دبي - ورده حسن - أعلن الملياردير إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير، عن نجاح عملية إطلاق صواريخ الفضاء، فالكون 9، من قبل شركته الخاصة، سبيس اكس، وذلك في تدشين لمشروع اتصالات جديد مع الأقمار الصناعية، سيغير به مفهوم الاتصالات حول العالم.
يجذب الاتصال بين الهواتف والأقمار الصناعية الاهتمام منذ فترة طويلة، ولكنها لم تكن بالخدمة المناسبة مع التقدم الحقيقي للاتصالات على الأرض، والتي وصلت إلى نجاحات كبيرة وطفرة حقيقية منذ بداية اتصال الجيل الخامس 5G.
بدأت الشركات المصنعة للهواتف الذكية مؤخرًا، في مقدمتها أبل، توفير إمكانيات اتصال أجهزتها الحديثة مع الفضاء الخارجي والاستفادة من الأقمار الصناعية التي تدور في مدى قريب من الأرض لتوفير اتصال في أي مكان على الكرة الأرضية، ولكنها تقدم خدمات اتصال بدائية تمامًا مثل ارسال الرسائل المعدة مسبقًا، أو الاكتفاء بالإرسال فقط، وتطورت مؤخرًا إلى الارسال والاستقبال في نطاق محدود.
مع هذا الاهتمام بالاتصال عبر الفضاء الخارجي، وتقدم تكنولوجيا تسمح باتصال مباشر خلويًا بين هاتف ذكي على الأرض مع قمر صناعي يدور على مسافة قريبة من الأرض، تمكنت شركة الاتصالات الأمريكية T-Mobile بالتعاون مع AST SpaceMobile وSpace X المملوكة لإيلون ماسك، من العمل المتواصل على هذه القدرة للاتصالات التي ستغير مستقبل القريب لهذه الخدمات الحيوية.
ونجح التعاون بين الشركات الثلاثة في الصيف الماضي، من اجراء أو اتصال الجيل الخامس 5G بين خدمات T-Mobile والهواتف الذكية عبر الأقمار الصناعية الخاصة بـ SpaceX وذلك في أماكن لا يتوفر فيها تغطية خلوية من الأبراج على الأرض.
بعد نجاح التجارب، يبدو أن المشروع أصبح جاهزًا بنسبة كبيرة، حيث أعلن إيلون ماسك اليوم عن إطلاق شركته SpaceX لـ 9 صواريخ من نوع فالكون تحمل 21 قمرًا صناعيًا سيدور حول الأرض ويحمل أدوات لتوفير الاتصال مع الهواتف خلويًا بما يسمح بقدرات اتصال الجيل الخامس 5G.
وذكر رجل الأعمال الشهير ومالك تويتر، أن الصواريخ تم إطلاقها من قاعدة Vandenberg Space Force Base في كاليفورنيا صباح الثلاثاء، وتم نشر الأقمار الصناعية بنجاح، وقام معزز المرحلة الأولى للصاروخ بهبوط روتيني على متن سفينة آلية في المحيط الهادئ.
فقط لتوضيح المشروع الجديد، فإن الفكرة حول توفير اتصال الجيل الخامس للهواتف الذكية من خلال الأقمار الصناعية تتم من خلال، توصيل مباشر من أبراج الاتصالات على الأرض تدعم 5G مع الأقمار الصناعية، التي ستقوم بدورها بتوصيل موجات الاتصال مع الهواتف الذكية.
بذلك المعنى، فإن الأقمار الصناعية هي فقط وسيلة توصيل بين الأبراج للهواتف التي تتواجد في مناطق دون تغطية خلوية، ورغم بساطة الفكرة على الورق، إلا أنها كانت عملية معقدة عند تجربتها عمليًا، واحتاج الأمر لسنوات لنجاحها.
هذه القدرة من الاتصالات الجديدة ستغير تاريخ الاتصالات، وستكتب مستقبل جديد لهذه الخدمات، حيث يمكن قريبًا توفير اتصال بشبكات من الولايات المتحدة مع هواتف في أقصى الشرق أو في بلادنا العربية على سبيل المثال، هذا الأمر يفتح مجالاً واسعًا من التنافس المباشر بين كبرى الشركات المزودة لشبكات الاتصالات.
كما أن هذا المشروع سيعني النهاية تقريبًا لأبراج الاتصالات على الأرض، والمنتشرة في كل المدن تقريبًا، فليس هناك حاجة لها بعد الآن، بالإضافة إلى ذلك، ستكون إشارات الاتصالات الخلوية في الهواتف متوفرة في أي مكان فوق سطح الأرض، أي أننا سننسى رسالة “لا توجد تغطية في هذا الموقع”.
أخبار متعلقة :