حال الإمارات

شيخة الشريقي.. كفيفة تحوّل معاناتها إلى قصة نجاح وفخر

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 14 أكتوبر 2024 01:36 صباحاً - في حياة مليئة بالتحديات، تتجلّى قصة شيخة الشريقي كتأكيد على القدرات اللامحدودة للمكفوفين.. المرأة الإماراتية الكفيفة، التي تمكنت من تحويل معاناتها إلى قصة نجاح وفخر.

نشأت شيخة بين ثلاثة إخوة يعانون من الإعاقة البصرية، وكانت هي أصغرهم، وُلدت بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض يتفاقم مع تقدم العمر، ما يؤدي تدريجياً لفقدان البصر. في مراحلها الدراسية، واجهت صعوبة كبيرة في التعلم، لكنها استطاعت تجاوز هذه المرحلة الصعبة بمساعدة من حولها والاستماع والدعم، وعند دخولها إلى الجامعة، بدأت رحلتها بالتأقلم مع المجتمع والاختلاط بفئة المكفوفين.

حيث بدأت استخدام تقنية بريل والعصا البيضاء والبرامج الناطقة في الحواسيب، وهو ما ساعدها على تعلم المهارات والتكيف والقدرة على تأدية العمل، وتعرفت إلى جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً التي وفرت لها كافة الاحتياجات والورش التدريبية اللازمة، ومن هناك بدأت رحلتها نحو تحقيق الإنجازات.

عندما حصلت على وظيفتها الأولى، بدأت شيخة بنشر الوعي في المجتمع، حيث قدمت ورش عمل لموظفي المؤسسة التي عملت بها حول كيفية التعامل مع المكفوفين، واستهدفت من خلالها قادة العمل لنشر الوعي وإشراك المكفوفين في إدارة العمل بشكل طبيعي.

وأسست مبادرتها «الكفيف من التهميش إلى التشريف» لتغيير ثقافة التعامل مع المكفوفين، وتشجيع التواصل المباشر معهم بدلاً من تجاهلهم والتحدث مع مرافقيهم.

في عام 2006، كانت شيخة الأولى في استخدام الأرشيف الإلكتروني بمؤسستها، وهو ما ساعدها على تنظيم الملفات بفعالية وسهولة، وساهم تميزها على مدار السنين في جعلها تترأس فرق عمل متعددة وتحصد جوائز دولية، ممثلة للمكفوفين الإماراتيين خارج الدولة، ومعبرة عن فخرها بتمثيل مكفوفي الإمارات وحصولها على عضوية في الاتحاد الآسيوي للمكفوفين، وفي لفتة مليئة بالامتنان، توجهت شيخة بعبارات الشكر والتقدير للجهات التي رأت فيها قدراتها الكامنة ودعمتها بلا تردد في رحلتها نحو النجاح.

ووجهت رسالة لأفراد المجتمع مشددة على ضرورة التعامل مع المكفوفين كما يتعاملون مع أي شخص آخر، بعيداً عن كل أشكال التمييز أو التفرقة. ودعت إلى دمجهم في الحياة اليومية بشكل طبيعي، وإظهار الاحترام لهم ولمواهبهم الفريدة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا