حال قطر

دور محوري للمعلمين في بناء الأجيال ونهضة قطر 

الدوحة - سيف الحموري -  تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تحتفل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي غدا الأحد باليوم العالمي للمعلم، تحت شعار "عطاء يثمر أجيالا".
ويشهد الحفل الذي سيقام في المقر الدائم للوزارة بالقطيفية، تكريم كوكبة من المعلمين عرفانا بمسيرة عطائهم المتميزة ودورهم في تنشئة الأجيال، وتقديرا لإنجازاتهم المهنية الرائدة.
وقد دأبت دولة قطر على مشاركة الأسرة الدولية في الإحتفال باليوم العالمي للمعلم كل عام، وذلك منذ أن احتفت به لأول مرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ عام 1994، إحياء لذكرى التوقيع على توصيتها ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المعلمين.
ويعد هذا اليوم فرصة للاحتفال بمهنة التعليم بجميع أنحاء العالم، وإجراء تقييم شامل لما تم أنجازه، ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة من أجل بلوغ الهدف الرابع من أجندة التنمية الأممية المستدامة 2030 والمتعلق بضمان وتعزيز فرص التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع مدى الحياة للجميع.
وتحتفل دولة قطر ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بيوم المعلم سنويا حيث يتم تكريم كوكبة من المعلمين، وفاء وتقديرا لدور المعلمين في بناء ثروة الوطن وتنشئة أجياله، وباعتبار المعلمين ركيزة أساسية في صرح العملية التعليمية والتنمية البشرية.
ويؤكد احتفال قطر السنوي باليوم العالمي للمعلم والرعاية الكريمة التي يحظى بها من الدولة، ما تحظى به هذه المهنة الجليلة من أهمية ومكانة في دولة قطر، وذلك إيمانا بالدور التربوي والتعليمي المحوري الذي يضطلع به المعلمون في بناء الأجيال ونهضة الوطن.
لقد أولت دولة قطر بتوجيهات القيادة الحكيمة كل عناية للمنظومة التعليمية، وسخرت لها وبلا حدود الدعم والإمكانيات، حتى تبوأت مكانا متقدما على المستوى الدولي، وحققت نجاحات لافتة ومشهودة على كافة المستويات حظيت بإشادات واسعة إقليميا ودوليا، وكان للمعلمين أصحاب العطاء والوفاء، نصيب وافر من خطط واستراتيجيات تطوير التعليم وتحديثه .
وإدراكا لحيوية وأهمية هذه المهنة الجليلة، تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي دوما إلى تقديم برامج وإطلاق مبادرات ضمن توجهاتها الإستراتيجية لتمهين التعليم، بما يتسق مع رؤيتها لاستقطاب المعلمين الشباب لمهنة التدريس كونهم الجيل الأكثر استجابة لمتطلبات القرن الحادي والعشرين، حيث تم في هذا الصدد التوسع في برنامج استقطاب المعلمين القطريين لمهنة التدريس المعروف ببرنامج "طموح" بالتعاون مع كلية التربية في جامعة قطر، وإطلاق العام الماضي برنامج "بداية موفقة"، لتدريب المعلمين القطريين في سنتهم الأولى، وتأهيلهم للعمل في المدارس الحكومية، ودعمهم وتهيئتهم نفسيا ومهنيا، وتقديم الإرشاد والتوجيه لهم لضمان انخراطهم بسلاسة في الميدان التربوي.
وقد احتفلت الوزارة مؤخرا بتخريج الدفعة الثانية من برنامج " بداية موفقة" وعددهم 115 معلما ومعلمة إضافة إلى 35 مرشدا، حيث قام سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والسيدة مها زايد القعقاع الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بتوزيع الشهادات عليهم.
ونوهت السيدة إيمان سلمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير بوزارة التربية والتعليم في حفل التخريج إلى أن برنامج " بداية موفقة "يستهدف المعلمين في السنة الأولى من مشوارهم المهني، ويهدف إلى تقديم الدعم والتوجيه والإرشاد المهني والشخصي الذي يسهم في توفير أسس الإنطلاقة الناجحة لرحلة التربية وتعليم أجيال ممكنة علميا ومهاريا، لبناء مجتمع مزدهر ، واستلهام سماته من رؤية قطر الوطنية 2030
وأضافت المهندي قائلة في كلمتها بحفل التكريم: " إن استمرارنا في توفير فرص تدريبية نوعية لمنتسبي الميدان التربوي بشكل عام وللمعلمين بشكل خاص، يعكس التزام وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدعم روافد مهنة التعليم ، والحرص على تلمس الاحتياجات التدريبية للمعلمين التي تضمن استبقاءهم في هذه المهنة ، وتمكنهم من أدائها كرسالة قبل أن تكون وظيفة " .
إلى ذلك أكدت المهندي في تصريح صحفي أهمية البرنامج للمعلمين والمعلمات المستهدفين منه، من حيث تأهيلهم وتدريبهم وهم في سنتهم الأولى، مشيرة إلى أنه يشهد إقبالا من دفعة لأخرى، وبينت في هذا السياق أن منتسبي الفوج الثالث منه يصل عددهم لـ 186 معلما ومعلمة.
من ناحيتها نوهت السيدة رائدة الحداد مدير برنامج " بداية موفقة " في تصريح مماثل بدور البرنامج في إعداد وتأهيل المعلمين والمعلمات الجدد على مدى عام كامل منذ التحاقهم بمهنة التعليم . واستعرضت جوانب الدعم النفسية والأكاديمي وغيرها من الأمور التي يوفرها لهم أيضا ، وتشمل في سياق ذي صلة التخطيط والتقييم والاستراتيجيات التعليمية التي يحتاجونها في بداية مسيرتهم المهنية.
وقد أطلقت الوزارة العام الماضي أيضا برنامج (خبرات) لابتعاث المعلمين القطريين في المدارس الحكومية لدول تمتاز بأنظمة تعليمية متقدمة، بهدف اكتساب الخبرات وأفضل الممارسات من خلال برامج تدريبية نوعية، ما يؤكد في نفس الوقت إيمان الوزارة بأهمية الاستثمار في رأس مالها البشري من الأبناء والمعلمين القطريين.
وتسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي دوما ومن خلال جهود ومبادرات عديدة، لجعل مهنة التدريس مهنة جاذبة، يقبل عليها المواطنون إيمانا منهم بأهميتها في بناء وطنهم والمحافظة على مكتسباته، فبناء المجتمعات ونهضة الأوطان والمجتمعات لن تتم دون معلمين متمكنين، يملكون شغف المهنة، ويؤمنون برسالتهم السامية، في تنشئة الأجيال تنشئة قويمة، ترتكز على المبادئ والقيم، والمحافظة على الهوية الوطنية، باعتبارهم قدوة حسنة، وخير معين على تحقيق النجاح ورسم مستقبل الأبناء .
/يتبع/

Advertisements

قد تقرأ أيضا