الدوحة - سيف الحموري - أنهى قسم صحة الفم والأسنان التعزيزية والوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بقيادة الدكتورة نجاة اليافعي بنجاح تحليل بيانات صحة الفم لبرنامج أسناني المدرسي للعام الدراسي السابق 2023-2024، وأصدر التقرير السنوي الخاص بالبرنامج. وذكرت الدكتورة نجاة اليافعي، شارك خلال العام الماضي بالبرنامج، 30,214 طالباً من 140 مدرسة في برنامج أسناني المدرسي، وشملت هذه المجموعة 3,190 طالباً من 52 روضة أطفال، و27,024 طالباً من 88 مدرسة ابتدائية. وأظهر التقرير أن نسبة انتشار تسوس الأسنان بلغت 70 % بين أطفال الروضة (الأسنان اللبنية) و36 % بين طلاب المدارس الابتدائية (الأسنان الدائمة).
كما أظهرت النتائج أن متوسط عدد الأسنان المصابة بالتسوس لدى أطفال الروضة بلغ حوالي 3 من أصل 20 سناً لبنية، بينما وصل لدى طلاب المدارس الابتدائية لسنة دائمة واحدة مصابة بالتسوس. كما أظهرت الفتيات في المدارس الابتدائية نسبة تسوس أعلى مقارنة بالأولاد، ولم يُلاحظ في النتائج وجود اختلاف كبير فيما يتعلق بتسوس الأسنان حسب جنسية الطلبة.
وأوضحت الدكتورة نجاة اليافعي أن معدل تسوس الأسنان بين الأطفال في عمر 12 سنة يُعتبر مؤشراً عالمياً وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وغالباً ما يُستخدم للمقارنة الدولية، وقد أظهرت النتائج لبرنامج أسناني المدرسي لطلبة الصف السادس (الذين يمثلون الفئة العمرية 12 عاماً) أن متوسط مؤشر التسوس، وفقدان الضرس، والأسنان المحشوة وهو ما يُطلق عليه بـDMFT هو 1.6، وهو كما صنفته منظمة الصحة العالمية كشدة تسوس منخفضة، ويعني أن درجة انتشار تسوس الأسنان في الفم منخفضة أو أن عدد الأسنان المصابة بالتسوس قليلة مما يعني أن حالتهم الصحية الفموية جيدة بشكل عام.
وأكدت د. نجاة اليافعي حاجة طلاب المرحلة الابتدائية إلى تعزيز فعّال للتوعية حول صحة الفم والأسنان تحت إشراف الوالدين على عملية تفريش الأسنان، حتى يصلوا إلى السن الذي يتمكنون فيها من أداء عملية تفريش الأسنان اليومية بطريقة صحيحة، لافتة إلى أن برنامج أسناني المدرسي يهدف إلى تحسين صحة فم وأسنان طلبة مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، عبر استقبال طلبة رياض الأطفال في المراكز الصحية المخصصة بغرف لصحة الفم وعيادة خاصة بهم لتلقي الارشادات ثم الفحص والعلاج الوقائي مثل وضع مادة الفلورايد للتقليل من تسوس الأسنان.
وأوضحت أن فرقا متعددة لبرنامج أسناني المدرسي تقوم بزيارة طلبة المدارس الابتدائية في مدارسهم في جميع أنحاء دولة قطر بحسب الجدول الذي ينسقه لهم قسم صحة الفم والأسنان التعزيزية والوقائية ويقدم إرشادات وفحصا للفم والأسنان، وطرح علاج وقائي للطلبة مع إعطاء طلبة رياض الأطفال والمدارس الابتدائية الذين وافق أولياء أمورهم على فحصهم معلومات حالة الطفل السنية وما قد يتطلبه من علاج لأسنانه أو عدمه.
وقال الدكتور حمد المضاحكة المدير التنفيذي للصحة الوقائية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن صحة الفم تعد جزءًا أساسياً من صحة وسلامة كل طفل بشكل عام، مشدّداً على أهمية الفحص الفموي السنوي، والتوعية والإرشاد بصحة الفم والأسنان، والعلاج الوقائي للأطفال الذي يقدمه برنامج أسناني المدرسي.
وأعرب عن القلق إزاء ارتفاع نسبة تسوس الأسنان بين أطفال الروضة الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات، موضحاً أن على الأهل ألا يتجاهلوا العادات الغذائية، والنظافة الفموية لأطفالهم. فالنظام الغذائي الغني بالسكريات والإهمال في العناية بنظافة الفم هما من العوامل التي تزيد من قابلية الطفل للإصابة بالتسوس.
ومن المقرر أن يواصل برنامج أسناني المدرسي دوره الحيوي في تعزيز صحة الفم لدى الأجيال الشابة في قطر، وبفضل نهجه الشامل الذي يجمع بين الفحوصات والعلاجات الوقائية والمبادرات التوعوية، سيحقق البرنامج مزيداً من النتائج الملحوظة في تقليل تسوس الأسنان والتهاب اللثة في السنوات القادمة.
