الارشيف / حال قطر

خبراء يسلطون الضوء على صمود كبار السن في قطاع غزة

الدوحة - سيف الحموري - تحت رعاية سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن «إحسان»، بالشراكة مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حلقة نقاشية، أمس بمتحف قطر الوطني، بعنوان «صمود كبار السن في التصدي للإساءة في الحروب – غزة» وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن، وهو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة لتسليط الضوء على مشكلة إساءة معاملة كبار السن، ولتعزيز حقوقهم في العيش بكرامة وأمان.

تناولت الحلقة النقاشية التي شارك فيها العديد من الجهات المعنية بحقوق الإنسان وحقوق كبار السن في قطر وفلسطين، والهيئات الدولية ذات الصلة الانتهاكات الموجهة لكبار السن في فلسطين، والإطار القانوني الدولي الخاص بحماية كبار السن في أوقات الصراع المسلح، والآليات المتبعة في متابعة الانتهاكات الموجهة ضدهم ومحاسبة مرتكبيها تحقيقاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب، وتعزيز دور الهيئات المشاركة في الدفاع عن حقوق كبار السن في فلسطين وتعزيز دورها في توثيق الانتهاكات المرتكبة في حقهم.
كما تناولت الجلسة شهادات عدد من كبار السن من أهالي قطاع غزة، أدار الحلقة النقاشية الإعلامي العربي أحمد الشيخ من مركز الجزيرة للحقوق والحريات.
وقال سعادة الدكتور محمد بن سيف الكواري – نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كلمته الافتتاحية في الحلقة النقاشية: قطر «كعبة المضيوم» وهو نهج الذي عرفه العالم عن قطر وشعبها؛ في نصرة الحق، ورفع الظلم، وتحقيق العدالة، وبناء السلام.
وأضاف: أتساءل اليوم أمامكم، ونحن نرى صور الإبادة الجماعية المروّعة في قطاع غزة، هل هناك أعدل من قضية فلسطين على وجه الأرض؟. أليس من حق الشعب الفلسطيني علينا – كباقي شعوب العالم- أن نوجه عدسة حقوق الإنسان إلى الجرائم الوحشية التي تقترفها القوة القائمة بالاحتلال، عندما تجرده من إنسانيته وكرامته، وتستبيح حقوقه المقررة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني؟.
وتابع د. الكواري: أمام ذلك كله، كان علينا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز تمكين ورعاية كبار السن (احسان) أن نبادر إلى تذكير المجتمع الدولي بالتزاماته القانونية المتعلقة بعدم السماح، مرة أخرى، بتكرار المآسي الإنسانية التي ارتكبتها البشرية في الماضي ولا تزال محفورة في ذاكرتنا الإنسانية، وهو الأمر الذي جعلنا، نحن شعوب الأمم المتحدة، نشير في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيره من الصكوك الدولية والإقليمية، صراحة إلى أن «تجاهل حقوق الإنسان وازدرائها قد أديا إلى أعمال وحشية أثارت غضب ضمير البشرية» وأن نؤكد على أنَّ احترام القيم والقواعد الإنسانية المشتركة، بما فيها احترام الكرامة الإنسانية، ومبدأ المساواة في الحقوق، وحق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم خضوعها للاحتلال، هو طريقنا نحو العدالة والسلام.
وأكد أن الندوة تأتي في سياق اليوم العالمي لمنع إساءة معاملة كبار السن، لتسلّط الضوء على قدرة كبار السن في فلسطين على الصمود، مشيراً إلى أن شهاداتهم لا غنى عنها في منع الإفلات من العقاب، وتحميل الجناة مسؤولية أفعالهم، وضمان مستقبل يجعلنا قادرين على وضع حد لتجاهل القانون الدولي، وصون إنسانيتنا في أكثر الظروف صعوبة.
وقال د. الكواري: نقدم جميعاً، كل تحيات التقدير والاعتزاز أيضاً للمدافعين عن حقوق الإنسان في فلسطين، وبخاصة شركائنا في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية (ومنهم مركز ميزان لحقوق الإنسان الذي يشاركنا اليوم في أعمال الندوة) والمنظمات الإنسانية والمؤسسات الإعلامية (ومنهم مركز الجزيرة للحقوق والحريات)، لعملهم المخلص والأمين في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وتقديم الاستجابة الإنسانية، وقول الحقيقة.
وأضاف: أؤد أن أؤكد على ضرورة مواصلة دعم جهود زملائنا المدافعين عن حقوق الإنسان في رصد حقيقة ما يعانيه الفلسطينيين في الواقع الفعلي وتوثيقه والإبلاغ عنه. كما أود أن أؤكد على ضرورة دعم كل جهد حقوقي دولي تبذله الأمم المتحدة ووكالاتها من أجل فرض احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك وقف هذه الحرب التي تنكر قيمنا الإنسانية المشتركة، وتقوض منظومة حقوق الإنسان القائمة على الحق في تقرير المصير وإقامة نظام دولي منصف، محوره كرامة الإنسان وسيادة القانون.

تحديات كبيرة.. ووعي مطلوب
وذكرت السيدة منال أحمد المناعي، المدير التنفيذي لمركز «إحسان»: بأنه «انطلاقًا من تضامن دولة قطر مع القضية الفلسطينية وموقفها الثابت تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خصص مركز «إحسان وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين هذا العام للتركيز على معاناة كبار السن في فلسطين وقطاع غزة، حيث تواجه هذه الفئة تحديات كبيرة وظروفًا يومية صعبة بسبب الحرب، مما يُعرضهم للخطر والمعاناة المستمرة».
مبينة أن كبار السن هم جذورنا العريقة وأعمدة مجتمعاتنا، يحملون في قلوبهم حكايات وتجارب حياة غنية تستحق كل الاحترام والتقدير، وهذا ما لا يعيشه كبار السن في فلسطين، بل وعلى عكس ذلك يعيشون تحديات كبيرة وظروفاً قاسية تتطلب منا الوقوف بجانبهم ودعمهم بكل ما نملك.
وأشارت إن دولة قطر، ومن خلال مؤسساتها المختلفة، تسعى جاهدة لتقديم الدعم والرعاية لكبار السن، وتعمل على توفير الخدمات الصحية والاجتماعية اللازمة لتحسين حياتهم، ونؤمن هُنا بأن توفير بيئة آمنة وداعمة لكبار السن هو واجب أخلاقي وإنساني، ونعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف..
ودعت الجميع – أفراداً ومؤسسات – إلى تعزيز الوعي حول حقوق كبار السن، والوقوف ضد جميع أشكال الإساءة والإهمال التي قد يتعرضون لها، لنضمن لهم حياة كريمة مليئة بالاحترام.
وتناولت السيدة بسمة طباجة، مديرة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة قطر، الحماية المقررة لكبار السن في القانون الدولي الإنساني.

استعراض تجارب حقوقية
وتحت عنوان «أوضاع حقوق كبار السن في فلسطين في سياق الاحتلال والعمليات العسكرية: الانتهاكات وتدابير الحماية»، تحدث السيد جميل سرحان - نائب المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة.
كما تم في الحلقة النقاشية استعراض تجارب هيئات حقوق الإنسان المعنية بحماية كبار السن الفلسطينيين وتعزيز قدرتهم على التصدي لها، فضالا عن الممارسات الفضلى التي يقترحونها في هذا المجال، حيث استعرض السيد مانع محمد الأنصاري - مدير إدارة شؤون المكاتب الخارجية ومدير إدارة الطوارئ والإغاثة بالإنابة بقطر الخيرية تجرية الجمعية في حماية حقوق كبار السن ومنع الإساءة لهم واستغلالهم، بما في ذلك في حالة أوقات الصراع.
وقدم المشاركون مجموعة من التوصيات إلى المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية بينها ضرورة تقديم المساعدة الإنسانية بالحالة المعنية بحماية حقوق الإنسان لكبار السن في أوقات النزاع، وكفالة احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإنهاء الانتهاكات المرتكبة ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم إفلاتهم من العقاب.

Advertisements

قد تقرأ أيضا