حال قطر

11 توصية للمنتدى الوطني الثالث لحقوق الإنسان

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

الدوحة - سيف الحموري - أوصى المشاركون في أعمال المنتدى الوطني الثالث لحقوق الإنسان في ختام أعماله أمس بالدوحة بتطوير البنية التشريعية بما يواكب التطور الرقمي، وبالصورة التي تشمل تجريم جميع أشكال العنف والجرائم التي تُرتكب ضد الأطفال في البيئة الرقمية، بما في ذلك حظر المحتوى غير الملائم والضار بالحياة والنمو الصحي للأطفال.
وأكدوا ضرورة اتخاذ سياسات وتدابير لتمكين الأطفال من الوصول الآمن للبيئة الرقمية، والتطوير المستمر للأدوات الوقائية بما يواكب المخاطر والتحديات المتطورة في الفضاء الرقمي، وتشجيع الابتكارات في عالم التكنولوجيا، مع ضمان معايير عالية للسلامة بما في ذلك إلزام المنصات على شبكة المعلومات «الإنترنت» بإجراء تقييمات دورية للمخاطر بهدف استكشاف ومعالجة الآثار الضارة لخدماتها على حقوق الطفل، وضمان احترام الشركات التجارية لخصوصية الطفل وحماية مصالحه.
وشدد المشاركون في المنتدى الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بمشاركة عدة وزارات ومؤسسات قطرية ودولية على أن تكفَلَ التدابيرُ التشريعية والإدارية حمايةَ حقوق الأطفال في التعلم الرقمي، وتعزيز قدرَتهم على التحكم في المعلومات التي يشاركونها عبر شبكة المعلومات «الإنترنت»، وحقهم في التعبير عن آرائهم والمشاركة الرقمية الآمنة، بما في ذلك التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحمايتهم من الاستغلال والاعتداء وحماية بياناتهم الشخصية، وأن تُتاح الفرصة لسماع أصوات الأطفال في جميع التدابير المتخذة بشأنهم.
وشدد المشاركون في المنتدى الذي جاء تحت شعار «حماية حقوق الأطفال في بيئة رقمية آمنة - التحديات وآفاق التمكين والحماية» على ضرورة تمكين الأطفال وذويهم من الوصول لآليات الانتصاف الفعالة، من خلال تبسيط إجراءات الشكاوى الصديقة للطفل، وتعزيز قدرات المكلَّفين بإنفاذ القانون والنيابة العامة والقضاء، حول معالجة الانتهاكات المرتبطة بالبيئة الرقمية بوسائل متعددة منها التعاون الدولي.
كما أوصوا بإنشاء قسم ٍللذكاء الاصطناعي والحقوق الرقمية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وتطوير أدوات الرصد، والعمل على تضمين حقوق الطفل في البيئة الرقمية في أدلتها الإرشادية وفي تقاريرها السنوية، والإسهام في إنشاء منصة دولية لتطوير النقاش حول أفضل التدابير والممارسات لمنع العنف واستغلال الأطفال في البيئة الرقمية، لافتين إلى أن توعيةَ أولياء الأمور وتثقيفهم أمرٌ مهم جداً، فيجب أن يكون ولي الأمر واعياً ومدركاً لمخاطر استخدام التكنولوجيا. كما يجب أن يكون للقطاع الخاص دورٌ في قضية البرامج والمنصات الرقمية التي تُنشأ ويتم تطويرها، أو وضع سياساتٍ لاستخدامها بطريقة سليمة. فيجب أن يلعب القطاع الخاص دوراً في تطوير الألعاب الإلكترونية بطريقة هادفة وتعليمية بحيث تتوفر فيها جميع المعايير التي تقي الطفل من أي أنواع عنف وتنمّر أو مخالفة للمبادئ الدينية أو الاجتماعية.
وتضمنت التوصيات تشديد العقوبات على تداول المواقع الإباحية والمواقع التي تشجع الأطفال على الانتحار وإيذاء النفس، والعمل على تعزيز آليات الوقاية بما في ذلك تصميمُ مواد ومنصات رقمية تعزز الهوية الوطنية والدينية.
كما أكد المشاركون ضرورة العمل على تطوير معايير إقليمية موحدة لصناعة المحتوى الرقمي الموجه للطفل، تراعي التنوع الثقافي والديني، وتضمن تقديم محتوى ملائم وآمن لجميع الأطفال، لافتين إلى إعمال اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها دولة قطر، وتعزيزُ التعاون الثنائي والإقليمي والدولي في جميع المسائل المتصلة بمشاركة الأطفال في الفضاء الرقمي، ودعم الجهود والمبادرات الدولية الهادفة لحماية حقوق الأطفال في البيئة الرقمية.
وتضمنت التوصيات تعزيز وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للبيئة الرقمية الآمنة، ورفع مستوى جَودة خدمات النفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة لدعم الأطفال ذوي الإعاقة.
كما شددت التوصيات على دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج المدرسية، ودعم التصميم الأخلاقي الآمن والاستخدام المسؤول وتخصيص الموارد لبرامج الأطفال المبنية على الذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات المعلمين والإداريين وأولياء الأمور في الذكاء الاصطناعي.
وقد اختتم المنتدى أعماله أمس بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع المسلح، بحضور أكثر من 600 مشارك من المسؤولين والخبراء والمختصين وطلاب الجامعات والمدارس.
وأكدت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أهمية البناء على ما خلص إليه المنتدى الوطني لحقوق الإنسان في نسخته الثالثة، وأن المنتدى وما انتهى إليه من توصيات يمثل لبنة هامة في التأسيس لبيئة رقمية آمنة للأطفال.
وأشارت سعادتها إلى أن العمل على تأمين العالم الرقمي للأجيال القادمة أصبح ضرورة ملحة، يجب أن تتكاتف كافة مؤسسات الدولة، إلى جانب الآباء والأمهات، من أجل تحقيقها، منادية بأهمية التوعية الشاملة بعوامل بناء العالم الرقمي الآمن.
وشددت على أن توصيات المنتدى، وُضعت بناءً على آراء خبراء في شتى القطاعات السيبرانية والقانونية والأمنية، الأمر الذي يزيد من أهمية العمل عليها، داعية كافة الأطراف إلى المزيد من العمل من أجل عالم رقمي يحمي حقوق الأطفال، الذين يشكلون اللبنة الأساسية في بناء التنمية.

4fa7ead856.jpg
 وقال سعادة السيد سلطان بن حسن الجمالي الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كلمته: تحت شعار: حماية حقوق الأطفال في بيئة رقمية آمنة: التحديات وآفاق التمكين والحماية: انعقد يومي 10 و11 سبتمبر المنتدى الوطني الثالث لحقوق الإنسان، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالشراكة مع وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والوكالة الوطنية للأمن السيبراني، وبالتعاون مع مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والصراعات المسلحة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف.
وأضاف سعادته: شهد المنتدى مشاركة فاعلة لوزارة العدل ووزارة الثقافة والنيابة العامة واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وجامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة، ومكتب الأمم المتحدة للتوثيق والتدريب في مجال حقوق الإنسان لغرب آسيا وشبكة الجزيرة الإعلامية، وغيرها من المؤسسات المعنية.
وتابع: وشارك في إثراء جلسات المنتدى نخبةٌ من الخبراء والمختصين من الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة للأطفال أنفسهم، وقد أبرَزَ المنتدى التقدمَ الذي أحرزَتْه الدولةُ تشريعياً وتقنياً لتمكين الأطفال من حق الوصول الآمن للفضاء الرقمي، بما يتوافق مع قيمنا الوطنية، المُعَبَّر عنها في دستور الدولة الدائم، وبما يحقق رؤيتَنا الوطنية لدولة قطر 2030.

e386e980ff.jpg

5 أوراق عمل حول «التحديات والآفاق المستقبلية»

تناولت الجلسة الرابعة من جلسات المنتدى الوطني الثالث لحقوق الإنسان تدابير حماية الأطفال في البيئة الرقمية، تحت عنوان «نحو بيئة رقمية آمنة: تدابير متعددة لتمكين وحماية الأطفال».
أدار الجلسة الدكتور خالد النعمة مدير إدارة البحوث والسياسات الأسرية بمعهد الدوحة الدولي للأسرة التابع لمؤسسة قطر.
وتضمنت الجلسة 5 أوراق عمل أبرزت التحديات والآفاق المستقبلية في التحول الرقمي بمجال التعليم والتوعية وتشجيع ثقافة الإبلاغ عن الإساءة للأطفال في الفضاء الرقمي ومسؤولية الأسرة والمجتمع في حماية الأطفال من مخاطر العالم الرقمي.وفي البداية أشارت السيدة خلود عبدالعزيز المناعي مدير إدارة التعليم الإلكتروني والحلول الرقمية بوزارة التربية والتعليم إلى أن نظام إدارة التعلم في قطر نموذجاً يحتذى به للاستجابة الفعالة للتحدياتلافتة إلي تنفيذ 11000 ساعة تدريبية للمعلمين بما يعكس رؤية الوزارة في توظيف التقنيات الرقمية بشكل فعال لتحسين جودة التعليم.وفيما أكد السيد عبدالرحمن علي الملهية رئيس قسم التوعية القانونية بمركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل ضمن ورقة العمل «التوعية وتشجيع ثقافة الإبلاغ عن الإساءة للأطفال في الفضاء الرقمي» مراعاة التشريعات القطرية المختلفة حقوق الأطفال ومحاولة حمايتهم من الاستغلال خاصة قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية.
وطالب السيد حسين حسن الحرمى رئيس قسم الدراسات والرصد بمركز دعم الصحة السلوكية «دعم» ضمن ورقة عمل «تحديات صناعة المحتوى الموجه للطفل في الإعلام الرقمي» بأهمية تطوير بيئة رقمية آمنة تخص المجتمع الإسلامي في ظل استغلال الدول العظمى بمعالم رقمي خاص بها كالصين للمحافظة على الهوية.
ولفتت الإعلامية روعة أوجيه - المذيعة بشبكة الجزيرة بالقطاع الرقمي إلى صعوبة تقنين المحتوى الإعلامي في ظل وجود ما يزيد عن 5 مليارات فيديو يتم مشاهدتهم يومياً فقط على يوتيوب.
واستعرضت السيدة دلال عبدالعزيز العقيدي مدير إدارة التميز السيبراني الوطني بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني منهجية مواجهة التمييز والعنف الرقمي بسياق مشروعي مناهج الأمن السيبراني التعليمية ومشروع سايبر إيكو التي أطلقته الوكالة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم لافتة إلى تطبيق مشروع مناهج الأمن السيبراني في 214 مدرسة حكومية و178 مدرسة خاصة و39 مدرسة من مدارس الجاليات و2 من مدارس ذوي الاحتياجات.
فيما أكد السيد محمد سعيد البلوشي خبير تراث ثقافي بإدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة أهمية تعزيز المواطنة والهوية الوطنية من خلال الفضاء الرقمي ورقمنة التراث القطري وحفظ المخطوطات.

5885ec1fee.jpg

جلسة طلابية تناقش سبل الحماية الرقمية

خُصصت الجلسة الخامسة، من جلسات المنتدى الوطني الثالث لحقوق الإنسان، بالكامل للأطفال، تحت عنوان «مشاركة الأطفال في تصميم بيئة رقمية آمنة وتمكينية»، وتطرق الطلاب خلالها إلى سبل توفير الحماية الرقمية، وما يجب على الأطفال وأولياء الأمور والجهات المعنية لتوفير هذه الحماية.
أدارت الجلسة السيدة وضحى علي المري - استشاري تعليم الكتروني وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وتضمنت طرحا لمبادرة طالبات أكاديمية الأرقم للبنات التوعوية حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان «أثر برنامج «واعية» في زيادة وعي طالبات الصف السادس بخطورة كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي»، قدمتها الطالبتان المها سلطان الجمالي، وخديجة أحمد حسين، وأشرفت عليها الأستاذة أمل عبد القادر الأمين.
كما تضمنت الجلسة بحثا بعنوان «السلامة الرقمية والاستخدام المتوازن (كيفية تحقيق توازن صحي للأطفال في العصر الرقمي)»، قدمها الطالب عبد الله محمد الشمري، وأشرف عليها المهندس أحمد عادل طبيشات، من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين، كما قدم الطالب محمد عبد الله العبيدلي من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين، بحثاً بعنوان «مبادرة المسؤولية الأخلاقية في العالم الرقمي كيف نبني مجتمعا رقميا آمنا ومستداما»، أشرف عليه الأستاذ عيسى إبراهيم سويدان.
وقدمت الطالبة الريم سعيد ظافر القحطاني، من مدرسة قطر التقنية، والطالبة مياسة بسام نظامي، من مدرسة روضة بنت جاسم الثانوية للبنات بحثاً بعنوان تصميم تطبيق سايبر للتوعية بمخاطر الهجمات السيبرانية وكيفية الحماية منها.
ونوه المشاركون في الجلسة إلى أن كثرة استخدام الطلاب لمواقع التواصل الاجتماعي تتسبب في الكثير من المضار، من بينها ضعف التحصيل الأكاديمي، إضافة إلى خطورة التعرض لمحتوى غير مناسب، إضافة لإمكانية التعرض للمضايقة من قِبل أشخاص على مواقع الويب المختلفة.
وحذروا من خطورة استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير هادف، الأمر الذي قد يترتب عليه وقوعهم في مشكلات عديدة من بينها الوقوع في الجرائم الالكترونية، أو الوقوع كضحايا للتأثيرات السلبية لهذا الاستخدام.
وأكد المشاركون في الجلسة على أهمية مشاركة الأطفال في تصميم بيئة رقمية آمنة، وأن مشاركة الطلاب في حماية أنفسهم ومجتمعاتهم في الفضاء الرقمي أصبحت ضرورة ملحة، والتي تتطلب وعياً ومعرفة بالأدوات والتقنيات المختلفة، بالإضافة إلى فهم المخاطر المختلفة من خلال التعليم والتوعية.
ونوه المشاركون بأن الطلاب يمكن أن يصبحوا وكلاء للتغيير وأن يسهموا في نشر ثقافة الأمان الرقمي بين أقرانهم، والتعرف على كيفية حماية المعلومات الشخصية، والتعرف على المحتوى الضار، والتصرف بذكاء عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
وتأتي مشاركة الطلاب في المنتدى الثالث لحقوق الإنسان، لمساعدتهم على حماية أنفسهم في الفضاء الرقمي، وبناء مجتمع رقمي أكثر وعياً، مما ينعكس ايجاباً على جميع المستخدمين لهذه البيئة.
واختتمت الجلسة بتكريم الطلاب والطالبات والمشرفين المشاركين في المنتدى.

Advertisements

قد تقرأ أيضا