حال المال والاقتصاد

«بلومبيرغ»: الساعات الفاخرة تخبو في العالم وتزدهر في دبي

«بلومبيرغ»: الساعات الفاخرة تخبو في العالم وتزدهر في دبي


ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 23 مارس 2025 10:13 مساءً - قبل سنوات قليلة، كان ماكسيميليان بويسر، مؤسس شركة صناعة الساعات السويسرية المستقلة «إم بي آند إف» يكافح لبيع حتى ساعتين فاخرتين في الشرق الأوسط، أما العام الماضي فقد باعت شركته 46 ساعة في المنطقة، وصلت قيمة بعضها إلى 240 ألف دولار. وفي أكبر مراكز التسوق في دبي، كان الطلب مرتفعاً لدرجة أن متجره لم يكن لديه سوى ساعة واحدة معروضة في يناير الماضي، ما استدعى شحن المزيد من الساعات من جنيف. ويعلق بويسر في مقابلة مع «بلومبيرغ»، قائلاً: «كان الناس يأتون إلى المتجر ويسألون: هل يمكنني تجربة شيء ما؟»، لكن الجواب غالباً ما كان: «عذراً، ليس لدينا شيء متاح».

وقفزت صادرات الساعات السويسرية إلى الشرق الأوسط بنسبة 53% خلال عام 2024، بينما شهدت الأسواق العالمية انخفاضاً بأكثر من 2%، وفقاً لبيانات اتحاد صناعة الساعات السويسرية. وأوضحت «بلومبيرغ» أن ازدهار السوق في دبي جاء مدفوعاً بأثرياء محليين ومغتربين جذبتهم مزايا الدخل المعفى من الضرائب والأمان وتزداد أهمية الشرق الأوسط لهذا القطاع مع تباطؤ الطلب في الصين، حيث انخفضت صادرات الساعات السويسرية إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنحو 26% العام الماضي.

وفي دبي، يجسد مشعل كانو، رجل الأعمال الإماراتي المعروف وجامع الساعات الفاخرة، ازدهار سوق الساعات في المنطقة. فكانو يمتلك مجموعة ضخمة من الساعات الفاخرة من علامات تجارية مثل «بريغيه» و«غريب آند بنزينغر» و«فاشيرون كونستانتين»، ولا يزال يضيف المزيد إليها.

وفي المقاهي الفاخرة في منطقة مركز دبي المالي العالمي، يتبادل الشركاء في مكاتب المحاماة والمصرفيون الاستثماريون القصص حول من يرتدي ماذا على طاولة المفاوضات ويقول أحد التنفيذيين: «إنها نقطة بداية للمحادثات واهتمام مشترك».

ولا يقتصر الاهتمام بالساعات الفاخرة على كبار رجال الأعمال فقط، ففي مستويات أدنى، يحلم استشاري إدارة شاب يرتدي بدلة أنيقة بامتلاك ساعة «كارتييه سانتوس» بقيمة 7050 دولاراً.

لكن على الصعيد العالمي، لا تبدو الصورة مشرقة فقد تراجع الربح التشغيلي لمجموعة «سواتش» بنسبة 75% في 2024، في حين سجلت الشركة مبيعات قياسية في الشرق الأوسط، ليس فقط في الفئة الفاخرة، لكن أيضاً في العلامات التجارية المتوسطة مثل «سواتش» و«تيسو».

ومع تزايد عدم اليقين الاقتصادي العالمي، يبدو أن منطقة الخليج توفر فرصاً لا يمكن تجاهلها، لذا يسارع بعض صانعي الساعات إلى تصميم إصدارات تناسب الذوق الإقليمي؛ بل وحتى التعاون مع مطوري العقارات الفاخرة للحفاظ على حضور علاماتهم التجارية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا