الارشيف / حال قطر

مؤسسة قطر تُسخّر الذكاء الاصطناعي للحفاظ على الهوية الإسلامية ولغة الضاد

الدوحة - سيف الحموري - أكدت مؤسسة قطر عمل الخبراء على مشاريع تهدف إلى دمج الابتكار التقني مع الاهتمام بالتراث الثقافي والتاريخي، وذلك من خلال استخدام تقنيات متقدمة مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية، وتطوير أدوات وبرمجيات تمكن من رصد وتوثيق التراث بطريقة فعّالة وشاملة، مما يسهم في حمايته ونقله للأجيال القادمة بأفضل صورة ممكنة.
وقال الدكتور إبراهيم محمد زين، أستاذ الدراسات الإسلامية ومقارنة، الأديان في كليّة الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، ان الذكاء الاصطناعي له دور فاعل في حفظ التراث وتقديمه للناس بصورة ممنهجة ومنظمة، مشيرًا إلى أن هناك مستوى آخر من استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتشمل كيفية جعل هذا التراث فاعلاً في حياتنا، بحيث لا نكتفي بجمع التراث وتنظيمه فحسب؛ بل أن ننتقل إلى مستوى أعمق ونجعل هذا التراث فاعلاً في حياتنا اليومية وترسيخ قيمته للتعليم والتدريب.
وأضاف: «يهدف مشروع السيرة الرقمية إلى التركيز على سيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - كأسوةً حسنةً لعامة الناس من المسلمين وغير المسلمين، ومساعدتهم على الامتثال للقيم والأخلاق النبوية في حياتهم وممارساتهم اليومية».
وأشار إلى أهمية وجود رؤية «واضحة ومحددة» عند استخدام الذكاء الاصطناعي في توثيق التراث والتاريخ، موضحًا أن «جمع التراث لن يكون مفيدًا إن لم تكن هناك رؤية واضحة في الطريقة التي نقوم بها بحفظ التراث وتنسيقه، حتى يكون معينًا في التعليم وفاعلاً في حياتنا ومعبرًا عن روح الحضارة العربية والإسلامية».
وقال الدكتور أحمد علي، الباحث في قسم تقنيات اللغة العربية بالمعهد: « يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً في تعميق فهمنا وتحليلنا للمعلومات والثقافة العربية، وهذا ما يجعله جزءاً أساسياً من الجهود المستمرة التي يبذلها معهد قطر لبحوث الحوسبة».
وأضاف: «باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا التعرف على اللهجات العربية المختلفة والتمييز بينها، ويتم ذلك من خلال تعلم الذكاء الاصطناعي من الكلمات والبيئات المختلفة لتحويل النصوص المنطوقة إلى مكتوبة، وأيضًا للتمييز بين المتحدثين من مختلف البلدان العربية. فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على الفروق في النطق وطريقة التشكيل بين المتحدثين السوريين والجزائريين والمصريين، مما يجعله أداة قيمة للتمييز بين اللهجات العربية المختلفة».
يعد مشروع فنار، وهو ثمرة التعاون الاستراتيجي بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، من أهم وأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، حيث يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على أكثر من 400 مليار كلمة من النصوص العربية عالية الجودة، ويستفيد منها لإنتاج نصوص دقيقة، تُسهم في تعزيز تمثيل اللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا.
وقال الدكتور محمد الطباخ، عالم رئيسي في معهد قطر لبحوث الحوسبة: «خلال العام الماضي حدثت طفرة في مجال التكنولوجيا بظهور النماذج اللغوية الكبيرة، ولكن هذه النماذج تعتمد بنسبة كبيرة تصل إلى 95 % على النصوص الإنجليزية، لذلك نحن نسعى الى أن يكون فنار نموذجا لغويا كبيرا يعتمد على اللغة العربية وللهجاتها المختلفة كلغة أساسية «.
وأوضح أن من أهم العوامل التي تؤثر في النماذج اللغوية الكبيرة هي البيانات، وبالنسبة للغة العربية، تعد البيانات ضئيلة جدًا في شبكة الانترنت مقارنة باللغة الإنجليزية، حيث تبلغ 1 % على الأكثر، مما يعني ان النماذج اللغوية الكبيرة الموجودة حاليا تتعامل مع اللغة العربية كلغة هامشية».
وتابع : «نسعى في فنار إلى أن تكون اللغة العربية هي اللغة الأصيلة من الدرجة الأولى».

Advertisements

قد تقرأ أيضا