الارشيف / حال قطر

مسؤولان بالكلية في تصريحات خاصة لـ«العرب»: «وايل كورنيل» تنجز 50 دراسة عن التهاب الكبد

الدوحة - سيف الحموري - د. ليث أبو رداد: دراسة استعراضية لالتهاب الكبد الوبائي «ج» في 20 بلدا

د. سهيلة شيما: أهمية بالغة لتعزيز التوعية بالمرض لتحسين الوقاية

أكّد الدكتور ليث أبو رداد، أستاذ علوم الصحة السكانية والعميد المشارك لتمويل البحوث الخارجية ومدير مختبر الإحصاءات البيولوجية والوبائيات والرياضيات البيولوجية في وايل كورنيل للطب - قطر، على الحاجة إلى تضافر الجهود العالمية للقضاء على التهاب الكبد.

وقال في تصريحات خاصة لـ «العرب»: اليوم العالمي لالتهاب الكبد يذكّرنا أن فيروسات التهاب الكبد ما زالت تُمرض وتقتل ملايين البشر حول العالم، الأمر الذي يجعلها أحد أبرز أسباب الأمراض والوفيات في العالم.
وأضاف: ولحسن الحظ فإنّ بعض هذه الفيروسات، مثل التهاب الكبد «أ» والتهاب الكبد «ب»، يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم، وبعضها الآخر، مثل التهاب الكبد «ج»، يمكن علاجها، ولا بدّ أن تتضافر جهودنا بما يكفل إتاحة هذه التدخلات الفعّالة لكل من يحتاجها وتقديم الدعم اللازم لمرضى التهاب الكبد، فيمكننا معاً القضاء على التهاب الكبد كأحد تهديدات الصحة العامة والإسهام بتحقيق مستقبل ينعم فيه الجميع بالصحة.
وأشار إلى أن باحثون من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر نشروا دراسة استعراضية شاملة تناولت ما مجموعه 37 استعراضاً منهجياً لالتهاب الكبد «ج» في 20 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الفترة بين عامَي 2008 و2016.
وأوضح أن الدراسة البحثية هدفت إلى تقييم جودة البيانات في هذه الاستعراضات وإبراز الإستراتيجيات التدخلية القائمة على أدلة علمية (تعزيز منهج العلاج وإعطاء الأولوية للوقاية)، سعياً للقضاء على التهاب الكبد «ج» في المنطقة.
ونوه إلى أن الباحثون خلصوا إلى ضرورة أن ينصبّ تركيز التدابير الوقائية على الفئات السكانية الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الكبد «ج»، مؤكدين على أهمية إجراء الفحوص اللازمة وتطبيق التدخلات المستهدفة. ونُشرت الدراسة المعنونة «مراجعة استعراضية منهجية لعدوى التهاب الكبد «ج» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» في الدورية الطبية المتخصصة World Journal of Gastroenterology.

تعزيز التوعية
من جانبها شدّدت الدكتورة سهيلة شيما، الأستاذ المشارك لعلوم الصحة السكانية الإكلينيكية والعميد المساعد لقسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر، على الأهمية البالغة لتعزيز التوعية بمرض التهاب الكبد.
وقالت لـ «العرب»: ملايين البشر حول العالم مصابون بالتهاب الكبد «ب» والتهاب الكبد «ج»، وأغلب هؤلاء غير مدركين لحقيقة إصابتهم بالمرض، ويواجه هؤلاء خطر إصابتهم بأمراض الكبد المزمنة، بل ويمكنهم نقل المرض إلى الآخرين دون قصد. وهذا، بالإضافة إلى ما يزيد على مليون حالة وفاة مرتبطة بالتهاب الكبد كلّ عام، أمر مثير للقلق، خصوصاً إذا ما عرفنا أنه يمكن الوقاية من ذلك. وعلينا جميعاً أن نتحدث بصوت مسموع، وأن ننشر التوعية، وأن نحسّن الإستراتيجيات الوقائية لما للكبد السليم من أهمية حيوية لصحة الإنسان».
وأضافت: أنجزت مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر، بقيادة الدكتور ليث أبو رداد، أكثر من 50 دراسة عن الأبعاد الوبائية لالتهاب الكبد الفيروسي، وكان لهذه الدراسات، التي موّل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي العديد منها، دور بارز في تعميق الفهم للأبعاد الوبائية للمرض وأسهمت إسهاماً لافتاً في تمكين منظمة الصحة العالمية من رسم سياسات الصحة العامة ووضع البرامج اللازمة للمنطقة.
يُذكر أن مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر نالت اعتماد منظمة الصحة العالمية كمركز متعاون معها في مجال تحليل وبائيات الأمراض المعدية المعنيّ بفيروس نقص المناعة البشرية/الايدز والأمراض المنقولة جنسياً والتهاب الكبد الفيروسي – وتُعد المجموعة الأولى من نوعها في منطقة شرق المتوسط.

تقرير شامل
وفي إطار شراكة مع منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، أعدّت مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب – قطر تقريراً شاملاً عن وباء فيروس التهاب الكبد «ج» بمنطقة شرق المتوسط، وتضمّن التقرير إرشادات بشأن سبل القضاء على المرض كأحد تهديدات الصحة العامة بحلول العام 2030. ويتضمن التقرير المعنون «وبائيات فيروس التهاب الكبد «ج» في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية: الآثار المترتبة على الإجراءات الاستراتيجية» نهجاً قائماً على أدلة علمية لسبل التصدّي للمرض.
واختير يوم 28 يوليو للاحتفاء باليوم العالمي لالتهاب الكبد لأنه يوم ولادة البروفسور باروخ صمويل بلومبرغ، الحائز جائزة نوبل في الطب والذي اكتشف فيروس التهاب الكبد «ب» وطوّر اختباراً تشخيصياً ولقاحاً للمرض. ويُعدّ هذا اليوم بمثابة تذكير للعالم بأهمية حماية صحة الكبد وضرورة تضافر الجهود لخلق عالم خالٍ من التهاب الكبد.
الكبد هو أحد أهم أعضاء جسم الإنسان فهو يقوم بأكثر من 500 وظيفة حيوية كل يوم تشمل إزالة السموم وتنظيم تخثّر الدم وإزالة البكتيريا من مجرى الدم وإنتاج البروتين.
ويحدث التهاب الكبد بفعل فيروسات معدية وعوامل غير معدية وكثيراً ما يوصف بالقاتل الصامت لنزعته نحو عدم إظهار أي أعراض واضحة إلى حين تفاقم المرض وبلوغه مرحلة متقدمة. ويعطّل المرض وظائف الجسم الأساسية ويتسبّب بمشكلات جسيمة للكبد ذات عواقب قد تكون مميتة. وتُصنّف فيروسات التهاب الكبد إلى الأنواع من «أ» إلى «هــ»، ويختلف كل منها في طرق انتقاله وشدّته وسُبل الوقاية منه. ويُعدّ التهاب الكبد «ب» و»ج» الأكثر خطورة.
ويشير التقرير العالمي لالتهاب الكبد لعام 2024 الصادر عن منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي في ازدياد، مع تسجيل 1,3 مليون حالة وفاة سنوياً، ما يجعله يحتل المرتبة الثانية بين أبرز الأسباب المعدية للوفيات في العالم بعد السّل. ويموت قرابة 3500 شخص يومياً بسبب التهاب الكبد «ب» و»ج»، ويتعايش أكثر من 300 مليون شخص مع المرض.
ويُحتفى باليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية، في 28 يوليو من كل عام لتعزيز التوعية ونشر المعرفة بالأمراض المرتبطة بالكبد والحاجة الملحّة لإجراء الفحوص الضرورية وأخذ العلاج اللازم واتباع سُبل الوقاية. ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة بالقضاء على التهاب الكبد الفيروسي بوصفه مشكلة صحة عامة عالمية بحلول العام 2030.
وعالمياً، تُبذل جهود حثيثة للقضاء على التهاب الكبد تشمل دمج اللقاحات في برامج التحصين الوطنية وتطوير علاجات مضادة للفيروسات بمختلف السلالات. وفي قطر، أُحرز تقدّم كبير في القضاء على التهاب الكبد «ب» لدى الأطفال عبر توفير لقاحات مجانية وإعطاء لقاح التهاب الكبد «ب» للمواليد الجدد. وبالإضافة إلى ذلك، توفر قطر مراكز رعاية صحية أولية للجميع وتدير برنامجاً صارماً لإدارة اللقاحات يتعامل بطريقة استباقية مع أي نقص محتمل ويرصد عدد الأطفال الذين يتطلبون التطعيم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا