حال قطر

مبادرات دولة قطر التنموية والإغاثية والإنسانية على مستوى العالم

الدوحة - سيف الحموري - تتبوأ دولة قطر مكانة عالمية متميزة عبر جهودها لخدمة الإنسانية على مستوى قارات العالم المختلفة، وذلك انطلاقا من رؤية سديدة ورسالة سامية تهدف لتنمية المجتمعات المتضررة من الحروب والكوارث والفقر بما يؤدي إلى توطيد السلم والأمن الدوليين لاسيما في ظل التحديات المتفاقمة وغير المسبوقة التي تواجه العالم.
وتسعى دولة قطر دائما لتسخير جميع إمكانياتها لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة وفقًا لرؤيتها الوطنية 2030، وتعتمد في ذلك على التعاون المتعدد الأطراف كوسيلة لتنسيق الجهود في مواجهة القضايا العالمية.
ويشمل ذلك عقد شراكات مع وكالات الأمم المتحدة وهيئات دولية، بالإضافة إلى المنظمات المحلية التي تلعب دورًا بارزًا في دعم ومساعدة المجتمع الدولي في مواجهة تحديات التنمية والأزمات الإنسانية.
وقدمت دولة قطر العديد من المبادرات الإغاثية والإنسانية والتنموية والتعليمية التي تعكس التزامها العميق بمساعدة المجتمعات المحتاجة، خاصة من خلال مساهمات صندوق قطر للتنمية وجمعية قطر الخيرية كمؤسسات رائدة في دعم الجهود الإنسانية والتنموية.
وبلغ مجموع المنح المقدمة من صندوق قطر للتنمية في عام 2023 لدول العالم المختلفة أكثر من نصف مليار دولار وفق تقرير نشر على موقعه الإلكتروني، حيث كانت حصة التعليم 95,787,309 دولارات، فيما بلغت مشاريع التنمية الاقتصادية 51,288,045 دولارا، بينما وصلت حصص دعم الميزانية 53,749,100 دولار فيما شملت مشاريع الرعاية الصحية 38,566,783 دولارا، في حين تضمنت بقية المنح الأخرى 4,865,961 دولارا.
وفيما يتعلق بالكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، فقد برز أيضا دور دولة قطر الإغاثي عبر مسارات متعددة من بينها صندوق قطر للتنمية الذي تبرع مؤخرا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي في 25 يوليو 2024، دعما للاجئي فلسطين ولأنشطة الوكالة في مجالات التنمية البشرية والمجالات الإنسانية في المنطقة.
كما شمل دعم الصندوق إرسال 7 شاحنات من المساعدات الإغاثية العاجلة للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة في 25 يوليو 2024، محملة بـ55 طنا من المساعدات الإنسانية العاجلة عبارة عن خيام إيواء عائلية ومرافق صرف صحي ونظافة.
ولا يقتصر دور قطر على تقديم المساعدات بل يتعداه إلى إقامة مشاريع تنموية في شتى المجالات إقليميا ودوليا، إذ وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع بلدية تيرانا في جمهورية ألبانيا في 24 يوليو 2024 لإنشاء ميدان قطر في العاصمة تيرانا.
وتهدف الاتفاقية إلى تمويل إنشاء ميدان رئيسي في قلب العاصمة تيرانا بمبلغ قدره (11) مليون يورو على مساحة (23.7) ألف متر مربع يتضمن مرافق متنوعة مثل ساحات للاحتفالات والمعارض والمناسبات وبعض المحلات التجارية ومساحات للتجمع ونظام تنقية لمياه نهر "ليدو".
ويسعى المشروع لتحقيق أهداف تنموية بعيدة المدى تتركز في توفير بيئة صالحة لبناء 25,000 مسكن في محيط الساحة، بالإضافة إلى تأمين فرص عمل متنوعة للمواطنين الألبان، مما سيساهم بشكل إيجابي في دعم عجلة التنمية وإنعاش سوق العمل المحلي.
وفي القارة الإفريقية، قام وفد من صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة إلى دولة جنوب السودان، للإشراف على الأنشطة الإنسانية وتوزيع المساعدات على اللاجئين السودانيين والعائدين من جنوب السودان، وذلك خلال الفترة من 14 إلى 19 يوليو الحالي.
وكانت الزيارة فرصة لتقييم سير تنفيذ مشروع الاتفاقية الموقعة في 18 فبراير 2024 بين صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي تم فيها تخصيص مبلغ 2,344,420 دولارا أمريكيا لدعم اللاجئين والعائدين المتضررين في دولة جنوب السودان، وذلك بسبب النزاع المسلح في السودان، بالإضافة إلى الفيضانات الشديدة والظروف الجوية القاسية في دولة جنوب السودان.
وفي إطار الجهود المبذولة لضمان تلبية احتياجات الضحايا النازحين، قام الوفد بتوزيع 5000 مجموعة من الأدوات المنزلية الأساسية 9,261 حصة غذائية و2000 من أدوات المطبخ وبذور الخضراوات وأدوات الزراعة، على المتضررين في بورو مدينة، في غرب بحر الغزال، كواجوك، ولاية واراب، كاكا، أعالي النيل، بما في ذلك التوزيعات القادمة في قوك مشار، شمال بحر الغزال وواداكونا في أعالي النيل.
ومنذ تنفيذ المشروع، نجحت 3,303 مكالمات هاتفية في لم شمل العائلات السودانية المنفصلة في سير المساعدة في الحفاظ على أو إعادة الاتصال بين أفراد الأسرة المنفصلين. كما تم تقديم خدمات الرعاية الصحية إلى 6,839 فردا، بينهم 6,822 طفلا وتلقى 13,800 لاجئ وعائد (2,300 أسرة) مساعدات غذائية عاجلة وحصل أكثر من 24,000 فرد على المياه الصالحة للشرب.
وعلى الصعيد الدولي أيضا، ساهم صندوق قطر للتنمية بتقديم مساعدات كبيرة في العام 2021 لأكثر من 30 بلدا ومنظمة دولية خلال جائحة كورونا، ودعم الجهود لضمان الوصول العادل للقاحات، ولا سيما في أقل البلدان نموا.
كما قدم الصندوق أكثر من 140 مليون دولار أمريكي لصالح مؤسسات وبرامج الرعاية الصحية المتعددة الأطراف مثل /كوفاكس/ في سبيل تطوير اللقاحات وإتاحتها بشكل عادل ومنصف لأكثر من 92 دولة نامية.
وإدراكا من صندوق قطر للتنمية لأهمية تطبيق مقررات مؤتمر المناخ /كوب 26/ في اسكتلندا في البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية الأكثر عرضة للتغير المناخي، فقد حشد الصندوق الدعم لهذه البلدان من أجل تنفيذ استراتيجيات مرنة لمعالجة آثار الظواهر المناخية والكوارث الطبيعية، وارتفاع مستويات المحيطات.
وخلال العقد الماضي، بلغ مجموع الدعم المقدم من خلال صندوق قطر للتنمية لقطاع التعليم في دول مختلفة حوالي 980 مليون دولار، حيث استفاد منها ملايين الشباب والأطفال في 65 دولة حول العالم.
وفي العام 2022، أطلق صندوق قطر للتنمية، خلال حفل رسمي على هامش أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مبادرة "النساء في مناطق النزاع"، لدعم النساء والفتيات في سياقات النزاع والأزمات.
ويهدف صندوق قطر للتنمية، بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين من خلال هذه المبادرة، إلى توفير الموارد اللازمة للنساء في مناطق النزاع ليصبحن قائدات المستقبل وصانعات السلام وبناة للأجيال القادمة.
وتعكس هذه المبادرة التزام دولة قطر الدائم بدعم النساء في الأزمات، بالإضافة إلى تمكينهن من إحداث تغيير إيجابي فعال في المجتمعات التي تعاني من النزاعات من خلال إشراكهن في عمليات بناء و حفظ السلام والأمن الدولي على جميع المستويات، وإلى تعزيز جهودهن من أجل توفير حماية أكبر للنساء في مناطق النزاع، وتمكين النساء والفتيات من تولي أدوار قيادية في مجتمعاتهن من خلال تعزيز مهاراتهن في صنع القرار والسماح لهن بالمساهمة بفعالية ضمن مجتمعاتهم.
أما جهود جمعية قطر الخيرية، في مجالات التدخلات الإنسانية والمشاريع التنموية والرعاية الاجتماعية خلال السنوات الخمس الماضية، والشراكات الدولية لعامي 2023 و2024، فقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من المساعدات التي قدمتها قطر الخيرية والمشاريع التي نفذتها في مجالات الإغاثة والتنمية والرعاية الاجتماعية خلال السنوات الخمس الماضية وحتى (أغسطس 2024) حوالي 96 مليون شخص حول العالم.
وفي تقرير خصت به وكالة الأنباء القطرية، تقول جمعية قطر الخيرية إنه تم تنفيذ هذه المشاريع في المناطق التي تعاني من الأزمات والكوارث الطبيعية والمجتمعات المحتاجة، في أكثر من 70 دولة حول العالم من خلال المكاتب الميدانية التي تتبع لها أو بالشراكة والتعاون مع المنظمات الدولية والشركاء المحليين.
ففي مجال التدخلات الإنسانية بلغ إجمالي قيمة المساعدات والمشاريع الإغاثية التي قدمتها قطر الخيرية طيلة السنوات الخمس الماضية وحتى الآن حوالي 2,4 مليار ريال قطري، واستفاد منها قرابة 59 مليون شخص متضرر، وذلك في أكثر من 78 دولة من بينها سوريا وفلسطين وقطاع غزة والسودان والأردن والبوسنة والهرسك والصومال، والنيجر، وتركيا ولبنان وغيرها.
ونظرا للوضع الطارئ الذي يمر به السودان منذ اندلاع الصراع سنة 2023 قدمت قطر الخيرية مساعدات إغاثية للنازحين في مناطق مختلفة سواء الغذاء أو المأوى أو الأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها من المساعدات بقيمة تزيد عن 116 مليون ريال قطري وقد بلغ عدد المستفيدين حوالي 1,2 مليون شخص.
أما في فلسطين فقد بلغ حجم المساعدات طيلة السنوات الخمس الماضية وحتى سنة 2024 حوالي 392 مليون ريال قطري فيما تجاوز عدد المستفيدين حوالي 16,5 مليون شخص.
وقد بلغت تكلفة العمليات الإغاثية في سوريا حتى الآن حوالي 903 ملايين ريال قطري، أما عدد المستفيدين فقد قارب 24 مليون مستفيد.
وفي هذا الإطار قال السيد مانع الأنصاري مدير إدارة العمليات الإنسانية بقطر الخيرية: "تحرص قطر الخيرية قياما بواجبها الإنساني والأخوي على سرعة التدخل وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المتضررين من الكوارث الطبيعية والأزمات حول العالم فور وقوعها لتخفيف معاناتهم والمساهمة في تخفيف الأضرار التي لحقت بهم وبممتلكاتهم والبنى التحتية لمناطقهم بسببها، وذلك من خلال مكاتب قطر الخيرية الميدانية أو بالتنسيق مع الجهات الشريكة سواء الحكومية أو المنظمات الإنسانية أو الشركاء المحليين، وتتضمن مجالات الغذاء والإيواء والمواد غير الغذائية والصحة والمياه والإصحاح والإغاثة الشاملة ودعم التعليم والتماسك الاجتماعي وسبل العيش.
وعلى نحو متصل تعنى قطر الخيرية بتنمية المناطق والمجتمعات الفقيرة وتحتل مشاريعها التنموية المتنوعة حصة مهمة في حجم عملياتها المنفذة حول العالم، حيث فاقت التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع خلال السنوات الخمس الماضية وحتى الآن أكثر من 2,2 مليار ريال قطري فيما بلغ عدد المستفيدين منها حوالي 29 مليون شخص.
وقال السيد عبدالعزيز حجي مدير إدارة العمليات الدولية بقطر الخيرية: "إن المشاريع التنموية تعد من أولويات اهتمامات قطر الخيرية بهدف إحداث فرق في حياة المجتمعات الفقيرة" منوها بأنه "رغم ارتفاع حجم الكوارث الطبيعية والأزمات في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والطبيعة الممتدة لبعضها إلا أن ذلك لم يؤثر على حجم عمليات قطر الخيرية التنموية، والتركيز على المشاريع النوعية والمستدامة لخلق أثر متواصل لدى المستفيدين".
وتهتم قطر الخيرية في إطار عملياتها التنموية بمشاريع الأمن الغذائي ومشاريع التمكين الاقتصادي والتعليم والثقافة والسكن الاجتماعي والصحة والمياه والمساجد في الدول التي تعمل فيها عبر العالم، وتنشط كذلك بمجال الرعاية الاجتماعية منذ تأسيسها وتكفل قطر الخيرية حاليا 212 ألفا من الأيتام والأسر الفقيرة وطلاب العلم وذوي الاحتياجات الخاصة والمعلمين عبر مبادرتها /رفقاء/ لرعاية الأطفال والأيتام عبر العالم موزعين في 39 دولة في ثلاث قارات وهي آسيا إفريقيا وأوروبا.
وفي جانب الشراكات الدولية، تكاد قطر الخيرية تكون أكبر منظمة تعمل مع منظمات الأمم المتحدة من حيث التمويل واستقبال التمويل على مستوى الدول الخليجية والعربية، حيث وقعت قطر الخيرية أكثر من 40 اتفاقية مع جهات أممية ودولية لتنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية في عدة دول حول العالم خلال العام الماضي 2023 والعام الحالي 2024، ومن بين الجهات الأممية والدولية الشريكة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بالإضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الصحة العالمية.
وتعمل قطر الخيرية من خلال هذه الشراكات إما على تقديم الدعم للجهات الشريكة لتنفيذ المشاريع التنموية والإغاثية أو تقدم المنظمات الأممية الشريكة الدعم المالي لها وتقوم بتنفيذ المشاريع، الأمر الذي يؤكد على ثقة هذه الجهات في قطر الخيرية ومشاريعها المختلفة المنفذة حول العالم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا