الارشيف / حال الإمارات

رزان المبارك تدعو في مؤتمر بون للتغير المناخي إلى اتخاذ إجراءات مناخية حاسمة

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 8 يونيو 2023 11:04 مساءً - دعت رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة للمناخ لدى مؤتمر الأطراف ( COP28)، إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المناخية التطوعية الفاعلة من قبل القطاع الخاص والحكومات المحلية والمجتمع المدني، جاء ذلك في إطار مشاركتها في مؤتمر التغير المناخي الذي تستضيفه مدينة بون الألمانية، خلال الفترة من 5 إلى 15 يونيو الجاري.

 ينعقد هذا المؤتمر كجزء من مفاوضات الأمم المتحدة الرسمية بشأن المناخ، ويمثل محطة مهمة، تمهيداً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف لتغير المناخ COP28، والذي يعقد في دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين.

 ومن المتوقع أن يحرز مؤتمر بون تقدماً في العديد من القضايا بالغة الأهمية، بما في ذلك التفاصيل التشغيلية لصندوق الخسائر والأضرار الذي تم إنشاؤه العام الماضي، لتعويض ضحايا الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها من الأحداث الشديدة الناجمة عن التغيرات المناخية. 

 ويضم جدول أعمال المؤتمر، إجراء الحصيلة العالمية، وهي تقييم رسمي لمدى نجاح العالم في مواجهة تحديات المناخ، على أن يتم الإعلان عنها خلال الشهور المقبلة. 

 ويعكف الخبراء في بون، على إعداد مسودات النصوص التي سترفع لاعتمادها في COP 28، في ما يتعلق بهذه القضية وغيرها من القضايا الرئيسة.

 يذكر أن القرارات التي تتخذ في الاجتماعات السنوية لمؤتمر الأطراف، ملزمة قانوناً، ويتم تبنيها من قبل جميع الأطراف الموقعين على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، البالغ عددهم حالياً 199طرفاً، منهم 198 حكومة، ومنظمة إقليمية واحدة، وهي الاتحاد الأوروبي.

 وتعمل سعادة رزان المبارك بصفتها رائدة الأمم المتحدة للمناخ لدى مؤتمر الأطراف COP28، على إلهام وتوحيد جهود الجهات الفاعلة غير الحكومية للقيام بدورها، في ظل الحاجة الملحة لهذه الإجراءات التطوعية.

جهود 

 وقالت رزان المبارك: «هذا العقد من الزمان عقد حاسم، بل إن هذا العام عام حاسم في جهود التصدي لتغير المناخ، والإجابة عن سؤال مهم وهو «إلى أي مدى نحن مستعدون للتحرك لتأمين مستقبل آمن وصحي ومزدهر لنا ولأبنائنا؟»».. مؤكدة أن خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030، أصبح ضرورة ملحة لتجنب الآثار المناخية الأشد إيلاماً والأكثر تكلفة. 

 وأضافت: «مع الاعتراف بأننا بعيدون عن المسار الصحيح، إلا أن الأوان لم يفت بعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.. وهذا هو ما يتوقع أن يظهره تقرير الحصيلة العالمية، والمرتقب صدوره قبل انعقاد الدورة 28 لمؤتمر الأطراف COP 28، فالعالم متأخر بالفعل في تنفيذ اتفاق باريس، وتحقيق هدفه المتمثل في الحد من الاحترار الناتج عن النشاط البشري إلى 1.5 درجة مئوية فقط، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. 

 ورأت رزان المبارك أن «مثل هذه الحالة الطارئة، تتطلب حلاً يشمل مواهب كافة عناصر المجتمع، ويستغلها أفضل استغلال».

 وأضافت أنه «إلى جانب الإجراءات الحكومية، نحتاج إلى تحرك مكثف من قبل الشركات والبلديات والمنظمات غير الحكومية والشعوب الأصلية والشباب والنساء.. إن أولويتي هي تعزيز العمل على تحقيق الركائز الثلاث لمؤتمر باريس: وهي التخفيف من آثار تغير المناخ، والتكيف، والتمويل».

 وقالت رزان المبارك: «نعلم يقينا صعوبة تحقيق مستقبل مرن وخالٍ من الكربون، دون إيقاف الخسارة المطردة للطبيعة واستعادة ما فقدناه منها، وذلك من خلال اتخاذ خطوات حاسمة، تتمثل أولاها في القضاء على عملية إزالة الغابات التي تحركها السلع في سلاسل توريد الشركات ومحافظ المؤسسات المالية.. والثانية توسيع نطاق التمويل للحلول المقبولة مصرفياً.

والقائمة على الطبيعة، مثل تعزيز غابات القرم التي تمتص الكربون، وتحمي المجتمعات الساحلية من العواصف والمد والجزر، وتعد سبيلاً لاستدامة سبل المعيشة المحلية، وذلك بالتزامن مع زيادة شمولية الجهود المبذولة لحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، وتعزيز المرونة المناخية».

 وأضافت: «نحن بحاجة لأن تكون حلولنا قائمة على أولئك الذين يقفون على خط المواجهة مع التغير المناخي، فوجهات نظر النساء ومجتمعات السكان الأصليين ودول الجزر الصغيرة، بالغة الأهمية، ليس فقط بسبب الحاجة إلى شمولية التحرك، بل لأنه بدونها ستكون أي حلول أخرى مجرد حلول جزئية».

تفاوض

 ويتضمن برنامجها في بون لقاءات ثنائية مع بعض كتل التفاوض الرئيسة، التي تمثل مصالح مجموعات مختلفة من البلدان في محادثات المناخ، بجانب العديد من الفعاليات العامة التي تحضرها شخصيات بارزة في مجال الأعمال التجارية والمالية، إلى جانب ممثلي الحكومات المحلية والمراقبين والمهتمين بالبيئة.

 وستقوم رزان المبارك، بالاشتراك مع الدكتور محمود محيي الدين، رائد الأمم المتحدة للمناخ في مؤتمر الأطراف COP27، بالربط فيما بين الإجراءات الحكومية، والعديد من الإجراءات المناخية التطوعية والتعاونية التي تتخذها البلديات والمناطق والشركات والمستثمرون، بجانب مناقشة كيفية زيادة المساءلة في ما يتعلق بهذه الإجراءات.

 وستقوم رزان المبارك، بالتعاون مع الدكتور محمود محيي الدين، وبالتوازي مع المناقشات الفنية حول طريقة عمل صندوق الخسائر والأضرار، بإقامة فعالية يوم غد في بون، تحت عنوان (إجراءات تحجيم الآثار)، يسلطان الضوء خلالها على أمثلة للجهود الجارية بالفعل من قبل الجهات الفاعلة غير الحكومية، لمساعدة المجتمعات الضعيفة المتضررة من الأحداث المناخية المتطرفة.

 وتُركز جلسة تالية، تعقد يوم 12 يونيو الجاري، على مخرجات أجندة شرم الشيخ للتكيف المناخي، حيث تم الاتفاق العام الماضي في مصر، على أول خطة عالمية لتوحيد الإجراءات من قبل الدول والجهات غير الحكومية، مع التركيز على الأهمية البالغة لقضية التكيف، لأنه حتى لو تمكن العالم من الحد من الاحترار إلى ما لا يزيد على درجتين مئويتين، أو 1.5 درجة مئوية.

وتجنب الآثار الأسوأ لتغير المناخ، فهناك بعض الآثار الضارة التي لا مفر منها.. كذلك، فإن العديد من البلدان الأكثر عرضة للمخاطر المناخية، مثل درجات الحرارة القصوى والأعاصير والجفاف والفيضانات، هي بلاد محدودة الموارد بالفعل.

 وقد حدد جدول أعمال شرم الشيخ للتكيف، 30 هدفاً تعزز التخطيط والتمويل لتحسين جهود التكيف في خمس مجالات: هي الغذاء والمياه والمحيطات والمستوطنات البشرية والبنية التحتية.. وفي هذه الفعالية، التي ستنطلق بإشراف سعادة رزان المبارك، والدكتور محيي الدين، وسيتم تنظيم وتقديم فرق عمل، مع تحديد أولوياتها، والبدء في حشد الجهود والتمويل لإنجاحها.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا