عدن - سعد محمود في الخميس 4 مايو 2023 10:21 صباحاً - أكدت وزارة الإعلام اليمنية، أن الصحافة تشهد أسوأ مرحلة في تاريخها جراء انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الإعلام، معمر الإرياني، أمس الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام، حسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وقال الإرياني "إن الصحافة اليمنية تشهد منذ الانقلاب أسوأ مرحلة في تاريخها، حيث مارست مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، الإرهاب المنظم بحق الصحفيين اليمنيين، واستهدفت بشكل ممنهج المؤسسات الصحفية والاعلامية (الرسمية، الحزبية، الاهلية)، بهدف حجب الحقائق والتغطية على ممارساتها وجرائمها وانتهاكاتها المروعة بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وأضاف "أن مليشيا الحوثي ارتكبت طيلة ثمانية أعوام من عمر الانقلاب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين والاعلاميين من اختطاف واخفاء قسري واحتجاز وتعذيب نفسي وجسدي، وقتل وتشريد وتهجير، ونهب للرواتب، وفصل من الوظيفة، ومصادرة الممتلكات، والاخضاع لمحاكمات بتهم ملفقة، وإصدار أوامر بالإعدام، والتحريض والتهديد واتخاذ الصحفيين دروعا بشرية".
وأشار الارياني إلى أن مليشيا الحوثي داهمت كافة مؤسسات الاعلام "الرسمية، الحزبية، والأهلية" في العاصمة صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها، من "قنوات فضائية، واذاعات، وصحف، ومواقع اخبارية" وسيطرت على مقارها، ونهبت أجهزتها، وأحلت عناصرها، بديلا عن كوادرها الصحفية المؤهلة، وسخرتها لخدمة مشروعها الانقلابية ونشر افكارها الظلامية المستوردة من إيران.
وأكد وزير الإعلام، أن الصحفيون اليمنيون لا يزالون يعانون جراء أساليب البطش والتنكيل الحوثية المستمرة، حيث تم قبل أيام تحرير أربعة من الصحفيين المختطفين والمغيبين منذ ثمانية أعوام على ذمة نشاطهم الصحفي، في صفقة تبادل جائرة مقابل مقاتلي المليشيا الذين وقعوا في الأسر بجبهات القتال وأعضاء خلايا إجرامية نفذت عمليات إرهابية راح ضحيتها مدنيون أبرياء.
ولفت إلى أن هذه الممارسات أدت إلى احتكار مليشيا الحوثي وسائل الإعلام والصحافة بشكل كامل في مناطق سيطرتها، وقمع كل الأصوات المعارضة لها أو المناهضة لسياساتها، وإجبارها على الصمت أو المغادرة، وانعدام فرص الحياة للصحفيين فضلاً عن انعدام أي صورة للحرية، وإعادة اليمن إلى سنوات الظلام وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات والبطش والتنكيل بكل صاحب رأي وموقف وكلمة.
وثمن الارياني مواقف الاشقاء في المملكة العربية السعودية ووزارة الاعلام في المملكة الذين قدموا الدعم والمساندة للإعلام اليمني، حيث احتضنت الرياض وسائل الاعلام الرسمي وقدمت له الدعم لضمان عودة واستمرار صوت الشرعية بعد سطو مليشيات الحوثي على كل مؤسسات الاعلام، واحتضنت مئات الصحفيين وأسرهم وقدمت لهم الدعم والرعاية.
وطالب الارياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان وكافة المنظمات المعنية بحرية التعبير، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب بمضاعفة جهودهم لوقف جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق الصحافة والصحفيين، والضغط للإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين على ذمة عملهم الصحفي والاعلامي ومنهم (وحيد الصوفي، محمد الصلاحي، محمد الجنيد، عبدالرحمن خالد، نبيل سلطان، نبيل السداوي)، وتقديم المسئولين عن تلك الجرائم للمحاسبة، وتوفير بيئة آمنة لممارسة مهنة الصحافة وحرية الرأي والتعبير.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود (مقرها باريس) تصنيفها السنوي لحرية الصحافة في دول العالم وفقاً لمؤشر حرية الصحافة العالمي.
ووفقا للتقرير " فإن اليمن لاتزال في المرتبة 168 على مستوى العالم وفي المرتبة 19 بين الدول العربية"، "حيث لا يزال الصراع العسكري في اليمن، الذي بدأ في عام 2014، يخرب البلاد ويثبت أن له عواقب وخيمة على حرية الصحافة".
وبحسب بلا حددود "ماتزال اليمن من أخطر بلدان العالم على سلامة الصحافيين، إذ لا تزال البلاد تحتل الصدارة في التصنيف العالمي للدول حيث يوجد أكبر عدد من الصحافيين الرهائن وتليها في الترتيب سوريا".