ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 10 يوليو 2023 01:37 صباحاً - أفاد بنك ستاندرد تشارترد في الإمارات، أن الدولة برزت لاعباً محورياً في ربط الأسواق العالمية، وبرزت دبي مركز أعمال محورياً يجذب الشركات العالمية لتأسيس عملياتها الإقليمية، ويعود ذلك إلى عوامل عدة أبرزها الموقع الاستراتيجي، والبنية التحتية القوية، وبيئة الأعمال المواتية، والسياسات الاقتصادية التقدمية التي جعلتها وجهة مثالية للشركات التي تسعى إلى التوسع على صعيد المنطقة والعالم.
وتوقعت رولا أبو منه، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في الإمارات في مقابلة حصرية مع «حال الخليج»، أن يشهد اقتصاد الدولة خلال عامي 2023 و2024 نمواً اقتصادياً قوياً مدعوماً بالنمو السكاني والسيولة الوفيرة الناتجة عن الفائض المزدوج في حساب الميزان الجاري وميزان الاستثمار والتدفق الرأسمالي اللذين من المتوقع أن يصلا إلى 95 مليار دولار أمريكي (350 مليار درهم) في عام 2023، وتالياً نص الحوار:
مرونة وقدرة
ما هي توقعات النمو الاقتصادي لدولة الإمارات في عامي 2023 و2024؟
تشكل المنطقة، وفي طليعتها الإمارات، منارة الضوء في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية ومخاوف الانكماش الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الاقتصادات المتقدمة، فقد أظهر اقتصاد دولة الإمارات مرونة وقدرة على التكيف مع التقلبات الاقتصادية العالمية، ونتوقع أن يشهد اقتصاد الدولة خلال عامي 2023 و2024 نمواً اقتصادياً قوياً مدعوماً بالنمو السكاني والسيولة الوفيرة الناتجة عن الفائض المزدوج في حساب الميزان الجاري وميزان الاستثمار والتدفق الرأسمالي اللذين من المتوقع أن يصلا إلى 95 مليار دولار (350 مليار درهم) في عام 2023، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الاحتياطيات النقدية للدولة.
كما أن الاستثمار المستمر لحكومة الإمارات في البنية التحتية وتنويع الاقتصاد وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال والاستدامة يشكل دافعاً رئيسياً في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتحقيق نمو اقتصادي عبر مختلف القطاعات.
جودة الأصول
ما تقييمكم لأداء قطاع البنوك في الإمارات 2023؟
يمكن تقييم أداء البنوك في الإمارات من خلال مراعاة عوامل عدة مثل الربحية وجودة الأصول ورضا العملاء والامتثال التنظيمي، فعلى الرغم من التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، أظهرت البنوك الإماراتية خلال عام 2023 المرونة والقدرة على التكيف، وذلك من خلال إعطاء الأولوية لإدارة المخاطر واحتضان الابتكار الرقمي والامتثال للمعايير التنظيمية العالمية، الأمر الذي وضع أساساً قوياً للبنوك الإماراتية لتحقيق نمو مستدام واستقرار خلال العام، حيث أعلنت العديد من المؤسسات المالية في الدولة عن نتائج مالية قوية، وقد ساهمت عوامل عدة مثل زيادة أنشطة الإقراض والإدارة الفعالة للتكلفة وارتفاع الفوائد والنمو الاقتصادي للدولة، الذي شهد نمواً بنسبة 7.9% خلال عام 2022، في ارتفاع ربحية البنوك في الدولة.
وتجدر الإشارة هنا إلى جودة الأصول، والتي تعد جانباً مهماً لتقييم أداء البنوك، حيث تعد قدرة البنوك على إدارة مخاطر الائتمان بشكل فعال والحفاظ على محفظة قروض جيدة أمراً ضرورياً، وفي عام 2023، ركزت البنوك الإماراتية على ممارسات تقييم المخاطر الصارمة والتدابير الاستباقية للتخفيف من المخاطر المحتملة الناشئة عن التقلبات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وقد ساعد هذا التركيز على إدارة المخاطر في الحفاظ على جودة الأصول الإجمالية للبنوك في الدولة.
وقد شهدنا هذا في أعمالنا في الإمارات، حيث يشهد ستاندرد تشارترد أداءً قوياً يتميز بنمو الإيرادات والأرباح التشغيلية، وقد جاء ذلك نتيجة شبكة أعمالنا العالمية والمتنوعة بالإضافة إلى مجموعة من المنتجات القوية والعلاقات العميقة التي يتمتع بها البنك مع العملاء من الشركات والمؤسسات والأفراد، والجدير بالذكر أننا نواصل المشاركة في جميع الصفقات الرئيسية في جميع أنحاء الدولة، حيث نواصل دعم عملائنا في أجندة الاستدامة الخاصة بهم، والعمل معهم على الانتقال إلى الحياد المناخي، وقد شاركنا في العديد من الصفقات الرائدة، والتي تعد الأولى من نوعها في القطاع المالي مثل تقديم أول تسهيل تمويل تجاري انتقالي، وأول تسهيل إقليمي مستدام للتمويل المستحق، هذا بالإضافة إلى العديد من المنتجات والحلول المالية كالحساب المستدام التقليدي والحساب المستدام الإسلامي.
حلقة وصل
ما هو دور الإمارات، ولا سيما دبي، في ربط الأسواق العالمية؟
لقد رسخت الإمارات مكانتها كحلقة وصل حيوية بين الشرق والغرب، حيث يوفر موقعها الجغرافي الاستراتيجي على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا سهولة الوصول إلى الأسواق الرئيسية، بالإضافة إلى ذلك، استثمرت الدولة بكثافة في بناء بنية تحتية عالمية المستوى، بما في ذلك المطارات والموانئ وشبكات النقل الحديثة، هذه العوامل، جنباً إلى جنب مع البيئة الصديقة للأعمال، جعلت من الإمارات وجهة جذابة للشركات العالمية التي تتطلع إلى توسيع عملياتها، ليس على صعيد المنطقة فحسب، بل على الصعيد الدولي أيضاً.
وتجدر الإشارة إلى أن التزام الإمارات بالحفاظ على بيئة أعمال مواتية ينعكس بشكل واضح في السياسات الاقتصادية التقدمية، فقد وضعت الدولة العديد من السياسات والتدابير التي تساهم في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بما في ذلك إنشاء مناطق حرة، والتي تقدم العديد من المزايا مثل الحوافز الضريبية، واللوائح المبسطة، وقد ساعدت هذه المبادرات، في خلق بيئة مواتية لازدهار الأعمال.
يذكر إن إحدى نقاط القوة للدولة وخصوصاً دبي تكمن في قدرتها على إعادة التصدير، حيث يتم استيراد البضائع إلى دبي ثم إعادة تصديرها بكفاءة إلى أسواق عالمية أخرى، وقد أصبح ذلك ممكناً بفضل البنية التحتية اللوجستية الواسعة في دبي، بما في ذلك الموانئ والمطارات وشبكة النقل المتطورة، ويتيح التدفق السلس للبضائع عبر دبي للشركات فرصة الوصول إلى الأسواق والتواصل معها في جميع أنحاء العالم، مما يعزز دورها كلاعب رئيسي في التجارة العالمية.
ويلعب ستاندرد تشارترد دوراً رئيسياً في هذا، حيث يركز جهوده على دعم وتنمية الممرات التجارية من خلال تقديم خدمات مصرفية متكاملة تدعم الشركات على التوسع عبر هذه الممرات من خلال الاستفادة من شبكة أعمال البنك العالمية وتواجده في أكثر الأسواق ديناميكية في العالم.
موقع استراتيجي
ما هو دور دبي كمركز اقتصادي وتجاري للشركات الأفريقية؟
تلعب دبي دوراً محورياً كمركز للشركات التي تخدم أفريقيا، حيث يوفر موقعها الاستراتيجي بالقرب من القارة ميزة تنافسية للشركات التي تتطلع إلى الوصول إلى الأسواق الأفريقية، وبفضل بنيتها التحتية المتطورة، توفر دبي بيئة مواتية للشركات لتأسيس عملياتها وخدمة عملائها في القارة الأفريقية بشكل فعال.
وتشمل البنية التحتية للأعمال في دبي مجموعة واسعة من المناطق الحرة ومجمعات الأعمال التي توفر حوافز جذابة وبيئة صديقة للأعمال، ويمكن للشركات الاستفادة من هذه المرافق لإنشاء مقار إقليمية ومراكز توزيع ومراكز خدمة، مما يمكنهم من تبسيط عملياتهم وتلبية احتياجات الأسواق الأفريقية بشكل أكثر كفاءة.
وتعد القدرات اللوجستية للمدينة جانباً رئيسياً آخر من دورها في خدمة الشركات التي تبيع منتجاتها وخدماتها في أسواق أفريقيا، فعلى سبيل المثال يشكل ميناء جبل علي، والذي يعد أحد أكبر موانئ الحاويات على مستوى العالم، مركزاً رئيسياً لإعادة الشحن، فإنه يسهل الحركة السلسة للبضائع من وإلى أفريقيا، ويربط الشركات التي تعمل مع مختلف الوجهات الأفريقية بالأسواق العالمية.
ونحن في ستاندرد تشارترد قد شهدنا هذا الأمر بشكل مستمر من قبل عملائنا عبر القارة الأفريقية، حيث نحن متواجدون لأكثر من 160 عاماً؛ فعملاؤنا يتواصلون معنا بشكل مستمر لاستكشاف فرص تأسيس أعمالهم في الدولة، وهم بالفعل يجدون أن بيئة دبي المتعددة الثقافات ومكانتها كمركز أعمال عالمي هي بيئة مثالية لأعمالهم الإقليمية.
جاذبية دبي
غالباً ما يتم اختيار دبي من قبل الشركات العالمية لتأسيس عمليات الخزانة الإقليمية الخاصة بها، ما هي الأسباب الرئيسية وراء ذلك؟
هناك العديد من العوامل التي تساهم في جاذبية دبي للشركات التي تسعى إلى عمليات الخزينة الإقليمية، أولاً، تتمتع الإمارات بنظام مصرفي مستقر وآمن يتمتع بسمعة طيبة في النزاهة المالية والشفافية، هذه الثقة ضرورية للشركات عندما يتعلق الأمر بإدارة عملياتها المالية بشكل فعال، حيث يضمن الإطار التنظيمي الامتثال للمعايير الدولية ويوفر أساساً متيناً لممارسة الأعمال.
علاوة على ذلك، تقدم دبي مجموعة واسعة من الخدمات المالية المتطورة، بما في ذلك إدارة الخزانة، والصرف الأجنبي، والتمويل التجاري، والخدمات المصرفية الإسلامية التي تلبي احتياجات الأعمال المتنوعة وتوفر للشركات الأدوات اللازمة لتحسين عملياتها المالية. هذا بالإضافة إلى توفر القوى العاملة ذات المهارات العالية، والبيئة العالمية، والشبكة المهنية القوية التي تسهل التعاون ومشاركة المعرفة، كما أن توافر التكنولوجيا المتطورة والبنية التحتية الرقمية المتقدمة يعزز من جاذبية دبي للشركات التي تسعى إلى عمليات خزينة فعالة وآمنة.
تنوع اقتصادي
ما هي مبادرات بنك ستاندرد تشارترد في مجال التمويل المرتبط بالاستدامة؟
يعتبر تركيز الإمارات العربية على الاستدامة والطاقة المتجددة حافزاً آخر للتوسع الاقتصادي، حيث تهدف الدولة إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة لديها، وقد قامت باستثمارات كبيرة في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لا يؤدي هذا الالتزام بالتنمية المستدامة إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى تعزيز مكانة الدولة كرائد عالمي في الطاقة المتجددة.
وتماشياً مع الرؤية الوطنية للدولة، يلتزم ستاندرد تشارترد في دعم أجندة الاستدامة في الدولة، فلدينا فريق متخصص في الدولة يعتني بالمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والتمويل المستدام للمنطقة، ونحن في وضع جيد لنشر مواردنا بشكل استراتيجي لدعم الإمارات في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
علاوة على ذلك، أعلنا التزامنا عالمياً في تحفيز التمويل والشراكات لتوسيع نطاقها من حيث التأثير وقدرة رأس المال وحلول المناخ خصوصاً في المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها، ويتضمن هذا الالتزام خطة لتعبئة 300 مليار دولار في التمويل الأخضر والانتقالي، مدعوماً بإطار تمويل انتقالي متخصص، وبالنسبة لدولة الإمارات، فنحن ملتزمون بدعم عملائنا في تحويل أعمالهم لتصبح أكثر استدامة، ونفعل ذلك من خلال تزويدهم بالتمويل المستدام والتكنولوجيا والخبرة الفنية والاستفادة من توجدنا العالمي.
هذا وقد أطلقنا العديد من مبادرات التمويل المرتبطة بالاستدامة مثل أول تسهيل تمويل مستدام في المنطقة لشركة سيمنز وأول برنامج لتمويل سلسلة التوريد المستدامة في المنطقة تم إطلاقه مع مجموعة ماجد الفطيم MAF، هذا بالإضافة إلى العديد من القروض الثنائية والمشتركة المرتبطة بالاستدامة، بالإضافة إلى هيكلة سندات وصكوك خضراء وأخرى صديقة للبيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) وغيرها من الخدمات المالية المرتبطة بالاستدامة.
تابعوا حال الخليج الاقتصادي عبر جوجل نيوز
