الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله
القلق والخوف والوقوع فريسة لأفكار معينة، والميل نحو القيام بعمل أو سلوك معين، كرد فعل لموقف أو ظرف معين حدث فعلا أو على وشك الحدوث، يعتبر شيئا طبيعيا في حياة الإنسان اليومية، حيث ان هذه المشاعر حسب رأي خبراء الصحة النفسية ما هي سوى صمام الأمان، والذي يقوم بتحذير الإنسان من وجود خطر ما يهدد الجسم وضرورة تجنب هذا الخطر من خلال سلوك أو ردود فعل معينة.
وفي الواقع فإن الجسم يقوم عند حدوث مشاعر الخوف والقلق، بسلسلة من التغييرات الفسيولوجية الداخلية والتي من شأنها مساعدة الإنسان على التعامل مع موقف الخطر الوشيك سواء بالهرب من الموقف أو مواجهة الموقف.
عندما تصبح مشاعر الخوف والقلق شيئا دائما في حياة الإنسان اليومية وتزداد حدتها وإلى درجة التأثير سلبيا على قدرة الإنسان على القيام بوظائفه اليومية الحياتية بصورة طبيعية وبالكفاءة المعتادة، فإن هذه المشاعر السلبية تتحول إلى مرض أو بالأحرى مجموعة من الأمراض تسمى مجتمعة بأمراض القلق النفسي.
وهذه الأمراض متفاوتة في الشدة وفي درجة الخطورة التي تشكلها على صحة الإنسان الجسمية (البدنية) أو النفسية.
لابدّ في الحياة من كدر، ولابدّ من منغّصات، ولابدَّ فيها من توتر وابتلاء، فهذه الأمور من حكم الله سبحانه في الخلق، لينظر أيُّنا أحسن عملاً، فالواجب أن نعرف طبيعة الحياة، ونتقبلها على ما هي عليه، ولا يمنع ذلك من دفع الأقدار بالأقدار، ومقاومة المكاره بما يذهبها، فإن معرفة طبيعة الحياة لا يعني سيطرة روح اليأس، بل عكس ذلك هو الصحيح.
قد تمر بظروف أسرية غير مستقرة، وطفولة بائسة وصعوبات حياتية مع أسرتك، وهذا شيء طبيعي قد يحدث لكثير من الناس، ولكن غير العادي أن يستمر الإنسان في هذه الظروف دون أن يحاول هو أن يخرج منها أو يغيرها وأن يرسم مصيره بنفسه.
وقد تعود أسباب القلق إلى:
1) ضعف الإيمان فمن يكون مضطرب الإيمان ومن يكون ارتباطه بالله تعالى ارتباطاً ضعيفاً فإنه يكون عرضة للإصابة بالقلق.
2) كما تشكل المشاكل المتراكمة سبباً من أسباب القلق وخصوصاً عندما تصل إلى حد التعقيد وعدم القدرة على حلها.
3) كما أن الخوف من المستقبل ومن المجهول يجعل الإنسان يعيش حالة من القلق.
4) وكذلك التعامل مع وقت الفراغ بطريقة سلبية يؤدي إلى توليد القلق في شخصية الإنسان.
ومن تكون شخصيته تتسم بالانفعال والتوتر الشديد والغضب لأتفه الأسباب وعدم القدرة على التحكم في شخصيته فإن هذا الإنسان يتولد لديه القلق نتيجة لما تخلفه من تصرفات من ردود أفعال الآخرين.
ولكي تتخلص من القلق عليك:
1) تقوية الإيمان: فهو من أقوى الأدوية في علاج القلق، وكل الأمراض النفسية.
2) وكذلك تجاوز المشاكل والتغلب عليها والانطلاق في رحاب الحياة الواسع.
3) التخطيط للحياة بصورة دقيقة وعلمية.
4) الاستفادة من أوقات الفراغ بما يفيده في الدنيا والآخرة.
5) التفاؤل بالحياة والتحلي بروح الأمل والنظرة الإيجابية للحياة كل هذه العوامل تسهم في علاج القلق وخلق حالة من الاستقرار والاطمئنان النفسي.
❚ التفكير الإيجابي
- العطاء يساوي الأخذ، فالنجاح عمل وجد وتضحية وصبر لتحصد نجاحا وثمارا وتصل للهدف، فمن جد وجد.
- تنظيم الأمور بطريقة مناسبة يسهل التعامل معها بالتزام التخطيط والبعد عن الفوضى والارتجالية.
- لا تجعل شخصيتك شفافة بحيث يسهل كشف ما وراءها لكل عابر سبيل، ففي الحياة الكثير من الأشرار.
- في كل إنسان صفات ضعف وصفات قوة، فالعاقل الموفق من وجه حياته وعمله وتخصصه نحو ما فيه صفات القوة وحاول تقوية نقاط الضعف.
- غيّر رأيك بنفسك فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى مما تعتقد، اكتشف مواهبك واستفد منها.
❚ همسات
- عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد وتصرف في حدود إمكانياتك.
- أعط القدوة من نفسك لشريكك في الحياة، ودع أفعالك تتحدث عن شخصيتك.
- لا تدع الفرصة للتدخل بينكما واحرص على حل مشاكلكم قدر الاستطاعة.
- تذكر حسنات زوجك عند نشوب أي خلاف ولا تجعل المساوئ تسيطر على عقلك.
- أبناؤك نعمة كبرى فلا تجعليهم نقمة بإهمالك وسوء التربية والانشغال عنهم بأي شيء.