حال المال والاقتصاد

النفط يسجل انخفاضا سنوياً 3% ويهبط للعام الثاني على التوالي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 1 يناير 2025 08:53 صباحاً - هبطت أسعار النفط بنحو ثلاثة بالمئة في 2024 لتتراجع للعام الثاني على التوالي مع توقف تعافي الطلب بعد جائحة كورونا والتحديات التي يواجهها اقتصاد الصين وضخ الولايات المتحدة ومنتجين آخرين من خارج أوبك المزيد من الخام في السوق العالمية وفيرة الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتا أو 0.88 بالمئة إلى 74.64 دولاراً للبرميل عند التسوية أمس الثلاثاء، آخر أيام التداول في العام، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 73 سنتا أو 1.03 بالمئة إلى 71.72 دولاراً للبرميل.

وتراجع خام برنت القياسي عند التسوية في ختام 2024 نحو ثلاثة بالمئة عن سعر التسوية في نهاية 2023 البالغ 77.04 دولاراً للبرميل، في حين لم يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط تغيرا يذكر تقريبا مقارنة بسعر التسوية نهاية العام الماضي.

في سبتمبر، اختتمت العقود الآجلة لخام برنت التعاملات دون 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021. وفي 2024، جرى تداول خام برنت على نطاق واسع دون أعلى مستوياته التي سجلها في السنوات القليلة الماضية مع تلاشي انتعاش الطلب بعد الجائحة وصدمات الأسعار الناجمة عنحرب روسيا وأوكرانيا في عام 2022.

وأظهر استطلاع شهري لرويترز أن من المرجح أن تظل أسعار النفط في حدود 70 دولارا للبرميل خلال عام 2025 مع توقع انخفاض الطلب من الصين وزيادة المعروض في العالم، وهو ما يلقي بظلال على الجهود التي يقودها تحالف أوبك+ لدعم السوق.

وأجبرت توقعات ضعف الطلب في الصين على وجه الخصوص منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية على خفض توقعاتهما لنمو الطلب على النفط لعامي 2024 و2025.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط ستدخل عام 2025 بفائض حتى بعد أن أرجأت أوبك وحلفاؤها خطتهم لبدء زيادة الإنتاج حتى أبريل 2025 على خلفية انخفاض الأسعار.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الثلاثاء أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ارتفع 259 ألف برميل يوميا إلى مستوى قياسي 13.46 مليون برميل يوميا في أكتوبر مع ارتفاع الطلب إلى أعلى مستوياته منذ الجائحة.

وقالت الإدارة إن من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 13.52 مليون برميل يوميا العام المقبل.

ويترقب المستثمرون أيضا احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة في عام 2025 بعد أن توقع صناع السياسات في المجلس في وقت سابق من الشهر خفضها بوتيرة أبطأ بسبب ارتفاع التضخم.

ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي بشكل عام مما يعزز بدوره الطلب على النفط.

ولا يزال بعض المحللين يرون أن العرض قد يتقلص في 2025 اعتمادا على سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعقوبات. ودعا ترامب إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقد يعيد فرض ما تسمى بسياسة الضغط الأقصى على إيران، وهو ما قد يؤدي لعواقب وخيمة على أسواق النفط.

وقال فيل فلين المحلل الكبير في برايس فيوتشرز جروب "في ظل احتمال تشديد العقوبات على النفط الإيراني مع عودة ترامب الشهر المقبل، فإننا نتوقع سوق نفط أكثر شحا في العام الجديد"، مشيرا أيضا إلى الطلب الهندي القوي وبيانات تفيد بنمو نشاط التصنيع في الصين.

وسجل نشاط الصناعات التحويلية في الصين نموا للشهر الثالث على التوالي في ديسمبر، وإن كان بوتيرة أبطأ، مما يشير إلى أن الإجراءات التحفيزية الجديدة تساعد على دعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وارتفعت الأسعار الثلاثاء عندما أعلن الجيش الأمريكي أنه نفذ ضربات على أهداف في صنعاء ومواقع ساحلية في اليمن يومي الاثنين والثلاثاء.

في غضون ذلك، قالت مصادر في السوق نقلا عن بيانات معهد البترول الأمريكي اليوم الثلاثاء إن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت الأسبوع الماضي بينما ارتفعت مخزونات الوقود.

وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن مخزونات الخام تراجعت 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 ديسمبر، وأن مخزونات البنزين ارتفعت 2.2 مليون برميل، بينما زادت مخزونات نواتج التقطير 5.7 ملايين برميل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا