حال قطر

للطلاب الجامعيين عبر ورش عمل للشركات الناشئة.. «واحة قطر» تطرح تجربة مثيرة في عالم الابتكار

الدوحة - سيف الحموري - نظمت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، مؤخرًا برنامجًا امتد لثلاثة أيام بهدف تعريف طلاب الجامعات بالابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال. واشتمل البرنامج على سلسلة من ورش العمل التي ركزت على تطوير المنتجات القائمة على الذكاء الاصطناعي، وفن عرض الأفكار، بالإضافة إلى خدمة الإرشاد الفردي، واختتم البرنامج بعقد مسابقة «عرض الأفكار» الأولى من نوعها التي أقيمت داخل ترام المدينة التعليمية بمؤسسة قطر.
واستقطبت النسخة الأولى من برنامج «اركب واعرض»، التي نظمتها الواحة مشاركة طلاب الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، ومن بينها جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وجامعة نورثويسترن في قطر، ووايل كورنيل للطب - قطر، وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، بالإضافة إلى جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، حيث مثلوا بلدانا مختلفة بما في ذلك قطر ومصر ولبنان والمغرب والهند وكازاخستان واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تعرَّف الطلاب المشاركون في البرنامج على طرق تطوير وتعزيز أفكارهم في مجال ريادة الأعمال تحت إشراف تسعة مرشدين، بما في ذلك مؤسسو الأعمال وأساتذة جامعيون وكبار الباحثين والمستشارين. وكان من بين المرشدين بشار هدهد، المؤسس المشارك لشركة Class Tap الناشئة التي تحتضنها الواحة؛ ومحمد ذبيان، مدير برنامج التسريع في الواحة؛ ورايان فضيل، رئيس قسم الابتكار وريادة الأعمال في مقهى الابتكار للاستشارات.
وفي اليوم الأخير من البرنامج، تنافس الطلاب في تقديم عروض امتد كل واحدٍ منها لدقيقتين أمام لجنة من الحكام، تواجد ثلاثة منهم مع المشاركين في ترام المدينة التعليمية بينما كان اثنان يشاهدان العرض على الهواء مباشرة. وقد ساهمت رحلة الترام التي استمرت ساعة في تعويد الطلاب على أجواء الإثارة والتشويق والمرونة التي كثيرًا ما يواجهها مؤسسو الشركات الناشئة في إطار مسيرتهم المهنية.
وأثنى السيد حمد الهاجري، أحد الحكام والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سنونو، على هذه المبادرة، وذكر أنه استمتع كثيرًا بمسابقة عرض الأفكار. وقال: «في عالم الابتكار، يجب أن يكون كل شيء مبتكرًا. وتعكس مسابقة عرض الأفكار داخل الترام كيف تعمل الشركات الناشئة في الواقع من حيث الحركة المستمرة بما في ذلك الاهتزازات وتلقي الصدمات ومحاولة الطلاب لتحقيق التوازن، وهذا ما تشهده الشركات الناشئة بشكل يومي».
وأضاف: «أعتقد أن معظم الحكام كانوا يعتقدون عند قدومهم للمشاركة في تحكيم المسابقة أننا سنلهم المشاركين، ولكن المشاركين هم من ألهمونا في الواقع. فقد منحونا الأمل في وجود العديد من الأفكار الذكية من الشباب التي تنتظر اكتشافها. ومن المهم أن يحصل هؤلاء الشباب على الموارد والدعم الذي يحتاجون إليه ليس فقط من الحكومة ولكن أيضًا من القطاع الخاص حتى يتمكنوا من الازدهار والاستفادة من منطومة الابتكار التكنولوجي المحلية».

تجربة لا تنسى
بدوره، قال الدكتور جاك لاو، رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: «كانت هذه الفعالية لعرض الأفكار هي الأكثر ابتكارًا من بين الفعاليات التي حضرتها على الإطلاق، حيث استفادت من الإمكانيات الأصيلة والمتطورة المتاحة في قطر ومؤسسة قطر والمدينة التعليمية. وأنا ممتن لمؤسسة قطر على دعمها وفخور بنفس القدر بفريقنا بعد نجاحه في تنظيم هذه الفعالية الرائعة التي قدمت للطلاب تجربة لا تُنسى.»
وأضاف: «كان طرح المشاركين لأفكارهم في بيئة غير تقليدية جزءًا من التحدي الذي واجهوه. وقد أردنا أن تكون هذه التجربة واقعية قدر الإمكان مع وقوع أحداث غير متوقعة وغير مؤكدة. فعلى سبيل المثال، ربما كان هناك اتصال غير مستقر بالإنترنت أو أجواء صاخبة ولكن كان من المفترض أن يكون الأمر كذلك من أجل عرض الفكرة على المشاركين في الظروف الواقعية، وقد قام الجميع بعمل رائع. فقد تلقينا ردود فعل مذهلة ونحن نستعد بالفعل لتنظيم النسخة التالية الأكبر من البرنامج التي نخطط لإتاحة إمكانية المشاركة فيها لجميع الجامعات الموجودة في قطر».
وأشادت شوجيلا كارشيجاكيز، الفائزة بالمركز الأول في المسابقة، وهي طالبة في السنة الثانية من جامعة نورثويسترن في قطر، بالبرنامج ووصفته بأنه «تجربة ملهمة». وقالت: «أنا ممتنة للفرصة التي أتيحت لنا في إطار برنامج «اركب واعرض» الذي تنظمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. لقد كان الأشخاص المحيطين بي داعمين ومشجعين للغاية. وأنا أقدر حقًا التوجيه الذي تلقيته من المرشدين خلال الورش الإرشادية بالإضافة إلى فرص التواصل وبناء العلاقات».
وتتمثل فكرة شوجيلا في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة تساعد في معالجة مشكلة انخفاض التفاعل والمشاهدات والإعجابات على مواقع الإنستجرام والتيك توك لمطور المحتوى. وتهدف هذه الفكرة إلى إنشاء منصة تجمع بين أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة التي تساعد في كل شيء بدءًا من إستراتيجية تطوير المحتوى وتحريره إلى نشره على منصات التواصل الاجتماعي. وقالت شوجيلا: «لقد كان من المدهش حقًا بالنسبة لي، باعتباري مشاركة ليس لديها خلفية تكنولوجية قوية، أن أتعلم من الخبراء وأرى إمكانية تحويل فكرتي إلى حقيقة».
وحصل الطالب محمد سعد من جامعة حمد بن خليفة، والطالبة لجين العمادي من وايل كورنيل للطب - قطر على المركزين الثاني والثالث.
وبالإضافة إلى الحصول على ساعات التوجيه المجانية مع خبراء واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا والمشاركة في جناح خاص خلال أسبوع الذكاء الاصطناعي القادم المقرر إقامته في الواحة، يحصل الفائزون على فرصة التأهل السريع لبرامج الابتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا من أجل إطلاق مشاريعهم الناشئة والحصول على الدعم المناسب. وقد حصلت الفائزة بالمركز الأول على جهاز iPad Pro بينما حصل الفائزان بالمركزين الثاني والثالث على سماعات AirPods.

Advertisements

قد تقرأ أيضا