ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 4 يناير 2025 01:29 صباحاً - تحتفل دولة الإمارات، اليوم الرابع من يناير، بذكرى مرور 19 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقاليد الحكم في إمارة دبي.
وتعد هذه المناسبة علامة مضيئة في ماضي وحاضر ومستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحظى بخصوصية كبيرة لدى أبناء الوطن، لارتباطها بقائد استثنائي أذهل العالم بفكره الاستباقي وحجم إنجازاته المستدامة في شتى المجالات، إذ قدم سموه للعالم نموذجاً ملهماً ومدرسة متفردة في القيادة والريادة واستشراف المستقبل، ومنارة تستقي منها الأجيال مبادئ التميز وتحقيق المراكز الأولى في شتى المجالات، أساسها بناء الإنسان وصناعة القادة، وتحويل التحديات إلى فرص واعدة وإنجازات كبرى جعلت من دبي عنواناً عالمياً للازدهار والتنمية المستدامة، ونموذجاً رائداً للمدن الرقمية المتطورة التي تحرص على سعادة جميع المقيمين والزائرين.
نهج
وتوج سموه هذا النهج بتحقيق إنجازات ضخمة تصدرت معها الدولة مؤشرات التنافسية العالمية في الكثير من المجالات، كما أحدث سموه نقلة نوعية في العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي، بأدائه دوراً محورياً في مسيرة ازدهار وتفوق دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويستند منهج الإدارة والقيادة لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على العمل بروح الفريق وبث الروح الإيجابية والإنتاجية، ووضع أهداف طموحة والعمل بجد وتفانٍ على تحقيقها. وحققت قيادة سموه الاستثنائية نقلة نوعية في تعزيز جودة حياة المواطنين والارتقاء بمستواهم المعيشي، من خلال تطوير العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي، وبات هذا الواقع نشهده يومياً في التطور الكبير للخدمات الحكومية وتسهيل حياة الناس، ما جعل الإمارات في مقدمة الريادة والتنافسية العالمية.
رؤية
وترتكز رؤية سموه على الفكر الريادي والقيادة الاستثنائية لصناعة مستقبل مستدام لوطنه وأبناء مجتمعه، انطلاقاً من الشعار الراسخ أن المواطن سيبقى أولاً، وعلى مدار السنوات الماضية حققت دبي إنجازات عالمية في مختلف المجالات بفضل رؤية سموه ومنهجية قيادته المبتكرة التي وضعت خريطة طريق لجميع القطاعات وقياداتها، تنطلق من أن إنجاز اليوم ليس خط النهاية، بل انطلاقة لإنجاز أكبر لم يسبقنا إليه أحد، وأن المستقبل لا ننتظره بل نصنعه، وغدت الإمارات نموذجاً عالمياً لجودة العمل الحكومي والعيش الكريم والعمل والاستثمار، ودبي الوجهة المثلى للعيش والعمل والزيارة، وأضحى فكر سموه نموذجاً يُحتذى على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ونهجاً تستنير به الأجيال مستقبلها، وتسترشد به لتحقيق طموحاتها وتطلعاتها في الوصول إلى حياة أفضل.
وحرص سموه على بناء الوطن والاستثمار في الكوادر البشرية باعتبار أن الإنسان أغلى ثروة في المجتمع، وأن المواطن أولاً وثانياً وثالثاً، وبالتالي تحقيق طموحاته وتطلعاته وخدمته يعد مبادئ أساسية لجميع البرامج والخطط التنموية للدولة، خصوصاً الفئات محدودة الدخل، حيث يعد الإنسان محور اهتمام خطط حكومة دبي، وهذه الرؤية الطموحة أسهمت في جعل أبناء الوطن قادرين على تحويل المستحيل إلى واقع، والتحديات إلى فرص حقيقية وقيادة مسيرة التنمية المستدامة في الإمارات، ونجح سموه برؤيته الحكيمة في ترسيخ مكانة دبي مركزاً اقتصادياً إقليمياً ووجهة عالمية للاستثمار والمستثمرين، وحاضنة عالمية لاستقطاب المواهب والشركات العالمية والاستثمار في اقتصاد الفكر والمعرفة والتركيز على بناء الإنسان ودفع مسيرة التنمية المستدامة.
محطة فارقة
ويشكل الرابع من يناير عام 2006 محطة فارقة في تاريخ الدولة بصفة عامة، وإمارة دبي بصفة خاصة، ففي هذا اليوم تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي، وحقق سموه بحنكته وقيادته الرشيدة إنجازات كبرى ستبقى شواهد النهضة الحضارية التي شيدتها رؤى وفكر سموه، وستظل علامة فارقة وملهمة للأجيال في قيم التفرد التي تصاحب مسيرة عطاء سموه في كل الميادين، فمنذ تولي سموه مقاليد الحكم تسارعت وتيرة الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي عبر تعزيز التنافسية الدولية لتتبوأ الإمارات ودبي مكانة عالمية في مختلف المجالات.
وفي الخامس من يناير 2006، انتخب أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لرئيس الدولة، ومن ثم تولى سموه رئاسة مجلس الوزراء، وأعلن عن تشكيل أول حكومة جديدة بقيادة سموه في فبراير 2006.
ويتميز سموه بعزيمة لا تعرف المستحيل، وبإرادة ترسم في كل يوم إنجازاً جديداً على خريطة التميز العالمي لدبي ولدولة الإمارات بشكل عام، فرؤية سموه وتوجيهاته واستشرافه للمستقبل وضعت الإمارات ودبي على خريطة التفوق والإبداع الحضاري العالمي، في مسيرة سنوات من العطاء اللامحدود والريادة، مستنداً إلى المرونة والجهوزية للتعامل مع المتغيرات المتسارعة، والرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة في استشراف المستقبل والابتكار وبناء الأجيال وقيادات المستقبل.
مبادرات
وبمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم في دبي في الرابع من يناير كل عام، حرص سموه على توظيف هذه المناسبة من أجل تقديم أعمال إنسانية ووطنية متعددة وإطلاق مبادرات، وتوجيه الشكر إلى الفئات من أصحاب الإسهامات البارزة في مسيرة الدولة التنموية وتقدمها، وطلب سموه في يناير 2011 من المهنئين بالذكرى الخامسة لتولي سموه مقاليد الحكم في دبي توجيه الميزانيات الإعلانية الخاصة بتلك المناسبة إلى الجمعيات الخيرية في الدولة، خاصة المشروعات التي تُعنى بالأيتام، في لفتة إنسانية تقديراً من سموه لهذه الفئة، وحرص سموه على الترحيب بـ30 يتيماً من أطفال الإمارات، التقاهم في منتجع باب الشمس الصحراوي بدبي، وقال لهم سموه: «جئت هنا إلى هذا المكان الصحراوي كي ألتقيكم كأولادي، فأنا اليوم والدكم».
تكريم الأمهات
وتزامناً مع الذكرى السادسة لتولي سموه مقاليد الحكم في دبي، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في يناير 2012، جميع مهنئيه لتوجيه جميع الاحتفالات بالمناسبة لتكريم الأمهات على أرض الدولة، وقال سموه، عبر حسابه على منصة «إكس» في تلك المناسبة: «لا أحتاج احتفالات خاصة لتكريمي، بل نريد أن نحتفل بطريقتنا الخاصة، وبما يتناسب مع مجتمعنا ومع عاداتنا وتقاليدنا، نريد أن نكرّم في كل سنة فئة تستحق التكريم والاهتمام، ركزنا السنة الماضية على الأيتام، واليوم نريد أن نكرّم الأمهات، فهنّ سر وجودنا في هذه الحياة».
موظفو الخدمات
وجرياً على عادة سموه بالكشف عن مشاريع وبرامج وطنية واعدة في الرابع من يناير في كل عام، وجه سموه في يناير 2013 في الذكرى السنوية لتوليه مقاليد الحكم في دبي، بالاحتفاء بفئات موظفي الخدمات الأساسية العامة، كالمزارعين، وعمال النظافة والبناء، وسائقي المواصلات العامة، وخدم المنازل، وغيرهم، وذلك في إطار حملة أطلقها تحت عنوان «شكراً لكم»، وتقديم الشكر لهذه الفئات نظراً للجهود التي تبذلها، والدور الحيوي الكبير الذي تقوم به هذه الفئات، وإخلاصها في تقديم كل ما من شأنه أن يجعل الحياة في المجتمع الإماراتي سهلة وتبعث على السعادة والراحة، وحرص سموه في لفتة إنسانية على دعوة الجميع إلى شكر هذه الفئات، وتقديم هدايا رمزية لهم، ومشاركة صورهم مع المجتمع عبر صفحة سموه في منصة «إكس»، أو عبر صفحاتهم الشخصية، أو من خلال وسائل الإعلام، لأن الهدف هو نشر مظاهر الخير والرحمة والتعاطف في مجتمعنا.
شكراً خليفة
وأعلن سموه إلغاء الاحتفالات بذكرى توليه مقاليد الحكم في دبي، في يناير 2014، وإطلاق حملة لتقديم الشكر والعرفان إلى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، على الجهود والمبادرات التي قدّمها للوطن، التي أسهمت في رفعته وعزته وتعزيز مكانة الدولة عالمياً.
ووجه سموه في يناير 2015 بتحويل احتفالات ذكرى توليه مقاليد الحكم في الإمارة إلى حملة وطنية للاعتراف بجميل حماة الوطن من أبناء القوات المسلحة ومنتسبي رديفاتها من الأجهزة الشرطية والأمنية، ووجه سموه الاحتفالات لتوجيه الشكر والعرفان لأبناء القوات المسلحة في الدولة، داعياً جميع الأفراد والمؤسسات إلى توجيه الشكر والتحية والتقدير لهم، وتقديم كلمة أو رسالة أو فيديو عبر الوسم #شكراً_حماة_الوطن في تويتر أو إنستغرام عرفاناً لهم وامتناناً لدورهم في حفظ الاتحاد وحماية البلاد والذود عن المنجزات والمكتسبات الوطنية.
رسالة خليفة
وبمناسبة مرور 10 سنوات على حكم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحكومته، وجّه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في يناير 2016 التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، متمنياً له عطاءً أكبر لدولته وشعبه في العشرية المقبلة، إذ أكد أن سموه يخصص كل عام ذكرى توليه مقاليد الحكم في دبي لشكر غيره «واليوم نحن نقول له شكراً محمد بن راشد.. شكراً لكل ما قدمت من أجل دولة الإمارات، ومن أجل أمتك العربية والإسلامية، ومن أجل العالم، شكراً لتجربتك الإدارية والإنسانية والاقتصادية والتنموية والفكرية».
«بنك الإمارات للطعام»
وفي يناير 2017 دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جرياً على عادته السنوية إلى توجيه الاحتفالات الخاصة بيوم جلوس سموه وتوليه مقاليد الحكم في إمارة دبي لإطلاق مبادرات تركز على عمل الخير، وأطلق سموه تزامناً مع هذه المناسبة مبادرة «بنك الإمارات للطعام»، الذي يعد نقلة نوعية ترتقي بالعمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات إلى مستويات جديدة.
شكراً محمد بن زايد
ووجه سموه في يناير 2018 جرياً على العادة السنوية في كل عام بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم في دبي، رسالة إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قال فيها: «شكراً محمد بن زايد لأنك امتداد زايد فينا.. وظله الباقي بيننا»، وشكره فيها على خدمات سموه الجليلة التي قدمها للوطن والمواطنين.
ودعا سموه آنذاك شعب الإمارات الكريم إلى توجيه الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عبر كلمة مخلصة أو صورة معبرة أو لفتة طيبة، وقال سموه: «ندعو اليوم أبناء شعبنا لشكر من وهب أيامه لوطنه.. وحياته لرفعة بلده.. وساعاته لسعادة مواطنيه، #شكراً_محمد_بن_زايد».
«وثيقة الخمسين»
وأصدر سموه في يناير 2019 «وثيقة الخمسين» بمناسبة مرور خمسين عاماً على تولي سموه أول مسؤولية له في خدمة الوطن. وأصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في يناير 2020، وثيقة 4 يناير 2020، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ14 لتولي سموه مقاليد الحكم في إمارة دبي، حيث جدد سموه في الوثيقة العهد بالاستمرار في تطوير إمارة دبي، وترسيخ العدالة، وتحسين الحياة لأهلها وساكنيها ومحبيها، ولأجيالهم القادمة كذلك.
«نوابغ العرب»
وحرصاً من سموه على الاهتمام بالمبدعين العرب أطلق سموه في 4 يناير 2022 مبادرة نوابغ العرب، التي تعد أكبر حراك عربي يقوده متحف المستقبل، للإشراف على النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين.
وأطلق سموه في 4 يناير 2023 أجندة دبي الاقتصادية D33، التي تضم 100 مشروع تحولي، وبمستهدفات اقتصادية طموحة تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد المقبل وصولاً إلى عام 2033، وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم، وبمستهدفات تصل إلى 32 تريليون درهم حتى 2033، ومضاعفة التجارة الخارجية لتبلغ 25 تريليون درهم خلال العقد المقبل، وإضافة ممرات تجارية لدبي مع 400 مدينة جديدة حول العالم.
كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، «أجندة دبي الاجتماعية 33» حتى العام 2033، تحت شعار «الأسرة أساس الوطن»، وبهدف تكوين أسر مستقرة وتهيئة أجيال واثقة بقدراتها، متمسكة بهويتها وجاهزة للمستقبل،».