق المتوسط، 2025-2028 إضافة إلى ثلاثة برامج رائدة جديدة، قدمتها الدكتور حنان بلخي، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وهي برامج ضرورية لتحقيق الصحة للجميع وتحتاج إلى الدعم.
وتضمن حفل الافتتاح كلمة سعادة الدكتور علي حاج أبو بكر، وزير الصحة في الصومال ورئيس الدورة السبعين للجنة الإقليمية، وكلمة لسعادة الدكتورة حنان حسن بلخي، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، كما شارك سعادة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بكلمة من خلال تقنيات الاتصال عن بعد. وتحدث في حفل الافتتاح كذلك الدكتور عز الدين أبو العيش، أستاذ الصحة العالمية في جامعة تورنتو، وهو طبيب فلسطيني كندي، حيث قدم رؤيته حول العلاقة بين الصحة والسلام.

تطوير برنامج الصدمات الناجمة عن الكوارث

قالت الدكتورة حنان بلخي- مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: إن اللجنة الإقليمية تمنحنا مناقشة حالات الطوارئ وغيرها من التحديات الصحية، والأزمات العديدة التي يواجهها الإقليم هي المسيطرة على جلسات العمل، وهو فرصة لإحداث تغيير إيجابي ومؤثر، ونتطلع لإحراز تقدم في مختلف القضايا المطروحة.»
وقالت الدكتورة ريانة أبو حاقة- مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في قطر- إن قضايا الصراعات والحروب وأثرها على صحة السكان في منطقة الشرق الأوسط ستكون من القضايا المحورية في الجلسات المقامة على هامش انعقاد الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، كما ستتم الإشارة إلى استهداف الكوادر الطبية والتمريضية والمنشآت الصحية أيضا من قبل الأطراف المعتدية ليس بطريق الخطأ بل بصورة متعمدة، الأمر الذي يخالف القوانين الدولية سيما وأنَّ المنشآت الصحية وطواقمها يجب أن لا تكون أهدافا لأي من أطراف الصراع.
وأضافت الدكتورة أبو حاقة:» إننا طورنا برنامج «الصدمات» والتي نعني بها الصدمات الناتجة عن الحروب أو الكوارث الطبيعية، فلم يكن لدينا برامج منفصلة للتعامل مع هذه الحالات التي كانت مقتصرة على المستشفيات، أما الآن فباتت الحاجة حتمية لهذه البرامج.»
ونوهت الدكتورة أبو حاقة إلى الطواقم الطبية والتمريضية وأي فريق يعمل تحت مظلة العمل الإنساني الطبي من أطباء وممرضين ومسعفين ذكورا وإناثا، وأنه من الواجب ألا يتم استهدافهم وكأنهم أحد أطراف الصراع.
ولفتت إلى أن منظمة الصحة العالمية خسرت في قطاع غزة أحد كوادرها وعائلتها بسبب الاستهداف المستمر على قطاع غزة دون ذنب، مشددة على ضرورة الضغط على إسرائيل من قبل الدول الأعضاء لوقف استهداف الطواقم الطبية والتمريضية والإسعافية، والمطالبة بوقف إطلاق النار وتفعيلها من خلال الدول الأعضاء أيضا.
وأشارت إلى صعوبة توصيل الأدوية لمناطق الحروب والصراعات كما هو الحال في قطاع غزة بسبب عدم توفر الممرات الآمنة الإنسانية، ومن المهم المطالبة بفتح الممرات الآمنة، وهذا ما يتطلع إليه الاجتماع.

تكريم الفائزين بجائزة الكويت لمكافحة السرطان

جرى خلال حفل الافتتاح تكريم الفائزين بجائزة دولة الكويت لمكافحة السرطان والأمراض القلبية الوعائية والسكَّري في إقليم شرق المتوسط، ففي مجال السرطان فاز بالجائزة الدكتور عاصم حمزة منصور من المملكة الأردنية الهاشمية، وفي مجال الأمراض القلبية الوعائية فاز بالجائزة الدكتور داود الخليلي، من جمهورية إيران الإسلامية.
 يذكر أن اللجنة الإقليمية، هي هيئة اتخاذ قرارات منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، وتتألف من ممثلين عن كل دولة من الدول الأعضاء، ومن أبرز مهامها صياغة السياسات الإقليمية، والإشراف على أنشطة المنظمة في جميع أنحاء الإقليم.
 وتجمعُ اللجنة الإقليمية راسمي السياسات الصحية، والشركاء، والجهات المانحة، وغيرهم من الأطراف المعنية رفيعة المستوى لمناقشة قضايا الصحة العامة ذات الاهتمام المشترك للدول الأعضاء في الإقليم واستعراضها، وصولاً إلى الرؤية الإقليمية الصحة للجميع وبالجميع.

Advertisements

قد تقرأ أيضا