الدوحة - سيف الحموري - أقيمت ضمن فعاليات معرض رمضان للكتاب جلسة نقاشية تحدثت فيها سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني مبعوث الامين العام للجامعة العربية للاغاثة الانسانية حول مسيرتها في العمل الاغاثي، وأدارتها السيدة إيمان الكعبي مدير المركز الاعلامي القطري التابع لوزارة الثقافة.
وتحدثت سعادتها وهي أيقونة في مجال العمل الانساني والإغاثي عن أهم المحطات في عملها، بدءا بشغلها منصب المقرر الخاص لشؤون الإعاقة في لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة كأول امرأة قطرية وخليجية تشغل هذا المنصب بين عامي 2003 2009 وصولا إلى تعيينها مبعوثا للأمين العام للجامعة العربية للاغاثة الانسانية.
قالت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن احمد ال ثاني في تصريحات لـ «العرب»: العمل الانساني العربي على المستوى الرسمي مبشر ومطمئن، ويتحرك بشكل جيد من خلال الوزارات وهو ما لمسته من خلال تعاملاتي أو زياراتي لها حيث وجدت أنها لديها إدارات مختصة تهتم بالملف الانساني ولديها تحرك مستمر وجاد.
وعلى مستوى المنظمات والتي أصبحت أذرع الحكومة في التنفيذ فإن العمل متقدم جدا، حيث نجدها دائمة التواجد على المستوى الميداني وعلى مستوى المحافل الدولية.
وأنا كعربية فخورة بالتواجد وبتكريس الجهود العربية في العمل الانساني، والتحدي الأكبر الذي يواجهنا حاليا هو التنسيق والتعاون العربي عربي.
وفي بداية الجلسة تناولت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني بدايات اهتمامها بالعمل الانساني والاغاثي وقالت: عملي كمقرر خاص لشؤون الإعاقة في لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة كان بترشيح من دولة قطر وكانت فترة مهمة جدا في مساري المهني والانساني، حيث ركزت خلال تلك الفترة على ذوي الاعاقة من المهاجرين والنازحين واللاجئين والذين يعتبرون فئة مهمشة، وبعدها وخلال الفترة الفاصلة بين عملي في الأمم المتحدة والتحاقي بجامعة الدول العربية كمبعوث للامين العام للجامعة العربية للاغاثة الانسانية كان عندي جهود حاولت من خلالها البقاء في العمل الانساني بالتطوع حيث زرت العديد من المخيمات ولعل تطوعي لزيارة مخيم الوليد في الحدود العراقية السورية كان نقطة تحول مفصلية في حياتي حيث شعرت برغبتي في الاستمرار في العمل الانساني، ليتم بعدها ترشيحي من طرف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمنصب مبعوث الامين العام للجامعة العربية للاغاثة الانسانية ليأتي بعدها الترشيح الرسمي من طرف دولة قطر عام 2013، وبالنسبة لي كان هذا المنصب يمثل شغفا أكثر منه مجرد وظيفة، فالعمل الانساني سواء كان وظيفة أو تطوعا فإنه لا يمكن التراجع عنه، فهو أشبه بالورطة الانسانية، التي لا تراجع فيها ولا عنها.
وعن جهود دولة قطر في العمل الانساني والخيري ومساعدة اللاجئين والنازحين قالت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن احمد ال ثاني: دولة قطر من الدول المتميزة في هذا المقام، وتميزت منذ سنوات طويلة، وكوني واحدة من اللواتي تطوعن في الهلال الأحمر الذي جاءت بعده قطر الخيرية ثم العديد من الجهات في المجال الانساني والتي كان لها تواجد ميداني في العمل الاغاثي، ثم تطور الأداء لهذه المنظمات لتصبح هي الأذرع الحقيقية للدولة التي تضع كل ثقتها فيها وتحول الدعم المادي إلى برامج ومشاريع انسانية وتنموية ووصلت إلى الأمم المتحدة حيث تم تسجيل قطر الخيرية كعضو من بين الجمعيات المسجلة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والأدوار التي قامت بها منظمات قطر الانسانية كثيرة.
وأضافت سعادتها: ما تميزت فيه دولة قطر من خلال خبرتي هو قدرتها على العمل مع الشركاء بشكل جيد، حيث استثمرت علاقاتها في تحقيق أهم البرامج والمشاريع في أصعب الأوقات.
وعن الحضور النسائي في مجال العمل الانساني على المستوى العربي قالت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن احمد ال ثاني إنها غير راضية عن هذا الحضور الذي اعتبرته غير كاف ومحدودا، ويقتصر في كثير من الأحيان على المجالات التنفيذية في حين يغبن على مستوى الإدارة والتخطيط، حيث إن أغلب من يتبوأ هذه المناصب على المستوى العربي من الرجال.