حال قطر

بدء فعاليات النسخة الرابعة لـ"حوار قطر الوطني حول تغير المناخ"

الدوحة - سيف الحموري -  بدأت اليوم فعاليات النسخة الرابعة لحوار قطر الوطني حول تغير المناخ 2024 التي تقام للمرة الأولى ضمن فعاليات أسبوع قطر للاستدامة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات وتستمر يومين.

وشهدت الجلسة الأولى من الحوار حضور سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي وسعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات وسعادة السيد عبد الله بن حمد بن عبد الله العطية وزير البلدية وعدد كبير من المتخصصين والأكاديميين والخبراء والمهتمين بالشأن البيئي.

وفي كلمته الافتتاحية قال سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي أن هذا الحوار يعكس أهمية التكاتف والعمل المشترك لمواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ، إنني لأشعر بالاعتزاز لما أنجزناه في دولة قطر من نجاحات، أسفرت عن نتائج نؤمن بأنها كفيلة بدعم مسيرتنا الثابتة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي أولت التغير المناخي أهمية خاصة ضمن إطارها المتكامل الذي رسمته لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، ومن هذا المنطلق نتواجد هنا اليوم لبحث الحلول المستدامة والعملية التي من شأنها أن تمكننا من مواجهة تلك التحديات بفعالية".

وأضاف سعادته أن مشاركة هذا العدد الكبير والمتنوع من الجهات الوطنية والدولية، ونخبة المهتمين بقضايا التغير المناخي من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب القطاع الخاص والمجتمع المدني، يعد شهادة على التزام دولة قطر الراسخ بمواجهة التحديات المناخية وتعزيز الجهود المناخية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، كما يؤكد أهمية الحوار وضرورة توحيد الصفوف والجهود للتصدي لهذه التحديات التي تؤثر على الحاضر والمستقبل، مؤكدا حرص وزارة البيئة والتغير المناخي الدائم على الأخذ بعين الاعتبار الآراء والمقترحات المطروحة من قبل الجميع.

وأوضح سعادة الدكتور السبيعي أن هذه النسخة من الحوار تركز على عدد من المحاور الأساسية التي من شأنها دعم مسيرة التنمية المستدامة وتحقيق تحول حقيقي في كيفية التعامل مع تحديات التغير المناخي، منها: حلول التكيف مع آثار التغير المناخي في دولة قطر، وذلك من منطلق الإيمان بأهمية التكيف وتعزيز المرونة في التعامل مع انعكاسات ظاهرة التغير المناخي في مختلف مسارات التنمية، وكذلك تسلط الضوء على السياحة البيئية والمستدامة وتناقش سبل تعزيزها، واستعراض التجارب والممارسات الناجحة في هذا المجال من دولة قطر وحول العالم، هذا إلى جانب استعراض الدور الأساسي الذي تلعبه الجهود الوطنية في التصدي لظاهرة التغير المناخي.

وشدد سعادة وزير البيئة والتغير المناخي على أهمية بذل الجهود اللازمة بما يكفل المنفعة للأجيال الحالية والقادمة على جميع الأصعدة الوطنية وذلك من أجل توفير مناخ آمن ومستقبل مستدام بيئياً، منبها إلى أن هذا الحوار يمثل أكثر من مجرد فرصة لتبادل للأفكار، فهو خطوة نحو تعزيز دور قطر الفاعل على الساحة الدولية فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا التغير المناخي، ومرحلة جديدة في تطوير القدرات على الابتكار وإيجاد الحلول المستدامة، مختتما كلمته الافتتاحية بالقول "إننا نؤمن في دولة قطر بأن التكامل بين مختلف القطاعات له دور محوري في تحقيق نجاحات ملموسة في مجال المناخ والاستدامة البيئية".

من جانبه لفت سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة في مداخلة له عبر تقنية الاتصال المرئي إلى أن تغير المناخ مشكلة عالمية حقيقية وواضحة تظهر نتائجها في ارتفاع منسوب مياه البحر وتهديدها للمناطق الساحلية، وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير وموجات الحر وحالات الجفاف، مما يهدد الأرواح والزراعة والبنية التحتية والاقتصادات، وانقطاع المياه، وانعدام الأمن الغذائي.

وأضاف سعادته أن فقدان التنوع البيولوجي يتسارع مع تزايد اضطرابات النظام البيئي وارتفاع درجات الحرارة والطقس القاسي يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية، منبها إلى أن عام 2024، شهد "اليوم الأكثر سخونة"، و"الصيف الأكثر سخونة" على الإطلاق، وهذه ليست حوادث عابرة بل نتيجة سنوات عديدة من زيادة انبعاثات الكربون.

ونوه سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية إلى أنه في "كوب 28" العام الماضي، اتفق زعماء العالم على التحول المستدام والعادل للطاقة، وهي الطريقة الوحيدة لحماية الكوكب، وحماية الموارد، وتأمين عالم أفضل للأجيال القادمة، مشددا على أن مناقشات حوار قطر الوطني حول تغير المناخ تشكل خطوة مهمة نحو ذلك المستقبل فـ"معا، يمكننا أن نحدث فرقا".

بدوره عبر الدكتور غونزالو كاسترو دي لاماتا المدير التنفيذي لمركز "إرثنا" عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عن سعادته بافتتاح النسخة الرابعة من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ ونجاح هذا الحدث على مدار الأعوام الثلاثة السابقة في إثبات وجوده كمنصة متفردة لتبادل الأفكار، وإثراء النقاش، وترجمته إلى خطوات فعالة تسهم في التصدي لآثار تغير المناخ.

ونبه إلى أن تغير المناخ يؤثر على الجميع، لذلك من الأهمية بمكان أن يدرك الجميع، بما في ذلك الأفراد والشركات والمنظمات والمؤسسات الأكاديمية والحكومية، أن لكل منهم دوره في التصدي لهذه الأزمة، وأن علينا جميعا اتخاذ التدابير الحاسمة لضمان مستقبل مستدام.

وتابع الدكتور غونزالو بأنه تماشيا مع أهداف الاستدامة المنصوص عليها في رؤية قطر 2030، يؤدي حوار قطر الوطني حول تغير المناخ 2024 دورا رئيسيا ضمن جهود الدولة للتصدي لتغير المناخ، ويسهم في تحديد وصياغة التدابير والإجراءات التي يتعين علينا جميعا الالتزام بها للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها، مشيرا إلى أنه على مدى يومين نستمع إلى آراء الخبراء المحليين والدوليين ضمن نقاشات ثرية تهدف إلى المساعدة في تشكيل السياسات الوطنية والدولية، كونه منصة لتبادل الأفكار والاستراتيجيات المتعلقة بسبل التصدي لتحديات المناخ.

ولفت إلى أن هذا الحدث الهام يسهم في تعزيز الشفافية والتفاهم والتعاون والتكامل بين الجهات الرئيسية الناشطة في التصدي لتغير المناخ في الدولة، ويساعد على تيسير صياغة السياسات الفعالة للتخفيف من المخاطر البيئية وتعزيز النمو الاقتصادي.

وأشار المدير التنفيذي لمركز إرثنا إلى أن حوار قطر الوطني حول تغير المناخ يستضيف متحدثين بارزين ويشهد مناقشات رفيعة المستوى وجلسات هادفة تركز على عدد من أهم المواضيع المتعلقة بتغير المناخ بما في ذلك التكيف مع آثاره، وتنظيم إدارة الكربون إضافة إلى مخرجات مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 28" ، والطريق إلى مؤتمر باكو "كوب29"، والسياحة البيئية، مشددا على أن الطريقة الوحيدة للتصدي لآثار تغير المناخ تكمن في التعاون الوثيق بين مختلف القطاعات، وفي تمكين الأفراد من تطبيق الممارسات المستدامة وتبنيها بشكل كامل وعلى كافة المستويات.

في الإطار ذاته عبر سعادة السيد لوتار فرايشلادر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة عن اعتزازه بأن تكون بلاده شريكا رسميا لحوار قطر الوطني حول تغير المناخ في نسخته الرابعة، مؤكدا أن كل الخطوات التي سيتم اتخاذها في السنوات الست المقبلة سوف تؤثر على طريقنا، وتعاملنا مع تحديات التغير المناخي، "فما نقوم به اليوم له تأثير كبير في الغد".

وأشاد في هذا الصدد بالتعاون بين بلاده ودولة قطر الذي يبرهن على الروح التشاركية التي يتبناها البلدان من أجل إيجاد الحلول لهذه الظاهرة العالمية، من خلال تطوير السياسات، وتوسيع مجالات العمل الدبلوماسي.

وأضاف أن لدى ألمانيا مسؤولية والتزما واضحين بأن تكون من أوائل الدول التي تصل إلى "صفر" انبعاثات الكربون منبها إلى أهمية التعاون الدولي لمواجهة آثار التغير المناخي، لافتا إلى أن العمل المناخي ليس فقط جهودا من أجل التصدي للتغير المناخي، ولكن أيضا لإيجاد بيئة مستقبلية تعاونية تدعم الموارد وتطور الأفكار وتوفر الآليات والأدوات وتسهل الإجراءات.

وينظم مركز "إرثنا" حوار قطر الوطني حول تغير المناخ بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي والسفارة الألمانية ومكتب التجارة والصناعة الألماني في الدوحة، وبدعم استراتيجي من مؤسسة عبد الله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة وبنك قطر الوطني إضافة إلى شريك الخدمات اللوجستية، دي إتش إل إكسبريس قطر.

Advertisements

قد تقرأ أيضا