ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 30 أكتوبر 2023 12:18 صباحاً - صادف أمس مرور 5 سنوات على إطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء، القمر الاصطناعي «خليفة سات»، الذي طورته خبرات إماراتية 100 %، فيما لا يزال يؤدي مهمته بكفاءة كبيرة، لأغراض الرصد والاستشعار، وذلك من خلال التقاط الصور متناهية الدقة للمواقع المطلوبة، والتي تخدم كل القطاعات بما توفره من بيانات عالية القيمة والإفادة لمستهدفات هذه الجهات.
وتساعد صور «خليفة سات» مختلف المؤسسات والجهات الحكومية في الإمارات وخارجها، في تطوير خططها الاستراتيجية المتنوعة، وذلك بفضل جودة الصور الملتقطة، التي تتسم بدقة متناهية تساعد بشكل كبير في تحليل محتواها، واستبيان المعلومات المطلوبة بحسب الغرض والهدف منها، فيما ومنذ إطلاقه في 2018 تم البدء باستقبال الطلبات التجارية للاستفادة من هذه الصور، والتي تحدد معاييرها ومستهدفاتها مختلف الجهات، بما يعود إيجاباً على تطوير خططها التنموية.
ويستخدم جزء كبير من صور «خليفة سات» في مجال رصد أوجه التنمية والتغيرات البيئية على كوكب الأرض، وذلك لتلبية احتياجات هذا المجال، لاسيما من قبل الجهات الحكومية، بحيث يتم استخدام الصور في تصميم وإنتاج الخرائط التفصيلية للمنطقة المرادة، خصوصاً أنه سيغطي مناطق كثيرة في جميع أنحاء العالم.
رصد بيئي
ويوفر «خليفة سات» صور استشعار دقيقة تستخدم في الكثير من المجالات وتشمل الرصد البيئي، فضلاً عن الصور المفصلة لدراسة المناطق، مثل القمم الجليدية القطبية، بالإضافة إلى أغراض التخطيط العمراني الذي يشمل ضمان التحسين الفعال لاستخدام الأراضي وتقديم مقترحات واقعية للبنية التحتية.
وتساهم الصور في تحديد أي تغييرات في الغطاء النباتي أو الساحلي بأي منطقة، خصوصاً أن التأثيرات الناجمة عن العديد من العوامل، مثل المشاريع الهندسية والإنشائية الكبيرة والاحتباس الحراري، قد تؤدي إلى تغيرات بيئية، لا يمكن الكشف عنها من الأرض، فضلاً عن ذلك فإن القمر على استعداد تام لتقديم المساعدة، ورصد جهود الإغاثة في جميع أنحاء العالم عند الحاجة، فيما يوفر كذلك معلومات دقيقة عن مواقع السفن عند الحاجة، فضلاً عن قدرته على اكتشاف السفن وتقديم معلومات عن الاتجاه والسرعة.
براءات اختراع
ويمتلك «خليفة سات» 5 براءات اختراع ما يجعله أيقونة تقنية متطورة، حيث تم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير العالمية من الدقة الهندسية واللونية، حيث تصل درجة وضوح الصور الملتقطة إلى 0.7 متر و4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف، ويعتبر القمر الاصطناعي الإماراتي الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، فيما يدور حول الأرض على ارتفاع بين 580 - 620 كيلومتراً، وتستغرق الدورة الكاملة حول الأرض نجو 100 دقيقة، كما يبلغ قطره 3.3 أمتار.
ويحظى القمر بحجم ذاكرة يبلغ 27 جيجابايت، فيما يوجد به 15 جهاز استشعار، وتصل سرعته في الفضاء إلى 7.5 كيلومترات في الثانية أو 27 ألف كيلومتر في الساعة، كما توجد 14 نقطة وصول للمحطة الأرضية بشكل يومي عالمياً، فضلاً عن 4 نقاط وصول للمحطة الأرضية بشكل يومي عبر الإمارات، فيما تبلغ سرعة نقل البيانات للقياس عن بُعد، وتتبع الأوامر 32 كيلوبت في الثانية، وتبلغ سرعة نقل البيانات لتحميل الصور 320 ميغابايت في الثانية، بينما يضم 87 وحدة إلكترونية و146 وحدة هيكلية.
جهود مستمرة
ويواصل القمر الاصطناعي تقديم أداء ممتاز وذلك بعد مرور 5 أعوام على إطلاقه، حيث لا يزال «خليفة سات» متقدماً على الأقمار الاصطناعية بالمنطقة، في عمليات الرصد والتحليل، ويلعب دوراً مهماً محلياً وعالمياً وإقليمياً، في توفير صور مفصلة تستخدم في الرصد البيئي، ودراسة المناطق، والتخطيط العمراني، وتقديم تحاليل تتيح التحديد السريع لأي تغيير في الغطاء النباتي.
من جهتها ، شكلت الأقمار الاصطناعية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء خلال السنوات الماضية، داعماً مهماً وكبيراً لجهود الدولة في المحافظة على البيئة واستدامتها، حيث بدأ المركز في 2006، تطوير أول قمر اصطناعي لرصد الأرض، وهو «دبي سات - 1»، فيما أطلق المركز القمر الاصطناعي الثاني «دبي سات 2» في 2013، واستمراراً لخطط الإمارات في بناء الأقمار الصناعية، يستعد المركز في 2024 لإطلاق القمر الاصطناعي الأحدث «MBZ-SAT» ليكون ثاني قمر اصطناعي إماراتي، يتم تطويره وبناؤه بالكامل من قبل فريق من المهندسين الوطنيين بعد «خليفة سات»، وسيكون القمر الأكثر تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.
تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز