خـريـجــو دفـعــة عـــام 2023 من مـؤسسـة قطـر يحــتفـون برحــــلــة عـــلــم وقـودها الإلــهـــــام والـطـــمـــوح

الدوحة - سيف الحموري - بينما يسطرون نهاية فصل من رحلة تعلم شهدت العديد من التحديات الصعبة والإنجازات المميزة على حد سواء، ويستعدون لكتابة فصل جديد، يتطلع خريجو دفعة عام 2023 من مؤسسة قطر إلى الاستفادة من كل ما اكتسبوه من معارف وخبرات خلال الفترة التي أمضوها في بيئة المدينة التعليمية الفريدة من نوعها، وتكريسها لمعالجة التحديات العالمية في شتى المجالات مثل تحوّل الطاقة، والوصول الميسر، والابتكار.

Advertisements

شيخة الماجد: مؤسسة قطر منحتني تجربة تعليمية طورت مهاراتي في التواصل والتفكير النقدي

مع اقتراب موعد تخرجها من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بعد دراستها إدارة الأعمال وعلم النفس، تسترجع شيخة جميل الماجد بكثير من الاهتمام واحدة من ذكريات طفولتها الثمينة التي شكلت النواة الصلبة لاختياراتها المستقبلية. فحين كانت في ربيعها السادس، جمعت شيخة جميع الدمى التي تملكها في صندوق وعرضتها على طاولة خشبية في منزل جدتها لبيعها لأبناء أعمامها وخالاتها، وبذلك أتمت صفقة بيع بثلاثين ريال. ومنذ ذلك الحين، قررت شيخة أن تتخصص في إدارة الأعمال عندما تكبر.
تقول شيخة: «حين وضعت المال في جيبي ذلك اليوم، غمرتني مشاعر الإنجاز والحماسة والثقة والفخر، ما ولّد لدي الشغف بعالم التجارة، فانضممت إلى مؤسسة قطر، التي عززت، من جانبها، شغفي وحفزتني أكثر لكي أكرس جهودي لهذا الحلم، الذي يتحقق اليوم مع تخرجي». تؤكد شيخة، أن مؤسسة قطر منحتها، خلال سنوات دراستها تجربة تعليمية طورت مهاراتها في التواصل والتفكير النقدي، كما أحدثت تغييرًا جذريًا في شخصيتها، وتعد تجربتها في مجال التوحد، الأكثر تأثيرًا، من خلال دراستها لدورة متخصصة في التوحد وعلم النفس العصبي، حيث تعمقت معرفتها بهذا الاضطراب، وتواصلت عن قرب، ولأول مرة، مع الأطفال من ذوي التوحد من خلال زيارتها لأكاديمية ريناد ومشاركتها في برنامج بست باديز- قطر.
تقول شيخة: «لقد نسجت مع هؤلاء الأطفال ذكريات سيبقى تأثيرها الإيجابي ممتدًا ما حييت. فبفضل اللقاء معهم والتفاعل معهم تعزز فهمي الخاص بهذا الاضطراب، وهو ما حفزني على العمل من أجل التوعية بأهمية التدخل المبكر ودوره في تطوير إمكاناتهم الكاملة وضرورة إدماجهم في المجتمع. وسيشكل هذا الاهتمام أحد أهدافي في العمل الاجتماعي، بعد التخرج».

فيصل عاشور: أتطلع للمساهمة في دفع مسيرة التقدم في قطر
درس فيصل عاشور من فلسطين الهندسة الكيميائية في جامعة تكساس أي أند إم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وبالنسبة له كان اختياره لدراسة الهندسة الكيميائية نابعًا من شغفه بالكيمياء ومجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لكن اهتمامه بهذا المجال اتضح أكثر فأكثر مع تقدمه في دراسته الجامعية.
يقول فيصل: «تغير المناخ والاستدامة والطاقة النظيفة هي كلها موضوعات مهمة من أجل بناء غدٍ مشرق ومستقبل أفضل بالنسبة للعالم». 
يضيف فيصل: «يلعب المهندسون الكيميائيون دورًا هامًا في إحداث تحول إيجابي في عمليات قطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة والتعليم، ودفع التقدم في تلك المجالات، وهو ما ينسجم مع دراستي حيث يمكنني توظيف مهاراتي كمهندس كيميائي لإعادة تصميم وتحسين وتحويل العمليات الكيميائية بما يعود بالفائدة على المجتمعات المحلية».
عاش فيصل حياته كلها في قطر، وتقيم أسرته في قطر منذ الستينات. ويقول إنه يتطلّع ليكون له دور هام وقيادي في قطاع الطاقة في قطر، وأن يُسهم في دفع مسيرة التقدم في البلاد.
يقول: «في المستقبل القريب، سأعمل على مواصلة دراستي العليا في الهندسة الكيميائية لتطوير مهاراتي ومعرفتي وتحقيق ما أصبو إليه وأن أرد الجميل إلى ما قدمته قطر ومؤسسة قطر لي لأبدأ في هذه الرحلة، وسأعمل على الاستفادة من التعليم الجيد الذي تلقيته في مؤسسة قطر لأسهم في تعزيز قطاع الطاقة في قطر».

شيخة الدرويش: الرحلة الأكاديمية بداية نحو تحقيق أحلامي

شيخة الدرويش طالبة قطرية مُلهِمة، درست التصميم الداخلي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر. لطالما أرادت شيخة دراسة علم الأحياء البحرية، لكنها لم تستطع دراسة هذا التخصص بسبب ظروف خارجة عن إرادتها. ومع ذلك، فقد ساعدتها رغبتها في دراسة علم الأحياء البحرية على توجيه إبداعاتها في التصميم الداخلي نحو مجالات أخرى.
تقول شيخة: «لا يزال بإمكاني تحقيق حلمي في أن أصبح عالمة أحياء بحرية، وذلك عبر بوابة دراسة التصميم الداخلي، وتطبيق ما أتعلمه في علم الأحياء البحرية الواسع». شكَّل حب شيخة العميق للحياة البحرية مصدر زادٍ لاهتمامها بتصميم مركز أبحاث يلبي احتياجات الأنواع البحرية المعرضة للخطر، مثل الشعاب المرجانية، إذ يجسد مشروع تخرجها شغفها بالتصميم الداخلي والتزامها بالحفاظ على البيئة، وترك أثر إيجابي على العالم.
في سياق هذا، تبيّن شيخة: «بدأ مشروع تخرجي من حلم صغير وسرعان ما كبر ونما معي حتى جعلته حقيقة». تؤمن شيخة إيمانًا راسخًا بأن الرحلة الأكاديمية للفرد ما هي إلا بداية لسعيه نحو تحقيق أحلامه، كما تدافع بشغف وإيمان عن ضرورة أن يتبع المرء قلبه ويربط تطلعاته بمسيرته الأكاديمية، كما فعلت هي.
تعلّق شيخة: «من السهل على أي شخص التسجيل في أي تخصص، لكن الناجحين هم الذين يربطون أحلامهم بما يدرسون».
تتضمن خطط شيخة المستقبلية استكمال دراساتها في هندسة العمارة الحيوية، وهو مجال يجمع بين التصميمات المستوحاة من الطبيعة والابتكار المستدام. وبفضل عقليتها وبصيرتها المتقدتين، تستعد شيخة لتحقيق أهدافها والمساهمة في خلق مستقبل أكثر إشراقًا لكوكبنا.

نور بات: أرغب في إنشاء تصاميم أزياء تجمع الحرفية الباكستانية والتراث القطري

 تتخرج هذا العام مصممة الأزياء الطموحة نور راشد بات، وهي طالبة تبلغ من العمر 24 عامًا في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.  تخصصت نور في تصميم الأزياء، مع تخصص فرعي في تجارة الأزياء، حيث ابتكرت «نانوبايا»، وهي عباءة نسائية ارتدتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في اليوم الرياضي للدولة هذا العام. 
فإن العباءة المصممة من نسيج خاص مُعالج بتقنية النانو، تمتص أشعة الشمس فوق البنفسجية، وتمتلك خصائص العزل الحراري، مما يمنح لمرتديها شعورًا بالراحة، ذلك بالإضافة إلى خصائص مقاومة الماء التي تتميز بها. أوضحت نور كيف شعرت عندما علمت أن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ارتدت العباءة، قائلةً: «لقد كانت مفاجأة كبيرة جدًا بالنسبة لي، لم أكن أدرك حتى أن ذلك من الممكن أن يحدث حتى رأيته في الأخبار، ولم أتخيل أن أرى ذلك يتحقق».  وتابعت نور: «عندما انضممت إلى جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، كان حلم والدي أن أصمم شيئًا ترتديه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وفي اليوم الرياضي للدولة، تحقق حلمه».
وأضافت نور الشغوفة بالفن والتصميم منذ صغرها: «الفن أكثر من مجرد رسومات وألوان، فكل شيء من حولنا هو شكل من أشكال الفن، وكنت أرغب دائمًا في إظهار هذا للآخرين، وأن الفنانين يقدمون أكثر بكثير من مجرد الأعمال الفنية والرسومات، ولهذا انضممت إلى جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر». وتأمل نور مواصلة رحلتها التعليمية من خلال متابعة الدراسات العليا والحصول على درجة الماجستير في المستقبل. ترجع أصول عائلة نور إلى باكستان، وبما أنها أمضــــــــــــــــــت حــــــــــــــياتها كلها في قطر، فإنها ترغب في إنشاء تصــــــــــاميم أزياء خاصة بها تجمع بين الحرفية الباكســـتانية والتراث القطري.

عائشة المهندي: نساء عائلتي مصدر إلهام دائم لي

عائشة المهندي، طالبة بكالوريوس في تخصص الثقافة والسياسة في جامعة جورجتاون في قطر، تشارك تجربتها المتمثلة في كونها محاطة بنساء شكّلن مصدر إلهام وتأثير في رحلتها التعليمية.
لم يحظ والدا عائشة بفرصة متابعة دراستهما الجامعية، وهو المعطى الذي أضفى طابعًا مميزًا على مسارها التعليمي. تقول عائشة: «أتذكر بوضوح مقولة والدتي التي غرستها في وجداني مذْ كنت طفلة لتظل حاضرة في خلدي وذاكرتي إلى اليوم - ألا وهي: «أنا أكمل من خلالك ما لم أستطع تحقيقه في حياتي». 
على الرغم من عدم قدرتها على إكمال دراستها الجامعية، فإن والدتها، نجلاء السبيعي، كانت تؤمن دائمًا بالقوة والأثر التحويلي للتعليم. فقد عززت هذه الأم الشعور لدى بناتها بأهمية السعي نحو الهدف منذ صغرهن، مشددة على ضرورة إكمالهن تعليمهن العالي.
وعندما بدأت عائشة دراستها الجامعية، شعرت والدتها بأن الوقت قد حان لمواصلة رحلتها التعليمية الخاصة، والسعي بدورها للحصول على درجة البكالوريوس.
تقول عائشة: «أمي هي صديقتي المفضلة، فطالما كنا ندعم بعضنا البعض طوال رحلتنا الجامعية».
تسلط عائشة الضوء على النساء في عائلتها وكيف كنَّ مصدر إلهام دائم لها، مستشهدة في ذلك بالعزيمة الصلبة لجدتها من أجل الحصول على شهادة في القانون في مصر ومضيها قدمًا لتصبح أول ضابطة شرطة في قطر، مع الحرص في الوقت نفسه على تربية أطفالها التسعة.
وتخلص عائشة إلى القول: «لطالما كانت والدتي فخورة بي منذ صغري. أشعر الآن بفخر كبير وأنا أراها تسير على درب تحقيق طموحاتها الخاصة وأحلامها المؤجلة».

نيها راشد: دراستي غيرت مسار حياتي

نيها راشد، التي تستعد للتخرج بعد سنوات دراستها لتخصص الصناعات الإعلامية والتكنولوجيا من جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تسلط الضوء على التحديات التي واجهتها في حياتها الجامعية والأسرية.
تقول نيها: «لم يخطر في بالي أبدًا أني سأكون قادرة على خوض تجربة تعليمية خارج بلدي باكستان، لكوني فتاة تنتمي إلى عائلة محافظة، وكذا لمحدودية مواردي المالية. كان التحاقي بمؤسسة قطر بمثابة نعمة غيرت مسار حياتي. فقطر قريبة من بلدي الأم، وسكانها يتمسكون بعادات وتقاليد مماثلة لما نتقاسمه في باكستان، إلى جانب كون المؤسسة تقدم مساعدات مالية للطلبة، وهو ما جعل قرار الانتقال إلى قطر أسهل بكثير مما كنت أتخيل».
وتضيف «تقدمت بطلب القبول إلى جامعة نورثوسترن في قطر، معتقدة في الآن نفسه أنه لا يمكنني أبدًا تحمل تكاليف تعليم جامعي ذي مستوى عالمي. لكن بفضل مؤسسة قطر، لم أستطع فقط متابعة دراسي في قطر فحسب، بل تمكنت من قضاء فصل دراسي في شيكاغو ضمن برنامج للتبادل التربوي، علاوة على إنتاج فيلم بعد حصولي على منحة بقيمة 20 ألف ريال قطري، والعمل في شركات مشهورة، مثل قناة الجزيرة الإعلامية».
في عام 2017، تعرض والد نيها للإصابة بالشلل. عندها، قررت أنه ينبغي عليها الانخراط في نشاط تجاري لتخفيف العبء المالي على الأسرة وتمويل دراستها في الجامعة. كان الحل هو إطلاق موقع «إنك بلوت» لتسويق بعض إبداعاتها في الرسم ومنتجات أخرى، كالدفاتر والأحذية التقليدية وحقائب اليد. بفضل ذلك، تضيف: «تمكنت من جمع مال كافٍ لمساعدة أسرتي، والسفر إلى جامعة نورثوسترن في قطر لمتابعة دراستي بعد حصولي على منحة دراسية. إن الفضل يعود لمؤسسة قطر ولجامعة نورثوسترن في تحقيق ذلك. نشاطي التسويقي آخذ الآن في التوسع وآمل أن تصل منتجاتي في أقرب وقت إلى متجر هدايا المدينة التعليمية وسوق التربة للمزارعين».
يُعقد ملتقى خريجي مؤسسة قطر السنوي يوم السبت 13 مايو، حيث يلتقي خريجو المؤسسة مُجددًا ضمن المنظومة التعليمية الفريدة من نوعها التي جمعتهم، بما يُساعدهم على تعزيز التواصل، وبناء الروابط، ومناقشة الفرص الوظيفية فيما بينهم ومع مختلف الجهات الوطنية. يعكس ملتقى خريجي مؤسسة قطر جهود المؤسسة وسعيها نحو بناء مجتمع الخريجين على المستويين الوطني والدولي، وتوفير منصة لهم ليتمكّنوا من خلالها من التعبير عن أفكارهم والتحديات التي تواجههم واهتماماتهم خلال حياتهم المهنيّة.

أخبار متعلقة :