الارشيف / حال الإمارات

الإمارات.. ريادة عالمية في جهود مكافحة الملاريا

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 25 أبريل 2023 01:20 صباحاً - تشارك دولة الإمارات في إحياء اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، الذي يصادف 25 أبريل من كل عام، وذلك تزامناً مع مرور 26 عاماً على عدم تسجيل أي حالة مصابة فعلياً من داخل الدولة منذ 1997، ومرور 16 عاماً على نيلها إشهار منظمة الصحة العالمية بالتخلص النهائي من المرض في 2007، وذلك تحت شعار «حان الوقت للقضاء على الملاريا: الاستثمار والابتكار والتنفيذ».

وتعدّ الدولة من بين أكبر المانحين لتعبئة الجهود دعماً للقضاء على المرض، بما في ذلك شراكة دحر الملاريا، وهي منصة عالمية لتنسيق العمل لتخليص العالم من الملاريا، كما تعمل دولة الإمارات أيضاً بصفتها الرائدة في مجال الإدارة القائمة على النتائج تسهم في إجراء بحوث تشغيلية جديدة وجهود توعوية إضافية من أجل القضاء على الملاريا من خلال المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية «جلايد».

وتقف الإمارات في الخطوط الأمامية لمواجهة انتشار الملاريا على المستوى العالمي، حيث تسهم مبادراتها الإنسانية ومساهماتها المالية في تسريع الخطوات نحو القضاء نهائياً على الوباء الذي بلغ عدد المصابين فيه عام 2021 نحو 247 مليوناً وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.

وتحافظ الإمارات على خططها في تطوير استراتيجية التصدي ومنع وفادة الملاريا مع وجود برنامج ذي كفاءة عالية للترصد الوبائي مستندة إلى القانون الاتحادي رقم 14 لسنة 2014 في شأن مكافحة الأمراض السارية وفق اللوائح الصحية الدولية لاكتشاف الحالات الوافدة ومعالجتها، وكذلك تقصي الحشرات ومكافحتها، والتعاون مع الدول المجاورة في هذا المجال.

لقاحات

وطورت الإمارات عيادات المسافرين لتشمل لقاحات الأمراض المعدية المختلفة، والتي يتم صرفها للمواطنين والمقيمين مجاناً في مراكز الطب الوقائي وبعض مراكز مختارة من الرعاية الصحية الأولية، وتوفير التثقيف الصحي والأدوية الوقائية للملاريا إلى المسافرين إلى الدول التي ينتشر فيها مرض الملاريا.

وتعد الإمارات على المستوى الدولي، أحد أبرز الداعمين للجهود الرامية للحد من حالات حدوث الملاريا حول العالم بنسبة 90 % على الأقل بحلول عام 2030، وذلك وفقاً لمخرجات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا التي أعدتها منظمة الصحة العالمية.

وكرست الإمارات خبراتها وعطاءها للحد من انتشار مرض الملاريا ومساعدة العديد من البلدان على التصدي له، فيما تشيد المنظمات الصحية الدولية بالدعم الإماراتي في محاربة الملاريا، حيث لم تتوانَ عن تقديم العون والدعم في هذه القضية الإنسانية العالمية، وقدمت دعماً مالياً سخياً على مدى سنوات متواصلة في برنامج «شراكة دحر الملاريا».

وشهدت العاصمة أبوظبي في يناير الماضي إعلان مبادرة «بلوغ الميل الأخير» ومنظمة «ملاريا نو مور» و«جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» توسيع مبادرتها المعنية بالمناخ والصحة العالمية «التنبؤ بمستقبل صحي»، من خلال دعمها بمنحة جديدة لمدة ثلاث سنوات بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي.

وتمثل مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» اتحاداً يضم منظمات صحية وتقنية رائدة تعمل على الحد من تأثير تغير المناخ على المساعي الرامية للقضاء على المرض.

وخلال شهر يناير 2022 أطلقت مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» المعهد الجديد للملاريا والحلول المناخية (IMACS)، وهو معهد عالمي يعنى بمكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.

ووفقاً لتقرير الملاريا العالمي لعام 2021 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، بلغت حالات الوفاة بالملاريا أكثر من 619 ألف حالة، وكانت كل ثلاث من أربع حالات وفاة هي لأطفال لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات.

مرض طفيلي

ويعتبر الملاريا مرضاً طفيلياً معدياً يسببه طفيلي المتصورة (أو بلازموديوم)، ينتقل عن طريق لعاب أنثى بعوض «الأنفوليس»، وينتقل إلى الكبد وسرعان ما يتكاثر ليطلق إلى الدم ويهاجم خلايا الدم الحمراء ويدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمى، فقر الدم، وتضخم الطحال، وتم اكتشاف الطفيلي المسبب لمرض الملاريا في 6 نوفمبر 1880 في المستشفى العسكري بقسنطينة في الجزائر من قبل طبيب في الجيش الفرنسي يدعى ألفونس لافيران، والذي حاز على جائرة نوبل في الطب والفزيولوجيا لعام 1907 عن اكتشافه هذا.

وعلى الرغم من أن الملاريا كانت قبل أقل من قرن مضى السبب الرئيس للوفاة في العالم، إلاّ إن الجهود العالمية خفضت بشكل لافت حالات الإصابة بالملاريا والوفيات في السنوات الأخيرة، ومنذ العام 2000، جرى منع أكثر من 1.8 مليار حالة إصابة بالملاريا وإنقاذ 11 مليون شخص من الموت، ومع ذلك، لا تزال الملاريا تشكل تهديداً وبائياً للناس الذين يعيشون في فقر، لا سيما النساء والأطفال، وعلى الرغم من إنفاق مليارات الدولارات لوضع نهاية لمرض الملاريا وإجراء الكثير من البحوث كذلك، إلا إن القضاء عليه لا يزال هدفاً بعيد المنال.

ولقد حدث انخفاض ملحوظ في حالات الإصابة بالملاريا والوفيات الناشئة عنها على مدى السنوات الـ15 الماضية، ولكن ثمة الكثير مما يمكن عمله لحماية الأطفال والأُسر من هذا المرض ومن حشد الجهود لإنهائه ففي عام 2021 تم تسجيل 619 ألف حالة وفاة حول العالم بسبب الملاريا 96 % منها حدثت في قارة أفريقيا.

تطوير

من جهتها، احتفلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بمرور 16 عاماً على نيل دولة الإمارات إشهار منظمة الصحة العالمية بتخلص الإمارات النهائي من مرض الملاريا عام 2007 مع استمرارية الدولة في تطوير استراتيجيات وقائية من الملاريا تضمن حماية صحة أفراد المجتمع بوصفها من أولى الدول في إقليم شرق المتوسط التي أعلنت خلوها من هذا المرض.

ونوهت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بأن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة مرض الملاريا يتزامن هذا العام مع إشادة المنظمات الصحية الدولية بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للجهود العالمية لمكافحة الملاريا ومنها دعم منظمة «لا ملاريا بعد اليوم» ومبادرة «بلوغ الميل الأخير»، والتي تأتي في سياق المبادرات الإنسانية التي قدمتها الإمارات خلال الأعوام الماضية لصالح التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) وبرنامج «شراكة دحر الملاريا» في تعزيز البرامج الصحية والعلاجية.

كما تواصل دولة الإمارات العمل بالتعاون مع أبرز الشركاء والمؤسسات المتخصصة في مجال الصحة العالمية وذلك من خلال إطلاق شراكات هادفة يكون لها تأثير حقيقي وملموس في مساعدة المجتمعات لتعيش حياة أكثر صحة. وأشارت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى أنها ترتكز في مواجهتها لمرض الملاريا على استراتيجية فعالة بالتعاون مع الجهات الصحية لمنع وفادة الملاريا إلى الدولة مع وجود برنامج ذي كفاءة عالية للترصد الوبائي مستندة إلى القانون الاتحادي رقم 14 لسنة 2014 في شأن مكافحة الأمراض السارية وفق اللوائح الصحية الدولية وكذلك تقصي الحشرات ومكافحتها والتعاون مع الدول المجاورة في هذا المجال.

حرص

جددت وزارة الصحة ووقاية المجتمع التزامها وحرصها الدؤوب على مواصلة جهودها للمحافظة على خلو الدولة من مرض الملاريا من خلال التنفيذ المحكم لخطة ما بعد الإشهار واستكمال تأهيل وتدريب الكوادر المتخصصة وتعزيز أنشطة مكافحة البعوض الناقل للمرض.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا