الدوحة - سيف الحموري - منذ الإعلان عن تأسيسه في عام 2018، عبر مركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة عن رؤية مشتركة ونوعية، جمعت كلا من مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، وجامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تهدف إلى نشر ثقافة التفكير الحوسبي من خلال البرمجة للارتقاء بمهارات طلبة المدارس من مختلف المراحل التعليمية، على اعتبار أن تلك الثقافة بمثابة محرك أساسي لعمليتي الابتكار والإبداع، والتشجيع على دراسة التخصصات العلمية بما يتواكب مع رؤية قطر الوطنية 2030.
إذ يسعى المركز لتكريس تلك الرؤية في إطار قائمة من البرامج والفعاليات والدورات التدريبية التي تؤكد من خلال مخرجاتها أهمية هذا المشروع في شرح الصلة الوثيقة بين الحوسبة والحياة اليومية للإنسان بمختلف المجالات العلمية والعملية. مما ساهم بدوره في تعزيز مكانة المركز ضمن المنظومة التعليمية في قطر ونشر ثقافة الحاسوب على نطاق واسع بين أوساط الطلبة وتأكيد القيمة العلمية والأكاديمية لتلك الثقافة. الأمر الذي ترتب عليه إدراج برنامج «أليس الشرق الأوسط» الخاص بالمركز ضمن منهج تكنلوجيا المعلومات بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
لغة الإنجاز
يضم مركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة برنامجين الأول متخصص بتصميم الأنشطة التوعوية وتطويرها تحت مسمى «مايندكرافت»، والثاني يعمل على تطوير منهج لتعليم البرمجة وأساسيات الحاسب في المدارس من خلال برنامج «أليس الشرق الأوسط» ويستهدف المركز من خلال تلك البرامج، طلاب مرحلة ما قبل التعليم الجامعي وصولا إلى طلاب الجامعات الوطنية والعالمية في قطر. ولضمان تحقيق تلك الأهداف بصورة فاعلة ساهم المركز بتدريب فئة معلمي الحاسوب، المعنية بهذا التخصص على مختلف الأدوات والبرامج الحاسوبية مثل Alice وScratch وPython وطرق تدريسها. ومن الأنشطة النوعية التي أضيفت إلى لائحة إنجازات المركز، المبادرة بتنظيم المؤتمرات والمسابقات على مستوى المحلي والدولي ومنها المسابقة الوطنية للبرمجة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وتنظيم مؤتمر هاكاثون والذي يساهم بتقديم حلول في إدارة الحالات الإنسانية خلال الأزمات والكوارث.
تعزيز الاستدامة
وفي هذا الإطار أكد السيد سعيد مذكر الهاجري العضو المنتدب بمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، أن مركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة هو ثمرة جهد مشترك بين المؤسسة وجامعة كارنيجي ميلون في قطر كواحدة من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في علوم الحاسب، تلك الثمرة العلمية شكلت نموذجا متطورا وتحولا نوعيا في استراتيجيات عمل المؤسسات الخيرية متجاوزة بذلك النهج التقليدي لهذا القطاع الإنساني، والتركيز على مفهوم الاستدامة كشرط أساسي لطبيعة العمل الخيري في كافة المجالات التنموية، والذي يعد جوهر رؤية المؤسسة «صحة وتعليم لحياة أفضل».
وأضاف العضو المنتدب: «تكمن القيمة العلمية للمركز في الإدراك الواعي للأهمية التي باتت تحتلها علوم الحاسب لتتحول إلى مطلب أساسي في مختلف مناحي الحياة وتساهم بشكل كبير بتمكين القوى البشرية من امتلاك مختلف الأدوات العلمية لمسايرة احتياجات سوق العمل المتغيرة والتي تعتبر التكنولوجيا عنصرا أساسيا فيها. وعلى هذا المستوى أثبت مركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة مكانته في المنظومة التعليمية في دولة قطر واتساع مدى أنشطته حيث ساهم بشكل فعال في نشر ثقافة الحاسب والتأسيس لجيل مبتكر ومفكر قادر على المشاركة العملية في النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة وتعزيز شروط استدامتها».
توحيد الجهود
يشيد مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، بالشراكة الناجحة بين الجامعة ومركز حمد بن جاسم لتعليم علوم الحوسبة، التي أثمرت تمكين آلاف الطلاب من اكتساب أساسيات علوم الحاسوب وتنمية مهارات التفكير الحاسوبي. ويعلق تريك قائلاً: «نحن فخورون بهذا التعاون المثمر مع مركز حمد بن جاسم لتعليم الحوسبة. فمجال علوم الحاسوب يتيح للطلاب فهماً أعمق للتكنولوجيا وتطبيقاتها المتنوعة، سواء في البرمجة أو تصميم الأنظمة أو تحليل البيانات وحتى الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، يسهم تعلم علوم الحاسوب في تعزيز التفكير النقدي وتطوير مهارات حل المشكلات بطريقة منهجية، مما يدفع الطلاب إلى الابتكار وتقديم حلول تقنية للتحديات المعاصرة. وفي عالمنا الذي يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، يصبح إلمام الطلاب بعلوم الحاسوب ضرورة ملحة لمواكبة التطورات الرقمية والمساهمة الفعالة في الاقتصاد الرقمي».
مشاركة فاعلة
من جانبه قال الدكتور خالد هراس مدیر ادارة مركز حمد بن جاسم لتعلیم علوم الحوسبة، وأستاذ علوم الحاسوب والعمید المشارك الأول في جامعة كارنیجي میلون في قطر: إن هذا التعاون بين مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية وجامعة كارنيجي ميلون في قطر يؤكد ضرورة التكامل بين المؤسسات الوطنية والذي يعد مطلبا أساسيا لتحقيق مشاركة فاعلة في عملية التنمية الشاملة للدولة، الأمر الذي يجعل من تلك الشراكة نموذجا يحتذى به، كما يعكس الرؤية المتقدمة لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية في ابتكار استراتيجيات نوعية لتعزيز دورها المجتمعي وبشكل خاص في مجالي التعليم والصحة وإدراكها أهمية علوم الحاسب في ترجمة تلك الاستراتيجيات على أرض الواقع».
برامج مایندكرافت
وبشيء من التفصيل يندرج في إطار برامج MindCraft العديد من البرامج الفرعية أهمها: MindCraft Alpha، والذي يتناول مفهوم التفكير الحاسوبي والتركيز على حل المشكلات وتصميم الخوارزميات. وMindCraft Camps، يتيح للطلبة تكوين خبرة عملية تعطيهم الفرصة لتعلم معرفة متعمقة حول موضوعات علوم الكمبيوتر المحددة واستكشاف تطبيقات الحياة الواقعية.
في حين يقوم المركز من خلال برنامج MindCraft OnDemand، بتنظيم أنشطة وورش عمل تمكّن الطلاب من مختلف الفئات العمرية من اكتساب المعارف الحاسوبية والمشاركة في معارض العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ضمن المدارس وفعاليات علوم الحاسوب. كذلك تدريب الفرق للمسابقات الوطنية والدولية في البرمجة والروبوتات.
بينما يركز MindCraft Virtual على تنفيذ الأنشطة وورش العمل عبر الإنترنت، ويستهدف طلاب المدارس الثانوية في المنزل وتنظيم ورش عمل عبر الإنترنت على مدار يومين بهدف تعريف الطلاب على أساسيات برمجة الحاسوب والتفكير الحسابي، حيث يقدم البرنامج معرفة متكاملة عن علوم الحاسوب عبر الإنترنت.
لغة الأرقام
تعكس محصلة أنشطة المركز الاستثنائية حجم الإنجازات التي تم تحقيقها منذ تأسيسه، وذلك من خلال تلك البرامج، حيث بلغ عدد الطلاب المستفيدين من برامج مایندكرافت 17 ألف طالب يمثلون أكثر من 70 مدرسة من خلال تنظيم 80 فعالية. في حين بلغ عدد الذين درسوا المنهج الذي ابتكره المركز ضمن برنامج أليس 135,000 ألف طالب سنويا من 65 مدرسة.
