الدوحة - سيف الحموري - اختتمت مؤسسة قطر فعالية «الغرّة للآداب والفنون» بعروض موسيقيّة قدّمها نُخبة من الفنانين والموسيقيين المرموقين، كان من ضمنهم حمزة نمرة، وبألحان معزوفة على وقع اللغة العربية الفُصحى، بحضور العديد من الزوّار الذين أقبلوا من جميع أنحاء قطر وخارجها. وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة بمناسبة ختام الفعالية: «الغرّة هي اعتصام بالدائم الثقافي في وجه الداهم السياسي والعسكري».
ومن جانبه، قال السيد عبدالرحمن بن عبداللطيف المناعي، المدير التنفيذي لصندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية (دعم): «شكّلت فعالية الغرة للآداب والفنون منصة هامة للاحتفاء بالتراث العربي الإسلامي وتعزيز التفاهم الثقافي بين المجتمعات المتنوعة. إن دعم مثل هذه المبادرات يتماشى مع التزام الصندوق المستمر بتعزيز التبادل الثقافي والحفاظ على الهوية الثقافية للأجيال القادمة، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030».
وقد أكدت الفعالية على الدور الحاسم الذي تلعبه الثقافة في زرع الاستقرار وسط الشدائد والأزمات، مع تكريس دور الفن والتراث، كرموزٍ دائمة للهوية والصمود بدلاً من النظر إليها كجزء من الماضي.
وكانت الفعالية قد انطلقت من المدينة التعليمية، التابعة لمؤسسة قطر، وأقبل إليها نحو 8 آلاف زائر، شاركوا في مجموعة متنوعة وشيّقة من العروض المسرحية والموسيقيّة، وورش العمل، والأنشطة التي سلّطت الضوء على المواهب، والثروة الثقافية التي تزخر بها الحضارة العربية الإسلامية.
شهدت الليلة الختامية حفلًا موسيقيًا أحياه الفنان حمزة نمرة، بينما قدّمت أوركسترا قطر الفلهارمونية وأكاديمية قطر للموسيقى، التابعة لمؤسسة قطر، مقطوعاتٍ موسيقية مستوحاة من أغانٍ عربية فصيحة. واستمرت الفعالية في جذب العديد من الزوّار بشكلٍ يومي من خلال تقديمها لمزيجٍ رائع من الموسيقى الكلاسيكية والأزياء الملونة، وعكس مسرح المواهب عروض من التراث الثقافي الشامي والعراقي والمغربي. في هذا السياق، قالت هند الذوادي، رئيس قسم المشاركة والتنشيط في مؤسسة قطر: «نحن سعداء بالإقبال الاستثنائي الذي شهدته الغرّة للآداب والفنون هذا العام، حيث انضمّ إلينا الزوّار من مختلف الثقافات لاستكشاف ما تكتنزه الحضارة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى». خلال الفعالية التي استمرت على مدار خمسة أيام، برزت مسرحية «الفيل يا ملك الزمان» كإحدى العروض التي شهدت إقبالًا لافتًا من قبل آلاف الزوّار الذين توافدوا إلى حديقة الأكسجين في المدينة التعليمية حيث تم إعادة إحياء هذا العمل الفني، وهو من تأليف الكاتب المسرحي الشهير عبدالله ونوس، ومن إخراج الفنان المبدع ماهر صليبي، ومشاركة الفنان الشهير جمال سليمان.
وتضمّن البرنامج الموسيقي للفعالية عروضًا من تقديم مصطفى سعيد وفرقة أصيل، والأوركسترا اليمنية صدى الإبداع، بالإضافة إلى عرض موسيقي قطري – مغربي مع الفنانة أسماء لمنور. واستمتع الزوّار بمشاهدة مسرحيات من أداء الطلاب في مدارس محلية، والاستماع إلى فصول من الشعر، والمشاركة في ورش عمل الخط العربي ورسم الأنماط الهندسية المعقدة. كما ضمت الفعالية أنشطة عائلية متنوعة، مثل صناعة الدمى، وحرف الجلد اليدوية، والأمسيات القصصية، وتجارب الطهي التي قدّمت أطباق لذيذة من بلدانٍ وثقافاتٍ مختلفة.
وبالإضافة إلى (دعم)، أُقيمت فعالية الغُرة بالشراكة مع وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ورزنامة قطر، وتلفزيون قطر.