حال قطر

الهلال الأحمر ينفذ قافلة طبية جراحية في الشمال السوري

الدوحة - سيف الحموري - ضمن برنامج القوافل الطبية للهلال الأحمر القطري، وبالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب ومستشفى سبيتار، أكملت قافلة طبية قطرية مهمتها الإنسانية في الشمال السوري، بهدف تحسين وصول المرضى إلى خدمات الجراحة التخصصية في شمال غرب سوريا، من خلال الاستعانة بخبرات طبية متطوعة من دولة قطر لسد العجز في القطاع الصحي بالشمال السوري.

ضمت القافلة نخبة من الأطباء ذوي الخبرة العاملين في دولة قطر في عدة تخصصات جراحية. حيث ترأس الوفد الطبي الدكتور عبدالله راشد النعيمي، استشاري جراحة المسالك البولية بمؤسسة حمد الطبية، فيما ضم الوفد كلاً من الدكتور عبدالعزيز الكواري، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري والرئيس التنفيذي لمستشفى سبيتار، والدكتور منصور أحمد جابر، استشاري جراحة الأطفال والرئيس التنفيذي للجراحة العامة بمستشفى سدرة، والدكتور حسن باغزال، استشاري جراحة الأطفال بمستشفى سدرة، والدكتور عطا الله حمادة عطا الله والدكتور منصور عبد النبي منصور، استشاريين في قسم الجراحة الترميمية بمؤسسة حمد الطبية، بالإضافة إلى الدكتور معتز عوض عثمان، استشاري جراحة العظام، وأخيراً الدكتور أحمد بله عبد الله، أخصائي المسالك البولية.

عمليات كبرى
وأتمت القافلة إجراء 103 عمليات جراحية كبرى شملت حالات نوعية ومعقدة مثل: إصلاح تشوهات الجهاز البولي، استخراج حصيات بولية، إصلاح إصابات العمود الفقري، إصلاح التشوهات الخلقية لدى الأطفال، ترميم جراحي وتجميلي للتشوهات الخلقية وتشوهات الحروق والإصابات الرضية في الوجه والجلد. وهذه النوعيات من العمليات الجراحية المعقدة لم تكن متوافرة في الشمال السوري، وكان يتم تحويل الحالات المرضية إلى المستشفيات التركية بسبب نقص الأدوات والتقنيات والكوادر المتخصصة. كما قدم فريق الأطباء الاستشارات الطبية لصالح 200 شخص من ذوي الحالات المرضية المعقدة، من خلال إجراء الفحوصات اللازمة وتقديم التوصيات الجراحية بناءً على نتائج التقييم.
ورش تدريبية
وإلى جانب العمليات الجراحية، قدم فريق الأطباء الاستشاريين 3 ورش عمل تدريبية لفائدة 41 طبيباً محلياً بمستشفيات الشمال السوري في تخصصات جراحة المسالك البولية، وجراحة الأطفال، والجراحة الترميمية، وجراحة العظام والعمود الفقري، بهدف تنمية قدرات الكوادر الطبية لتقديم خدمات طبية نوعية في المستقبل، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى في المنطقة. وتضمنت ورش العمل حلقات نقاشية مركزة ومحاضرات نظرية حول التقنيات الجراحية الحديثة ومقاربة الحالات الجراحية في التخصصات المذكورة، كما تم العمل على بناء قدرات المستشفيات في شمال غرب سوريا من خلال تجهيزها بالمعدات اللازمة والأدوات الجراحية لإجراء العمليات الجراحية المتقدمة.
وقد تمت هذه الجهود بالتعاون مع مديرية صحة إدلب وعدة مستشفيات في المنطقة المستهدفة، وساهمت في تخفيف معاناة المرضى وتغيير حياتهم للأفضل، حيث بلغ عدد المستفيدين الكلي من المشروع 344 شخصاً، بالإضافة إلى 1,720 مستفيداً غير مباشر.
ومن المقرر أن تتبع هذه القافلة قوافل أخرى في تخصصات طبية مختلفة خلال الأشهر القادمة، حيث يولي الهلال الأحمر القطري أهمية كبيرة لبرنامج القوافل الطبية، الذي سبق تنفيذه في العديد من البلدان حول العالم مثل سوريا والعراق واليمن والسودان وفلسطين والصومال وبنغلاديش وغيرها من المناطق التي تشهد صراعات وكوارث طبيعية أدت إلى تدهور النظام الصحي وتفاقم الحاجة إلى عمليات نوعية منقذة للحياة، مما يعكس قيم الإنسانية والتضامن التي يتبناها الهلال الأحمر القطري ويعمل على نشرها واستمرارها بين المنظمات والهيئات الإنسانية داخل دولة قطر وخارجها.
نتائج ملموسة
وفي تصريح له، قال مازن عبد الله، مدير المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا: «نفخر بجهود فريق القافلة الطبية، التي استمرت في تقديم الرعاية الطبية النوعية للمرضى في شمال سوريا على مدار 5 أيام، تمكنا خلالها من الوصول إلى أكبر عدد من المرضى الذين هم في أمسِّ الحاجة إلى تدخلات جراحية. وبفضل الجهود المتواصلة للأطباء المشاركين في القافلة، حققنا نتائج ملموسة تمثلت في نجاح عشرات العمليات الجراحية المعقدة للمرضى. إن هذه القافلة لم تظهر الأثر الإيجابي العميق الذي تتركه مثل هذه الجهود في حياة الأفراد فحسب، بل ساهمت أيضاً في بناء وتعزيز قدرات الكوادر الطبية المحلية في شمال سوريا، مما يسهم في تقديم خدمات طبية تخصصية بشكل مستدام في المنطقة».
تأهيل الكوادر الطبية
ومن جانبه، صرح الدكتور زهير القرَّاط، مدير صحة إدلب: «انقسمت القافلة الطبية التي أرسلها الهلال الأحمر القطري إلى محورين رئيسيين. أولاً، تم تقديم الخدمات الطبية المباشرة للمرضى، من خلال إجراء عمليات جراحية معقدة ونوعية لم يكن لها حلول فعالة من قبل. وبفضل الخبرات والتقنيات المتقدمة التي يمتلكها الفريق الطبي، تم تقديم خدمات طبية عالية الجودة ساهمت في تحسين الحالة الصحية للمرضى. الجانب الآخر المهم هو تدريب وتأهيل الكوادر الطبية المحلية، حيث قدم الفريق الطبي دورات تدريبية مكثفة للأطباء والممرضين المحليين. هذا التدريب يعزز من قدرات الطواقم الطبية المحلية، ويضمن استمرارية الأثر الإيجابي للقافلة، إذ يمكن للأطباء الذين تلقوا التدريبات تطبيق المعلومات والمهارات المكتسبة لتحسين الخدمات الطبية في المستقبل. هذا النهج المتكامل يجعل من جهود الهلال الأحمر القطري نموذجاً يُحتذى به في تعزيز النظام الصحي المحلي بشكل مستدام».

Advertisements

قد تقرأ أيضا