حال الإمارات

دبي ضمن الصدارة عالمياً في تميز مستوى التعليم الدولي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 11 أكتوبر 2024 12:18 صباحاً - مع تطور العالم وتحول المدن إلى مراكز عالمية للتعليم، أصبحت دبي وسنغافورة من بين الوجهات الرئيسية التي تقدم تعليماً دولياً متميزاً، ورغم أن سنغافورة كانت تعتبر لفترة طويلة معياراً عالمياً للتعليم، إلا أن دبي استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تبرز كوجهة رائدة للطلبة حول العالم.

حيث توفر بيئة تعليمية شاملة تجمع بين الجودة الأكاديمية العالية والتنوع الثقافي والابتكار. ويبرز تفوق دبي في تقديم تجربة تعليمية شاملة ومتميزة مقارنة بنظام سنغافورة، إضافة إلى امتلاكها عوامل جعلت منها وجهة جذابة للطلبة من مختلف الجنسيات.

تنوع المناهج

تعد المدارس الدولية في كل من دبي وسنغافورة من بين الأفضل عالمياً، حيث توفر مناهج تعليمية متطورة تلبي احتياجات الطلبة من مختلف الجنسيات، إلا أن دبي، بفضل تنوعها الثقافي والتزامها بتقديم تعليم يواكب التطورات العالمية، بدأت تجذب عدداً متزايداً من الطلبة كوجهة مفضلة للتعليم والتعلم.

وتحتضن دبي مجموعة متنوعة من المدارس الخاصة التي تقدم مناهج دراسية تتنوع بين المنهاج البريطاني، الأمريكي، إضافة إلى منهج البكالوريا الدولية «IB»، والمنهاج الفرنسي والهندي، وتوفر هذه المدارس بيئة تعليمية شاملة، حيث يتم تدريس المناهج وفقاً لأعلى المعايير الدولية مع مراعاة الفروق الثقافية بين الطلبة.

وتعد التعددية الثقافية واحدة من الميزات الأساسية التي تميز دبي، حيث يجتمع الطلبة من أكثر من 186 جنسية مختلفة في مدارسها وهذا التنوع الثقافي يعزز من تجربة التعليم الدولية، ويتيح للطلبة فرصة التعلم في بيئة تشجع على الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات، علاوة على ذلك، توفر المدارس في دبي برامج متقدمة تشمل التكنولوجيا الحديثة والابتكار، ما يجعل التعليم في دبي ليس فقط عنصراً أكاديمياً، بل تجربة شاملة تعد الطلبة ليكونوا قادة المستقبل.

ورغم أن سنغافورة تواصل تقديم تعليم ذي جودة عالية، إلا أن طبيعة المجتمع الأكثر تجانساً مقارنة بدبي تجعل من التنوع الثقافي أقل بروزاً، وتقدم المدارس الدولية في سنغافورة مناهج دراسية مشابهة لتلك الموجودة في دبي.

وتتمتع سنغافورة بتاريخ طويل من التميز في التعليم، حيث يأتي طلبتها في مراتب متقدمة في اختبارات «PISA» الدولية، مما يعكس قوة النظام التعليمي، وفيما تركز المدارس في سنغافورة بشكل كبير على الانضباط الأكاديمي والتفوق العلمي، فإن النظام التعليمي في دبي يركز على تنوع الفرص المتاحة للإبداع بتوفير تجارب تعليمية مصممة خصيصاً لجميع الطلبة وتنمية مهارات التفكير النقدي لديهم.

وفي تقرير التقييم الدولي PISA لعام 2022، برزت كل من سنغافورة ودبي كمراكز رائدة في جودة التعليم على المستوى العالمي، واحتلت سنغافورة المرتبة الثانية في مهارات القراءة، مؤكدة تفوقها الدائم في مختلف المجالات الأكاديمية، مثل الرياضيات والعلوم.

ويعكس هذا الإنجاز التزام سنغافورة بتطوير نظام تعليمي مبتكر يركز على تنمية الكفاءات والمهارات التحليلية للطلاب، إضافة إلى الاستثمار المستمر في تدريب المعلمين واستخدام التكنولوجيا لتعزيز بيئة التعليم.

ومن جانبها، حققت المدارس الخاصة في دبي إنجازاً مميزاً باحتلالها المرتبة الـ6 عالمياً في مهارات القراءة، ما يعكس تطور التعليم في الإمارة بشكل ملحوظ، وتأتي هذه النتيجة بفضل الجهود المكثفة لتحسين البيئة التعليمية من خلال تبني مناهج حديثة.

والاستثمار في التكنولوجيا، وتوفير التدريب المتطور للمعلمين، ويعكس هذا الأداء الدولي رؤية دبي الطموحة في أن تصبح مركزاً عالمياً للتميز الأكاديمي، مع التركيز على إعداد الطلاب لمواجهة تحديات المستقبل وتنمية مهاراتهم الابتكارية.

وفيما يتعلق بتطوير مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب، أشارت نتائج دراسة دولية رائدة في إطار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة لعام 2022 «PISA» إلى أن دبي وسنغافورة يأتيان ضمن المراكز الـ10 الأولى عالمياً وشاركت دبي في مجال المعرفة المالية، حيث حققت المدارس الخاصة فيها المرتبة الثانية عالمياً.

ويوجد في دبي 223 مدرسة خاصة تقدم مناهج تعليمية متنوعة، بينما يوجد في سنغافورة أكثر من 96 مدرسة خاصة، وتولي دبي اهتماماً خاصاً بجودة التعليم المقدم للطلاب من أصحاب الهمم، ضمن منظومة شاملة للتعليم الدامج في المدارس، كما تركز دبي على تحسين جودة الحياة من خلال برامج مخصصة للطلاب، مما يعزز بيئة تعليمية شاملة.

ورغم تنوع المناهج التعليمية في سنغافورة، تتميز دبي بتقديم خيارات تعليمية متنوعة بشكل فريد، مما يمنح الأسر والطلاب مرونة كبيرة في اختيار المناهج التعليمية التي تناسب احتياجاتهم وتطلعاتهم.

ومن جانب آخر، يعزز تقرير صادر عن منظمة اليونسكو مؤخراً مكانة دبي كوجهة رائدة للتعليم، حيث أشار إلى تنوع المناهج التعليمية في المدينة وبيئتها التعليمية التي تدعم الابتكار.

ويشير التقرير إلى أن دبي أصبحت نموذجاً عالمياً بفضل احتضانها لمجتمعات مدرسية متعددة الثقافات وتبنيها أساليب تعليمية حديثة تواكب التطورات العالمية، وفي المقابل، تستمر سنغافورة في تصدر التصنيفات العالمية كمعيار للجودة الأكاديمية والانضباط المدرسي، ما يجعلها خياراً جذاباً للعائلات التي تسعى لتحقيق أعلى المعايير الأكاديمية.

تجربة تعليمية شاملة

وأصبحت دبي وجهة رئيسية للطلبة الدوليين بفضل بيئتها المتنوعة والمفتوحة، حيث تجمع بين التميز الأكاديمي والفرص الواسعة للتفاعل الثقافي، وتعتبر المدارس الدولية في دبي ليست فقط أماكن للتعليم الأكاديمي، بل هي مجتمعات صغيرة حيث يتمكن الطلبة من التفاعل مع أقرانهم من مختلف أنحاء العالم.

ويتمتع الطلبة في دبي بتجربة تعليمية متميزة تجمع بين التعليم الأكاديمي عالي الجودة والتجارب الثقافية الغنية، كونها تركز على تنمية مهارات الحياة الأساسية، مثل التواصل الفعال، العمل الجماعي، والتفكير النقدي، إلى جانب ذلك، تقدم المدارس مجموعة متنوعة من الأنشطة اللاصفية التي تشمل الفنون، الرياضة، والتكنولوجيا، مما يعزز من تجربة التعليم ويمنح الطلبة فرصة لتطوير مهاراتهم خارج الفصول الدراسية.

وتسعى دبي إلى دمج الطلبة الدوليين في المجتمع المدرسي من خلال برامج توجيهية وأنشطة تفاعلية، تهدف إلى تعزيز التفاهم الثقافي وتسهيل اندماج الطلبة في بيئتهم الجديدة، وتشكل هذه البيئة التعليمية المتنوعة والمتعددة الثقافات تجربة فريدة من نوعها، تجعل من دبي وجهة مفضلة للعديد من العائلات الباحثة عن تعليم دولي شامل.

برامج

وفي سنغافورة، يتمتع الطلبة الدوليون بتجربة تعليمية متميزة، ولكنها قد تكون أكثر تركيزاً على الجوانب الأكاديمية الصارمة، حيث يشجع النظام التعليمي في سنغافورة على المنافسة الأكاديمية، ويتوقع من الطلبة تحقيق نتائج عالية في الاختبارات.

ومع ذلك، تقدم الحكومة السنغافورية برامج دعم مخصصة للطلبة الدوليين، تساعدهم على التكيف مع النظام التعليمي والمجتمع السنغافوري، وتعتبر سنغافورة وجهة جذابة للطلبة الذين يسعون لتحقيق إنجازات أكاديمية عالية، ولكن قد يجد البعض أن البيئة التعليمية هناك تفتقر إلى الفرص المتاحة في دبي للتفاعل الثقافي وتنمية المهارات الشخصية خارج المناهج الدراسية التقليدية.

نقاط قوة

ومن أبرز نقاط القوة في النظام التعليمي في دبي هي التركيز على الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث إن المدارس الدولية في دبي مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية، مثل الألواح التفاعلية، الأجهزة اللوحية، والبرامج التعليمية الرقمية، وهذه التكنولوجيا لا تقتصر على تحسين التجربة التعليمية فحسب، بل تسهم في تطوير مهارات الطلبة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «STEM».

إضافة إلى ذلك، تتبنى دبي مفهوم التعلم القائم على المشاريع، حيث يتم تشجيع الطلبة على تطوير حلول مبتكرة للمشكلات الحقيقية، وهذا النهج التعليمي لا يساعد فقط في تعزيز التفكير النقدي والإبداعي، بل يجهز الطلبة أيضاً لمواجهة تحديات المستقبل بشكل فعال.

وتعرف سنغافورة أيضاً باستخدامها الواسع للتكنولوجيا في التعليم، حيث تعتمد على أدوات تعليمية متقدمة لتعزيز تجربة التعلم، ومع ذلك، فإن تركيز النظام التعليمي في سنغافورة على النتائج الأكاديمية قد يجعل الابتكار أقل أولوية مقارنة بدبي.

ورغم أن هناك برامج لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي في المدارس السنغافورية، إلا أن الثقافة التعليمية الصارمة قد تحد من فرص الطلبة لاستكشاف اهتماماتهم الإبداعية بحرية.

وتستمر سنغافورة بتقديم نموذج تعليمي رفيع المستوى يعتمد على الأداء الأكاديمي القوي والانضباط، فيما تبرز دبي كوجهة تعليمية متميزة تقدم مزيجاً متميزاً من الجودة الأكاديمية والتنوع الثقافي والابتكار، وتتيح دبي للطلبة الدوليين تجربة تعليمية غنية تتماشى مع أحدث الاتجاهات العالمية، بينما توفر أيضاً بيئة تعليمية شاملة تدعم النمو الشخصي والإبداع.

وبدورها أطلقت حكومة دبي مؤخراً «استراتيجية التعليم في دبي 2033»، التي تركز على تصميم رحلة المتعلم منذ الميلاد وحتى مرحلة ما بعد التخرج، حيث حددت 5 أهداف رئيسية تشكل قوة دافعة لتحقيق نقلة نوعية في منظومة التعليم في دبي، وتشمل:

«بناء كفاءات إماراتية منتجة مؤهلة بتعليم عالي الجودة، توفير تعليم عالي الجودة للجميع بفرص متكافئة ومبني على أساس جودة الحياة للمتعلمين من مختلف الثقافات، التفاعل الإيجابي بين التربويين وأولياء الأمور الذين يدعمون معاً مبدأ التعلم مدى الحياة، جعل دبي الوجهة العالمية الأكثر جاذبية لجميع المتعلمين، وبناء بيئة تعليمية ابتكارية تحدث تأثيراً إيجابياً وتُحفِّز النمو».

وحددت الاستراتيجية مستهدفات لتعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للطلبة الدوليين منها تطوير نماذج تعليمية مبتكرة محورها الطالب من شأنها أن تعزز من ريادة دبي عالمياً لتكون بين أفضل 10 مدن عالمية في جودة التعليم، وتعزيز مبدأ التعلم مدى الحياة وتمكين المتعلم من مهارات المستقبل مع إعطاء الأولوية لجودة حياة الطالب وتطوّره.

وتعمل الاستراتيجية على تمكين الطلبة الإماراتيين من خلال توفير خيارات تعليمية عالية الجودة وتفعيل مشاركة أولياء الأمور في رحلة تعليم أبنائهم، إضافة إلى تعزيز مكانة المعلمين واجتذاب 3000 من التربويين الإماراتيين للعمل في قطاع التعليم الخاص بدبي بحلول 2033، ومضاعفة حجم السياحة التعليمية القادمة إلى دبي بمقدار 10 أضعاف مع استقطاب أفضل الجامعات وتوفير فرص تدريبية ومهنية بمعايير عالمية.

28 مبادرة تحقق 5 أهداف

وتم وضع مجموعة من مؤشرات الأداء المحددة لكل من الأهداف الـ5 لتقييم النتائج والإنجازات بصورة دقيقة، وتضم استراتيجية التعليم في دبي 28 مبادرة رئيسية للتغيير تستهدف تحقيق أفضل النتائج في مختلف المراحل العمرية والدراسية، بما يدعم مبدأ التعلم مدى الحياة لجميع المتعلمين عبر تمكين المتعلم من مهارات المستقبل، وإعطاء الأولوية لجودة حياة الطالب وتطوره على المستوى الشخصي.

وغرس الثقافة والقيم الإماراتية في المجتمع التعليمي، وتتضمن الاستراتيجية ضمن مبادراتها توفير حوالي 49 ألف مقعد دراسي برسوم معقولة بحلول 2033 دعماً لتعزيز جودة الحياة في الإمارة، وتعزيز مكانة المعلمين في المجتمع والتعبير عن التقدير والامتنان للتربويين المتميزين في دبي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا