الارشيف / حال قطر

مبادرة جديدة لدمج القيم الأخلاقية بالمناهج الدراسية

الدوحة - سيف الحموري - تكرس مؤسسة قطر جهودها لغرس المبادئ الأخلاقية، والاهتمام بالهوية الوطنية والثقافة والتراث والقيم المشتركة بين طلابها ضمن نظامها التعليمي المتنوع. 
وقد تضافرت جهود معهد التطوير التربوي ومركز الوجدان الحضاري في إطار مبادرة جديدة، تحت مسمى «نبراس»، لإنشاء إطار تعليمي يدمج القيم في المناهج الدراسية من خلال مشروعِ تدريب عملي.
وتمتد هذه الشراكة لتشمل جميع مدارس مؤسسة قطر البالغ عددها 13 مدرسة، ويستفيد منها أكثر من 7000 طالب و1500 موظف في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ويشمل التعاون عقد ورش عمل وندوات ومبادرات مشتركة بهدف تبادل المعرفة، وتنفيذ استراتيجيات فعالة لتعليم المواطنة، وتكريس تأثير دائم وإيجابي على المشهد التعليمي في قطر من خلال تنشئة جيل مسؤول.
وقالت سارة الهاجري، المدير المساعد للثقافة والتراث والهوية في معهد التطوير التربوي: «من خلال مبادرة «نبراس»، نحن بصدد تطوير إطار تعليمي شامل لتعزيز الهوية داخل مدارس مؤسسة قطر». 
وتابعت الهاجري: «يتناول هذا الإطار جوانب مختلفة من تطور مهارات الطلاب، بما في ذلك إدراكهم وسلوكهم ومهارات الذكاء الاجتماعي وتفاعلهم مع المجتمع. وهدفنا هو تنشئة جيل يحتذى بهم يجسدون الصفات الجيدة، والمتجذرة بعمق في تاريخ قطر الغني وثقافته وعاداته وتقاليده».
وأضافت: «يُمثل تعاوننا مع مركز الوجدان الحضاري فرصة استثنائية لتنشئة جيل مسؤول وتشكيل مستقبل التعليم في قطر. ومن خلال دمج القيم وتعزيز الهوية الوطنية في المناهج الدراسية، نهدف إلى تعزيز أفراد شاملين، حيث تصبح المواطنة الصالحة جزءًا لا يتجزأ من شخصيتهم».
ووفقًا للهاجري، فإن القيم هي جوهر تنمية الشخصية واتخاذ القرارات الأخلاقية، كما أوضحت: «نطمح من خلال شراكتنا إلى تمكين الطلاب من خلال تزويدهم بالمعرفة والقيم اللازمة للمساهمة الفعالة في مجتمعاتهم، وتعزيز الارتباط العميق بثقافتنا وتراثنا وقيمنا المشتركة، فإن تعاوننا مع مركز الوجدان الحضاري، التابع لوزارة الثقافة، يغرس الشعور بالفخر والمسؤولية تجاه وطننا».
وأردفت الهاجري بالقول: «لدينا ثقة كاملة في الجهود التعاونية بين معهد التطوير التربوي ومركز الوجدان الحضاري، ونتصور تأثيرها الإيجابي على الطلاب والمجتمع الأوسع. حيث تجسد هذه الشراكة تفانينا في توفير تعليم شامل يركز على القيم، وتمكين الطلاب من أن يصبحوا محفزين للتغيير الإيجابي في المجتمع».
وأعرب الدكتور جاسم السلطان، مدير مركز الوجدان الحضاري، عن أمله في أن تندمج المبادرة بسلاسة في المناهج الدراسية، مما يحقق فوائد لا تقدر بثمن للطلاب في قطر والمجتمع ككل.
وفي تأكيده على الدور المحوري للتنشئة والتعليم باعتبارهما ركيزتين لا غنى عنهما للتحول المجتمعي الحقيقي، يؤكد الدكتور السلطان أن «إطلاق برنامج نبراس في المدارس يشكل أهمية كبيرة، إنه بمثابة أساس مرن لتنمية الوعي الاجتماعي الجماعي الذي سيتردد صداه عبر الأجيال».
مشيرًا إلى العصر المعاصر الذي يتم فيه تصنيع الهوية بشكل متزايد، الدكتور السلطان يسلط الضوء على أهمية معالجة هذه القضية الأساسية بشكل فعال، ويقول: «بينما يشرع الأطفال في رحلتهم لاكتشاف الذات، يواجهون العديد من التحديات في تشكيل هوياتهم - وهي مسؤولية يجب ألا نقلل من شأنها».
وأكد الدكتور رجب شينتورك، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، على أهمية المبادرة في الحفاظ على القيم والهوية في ظلّ نتائج العولمة الثقافية التي قد تحمل في طيّاتها جوانب غير إيجابية، قائلًا: «في عالمنا المترابط، أصبح الحفاظ على القيم والهوية أمرًا ضروريًا وملحًا».
أضاف د.شينتورك: «يُعدّ التعليم أداة رئيسية في هذا المسعى، حيث ينقل الطلاب القيم ليس كونها موروثًا ثقافيًا تتوارثه الأجيال فحسب، بل تصبح جزءًا من قناعاتهم، ومتأصلة في كيانهم، وتشكل جزءًا لا يتزعزع من هويتهم».
وتابع: «بغض النظر عن الظروف المتغيرة أو البيئة المحيطة، تظل هوية المرء ثابتة، إنها ليست عرضة للتأثيرات الخارجية، كونها تبقى متجذرة في القيم والمعتقدات الأساسية للفرد».
وأوضح: «يضمن هذا التوازن أن يتمكن الأفراد من التنقل في العالم المُعولم مع البقاء على أساس تراثهم الثقافي وقيمهم، لافتا إلى أن مبادرة «نبراس» توضح الحاجة إلى الحفاظ على القيم والهوية في عصر العولمة، وأهمية تمكين الطلاب من خلال التعليم، حتى يكونوا مجهزين بأساس متين للتنقل بين تحديات العالم مع الحفاظ علي الهوية الثقافية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا