ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 30 أكتوبر 2023 12:18 صباحاً - أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» أمس اتصالاً هاتفياً مع رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الصديقة، هنأه خلاله بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية.. وأعرب سموه عن أطيب تمنياته لتركيا حكومةً وشعباً بدوام التقدم والازدهار.
وأكد سموه خلال الاتصال متانة العلاقات التي تجمع دولة الإمارات وتركيا والحرص المتبادل على تنميتها ودفعها إلى الأمام على جميع المستويات بما يحقق تطلعات شعبيهما الصديقين نحو التنمية والرخاء.
من جانبه أعرب الرئيس التركي عن شكره لصاحب السمو رئيس الدولة لتهنئته بهذه المناسبة مقدراً ما أبداه من مشاعر صادقة تجاه تركيا وشعبها .. وعبر عن تمنياته لدولة الإمارات دوام التقدم ولعلاقات البلدين مزيداً من التطور والازدهار خلال المرحلة المقبلة.
إلى ذلك بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، برقية تهنئة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، بمناسبة ذكرى يوم الجمهورية.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.
تهنئة
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، أن علاقات تاريخية وثقافية قوية تجمعنا مع تركيا، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز علاقاتنا من أجل مستقبل آمن ومأمون ومزدهر لكل من بلدينا والعالم. وهنأ سموه الشعب التركي، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
ودوّن سموه في حسابه عبر «إكس»: «نتقدم بالتهنئة للشعب التركي، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، مع تمنياتنا بمزيد من الإنجازات والازدهار في القرن القادم.. إننا نتقاسم علاقات تاريخية وثقافية قوية مع تركيا، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز علاقاتنا من أجل مستقبل آمن ومأمون ومزدهر لكل من بلدينا والعالم».
علاقات
وتعكس علاقات البلدين الصداقة الراسخة، والعلاقات الإيجابية، والشراكة البناءة التي تجمع البلدين الصديقين، وترسّخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، وتشجيع الاستثمارات، ومنح مجتمعات الأعمال والمستثمرين الثقة اللازمة لتوسيع نطاق أعمالهم في المنطقة.
وتحتفل تركيا بذكرى أحداث 29 أكتوبر 1923، عندما أعلن مصطفى كمال اتاتورك أن تركيا أصبحت منذ ذلك الحين جمهورية، ومن ثم الإعلان رسمياً أن النظام التركي هو نظام جمهوري، وسميت البلاد «الجمهورية التركية»، وتم التصويت في الجمعية الوطنية الكبرى، وانتخب أتاتورك كأول رئيس للجمهورية.
وترتكز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والجمهورية التركية الصديقة على التفاهم والاحترام المتبادل، وتهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، وذلك بما تحظى به من دعم كبير من قيادتي البلدين، بهدف ترسيخها وتنميتها لتشمل مختلف المجالات، وتسهم في تحقيق السلام والاستقرار لشعبيهما.
وشهدت العلاقات الإماراتية - التركية في نهاية عام 2021، نقلة نوعية تزامنت مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتركيا، تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي لسموه، لتكون هذه الزيارة محطة رئيسة في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين، والتي ترتكز على المصالح المشتركة بينهما.
استقرار
وتؤمن قيادة دولة الإمارات، بأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لن يسهم فقط في الحفاظ على المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين، ولكنه يعزز أيضاً من ازدهار المنطقة، وتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.
وتعكس الزيارات واللقاءات الرسمية بين قيادتي البلدين، عمق العلاقات الثنائية. وشكلت الزيارة التاريخية للمغفور له، الشـيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتركيا في عام 1984، أساساً منطلقاً لعلاقات متينة وقوية بين البلدين.
وفتحت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، لتركيا، في 24 نوفمبر عام 2021، الطريق إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات وتركيا، ومثلت تلك الزيارة محطة جديدة في مسيرة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال الفترة الماضية، انطلقت تلك العلاقات إلى آفاق رحبة من التعاون المشترك في شتى المجالات، حيث تتفق كل من الإمارات وتركيا على أهمية تعزيز ركائز الأمن والسلام والاستقرار التي تشكل القاعدة الأساسية لانطلاق التنمية والبناء، والمضي نحو المستقبل المزهر الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.
وقام رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، بزيارة دولة الإمارات في 14 فبراير، وفي مارس الماضي.
وعقـد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، والرئيس التركي، قمة عبر تقنية الاتصال المرئي شهدا خلالها مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والجمهورية التركية.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن دولة الإمارات تعد تركيا شريكاً أساسياً، ولديها توجه استراتيجي لدفع العلاقات معها إلى مستويات أعلى في مجالات التجارة والتكنولوجيا والطاقة والأمن الغذائي وغيرها.
مسارات
كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا، تمهّد الطريق لمزيد من التقارب الإيجابي ضمن جميع المسارات، وتحفّز على اكتشاف قنوات فعّالة لتضافر الجهود الرامية إلى تحقيق الخير والرفاه للشعبين، وخدمة تطلعاتهما وتطلعات جميع شعوب المنطقة لمستقبل يعمه الاستقرار والرخاء والازدهار.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا، في الأول من أبريل عام 1977، وافتتحت القنصلية العامة التركية في أبوظبي في عام 1979، وتم افتتاح الملحقية العسكرية التركية في أبوظبي في عام 1999، فيما افتتحت سفارة الإمارات في أنقرة في عام 1983، وافتتحت القنصلية العامة للدولة في إسطنبول في عام 1989، كما افتتحت الملحقية العسكرية للدولة في أنقرة عام 2005.
تبادل الخبرات
وتتوافق دولة الإمارات وجمهورية تركيا، بوجهات النظر حول أهمية إيجاد البدائل السلمية الكفيلة بتعزيز أمن واستقرار المنطقة، وترسيخ السلام والتعاون، وتشهد العلاقات الإماراتية التركية توسعاً في التعاون التقني والفني والأكاديمي، عبر تشجيع تبادل الخبرات والتجارب التطويرية الناجحة بين الجانبين في مجالات التكنولوجيا والابتكار ومشاريع الفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، ونجح البلدان خلال السنوات القليلة الماضية، في تعزيز التعاون في ما بينهما، ما شكّل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية التي تخدم مصالح البلدين، وترقى إلى مستوى طموحات الشعبين في شتى المجالات التنموية.
ويتعاون البلدان الصديقان في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب الزراعة والأمن الغذائي والصحـة والتكنولوجيا، وغيرها من القطاعات التي يرتكز عليها تحقيق التنمية المستدامة والتقدم في البلدين، ويستهدف البلدان الصديقان تنويع مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وتوسيع آفاقها، بما يحقق تطلعاتهما إلى النمو الاقتصادي والازدهار المستدام.
اتفاقيات التعاون
وبدأت اتفاقيات التعاون بتوقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين في عام 1984، ثم تلتها اتفاقيات أخرى، منها الإعفاء المتبادل لتأشيرات الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية، ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية، ومذكرة تفاهم لإنشاء اللجنة المشتركة بين البلدين، واتفاقية التعاون العسكري، ومذكرة تفاهم للإعفاء المتبادل لتأشيرات الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة، ومذكرة تفاهم بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ووزارة الثقافة والسياحة التركي، ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون وتبادل المعلومات بين هيئة الأوراق المالية والسلع ومجلس أسواق المال التركي، ومذكرة تفاهم حول تبادل المعلومات المالية في سياق مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ومذكرة تفاهم بين للصندوق السيادي التركي، وشركة «ميناء أبوظبي»، ومذكرة تفاهم بين شركة أبوظبي التنموية القابضة والصندوق السيادي التركي، ومذكرة تفاهم للتعاون بين شركة أبوظبي التنموية القابضة وصندوق السيادة التركي وغيرها.
خطة مشتركة
وفي 23 نوفمبر 2021، صادقت اللجنة الاقتصادية المشتركة خلال دورتها العاشرة في دبي، على تجديد اتفاقية مجلس الأعمال الإماراتي- التركي، وبحث إيجاد خطة مشتركة لتنمية التجارة البينية وتنويعها وتيسير إجراءاتها، وتشكيل فرق عمل لتطوير قدرات وفرص استثمارية جديدة ومتبادلة في مجالات الصناعة والسياحة والتكنولوجيا وريادة الأعمال والطاقة المتجددة والزراعة والمياه والأمن الغذائي والصحة والنقل والطيران واللوجستيات، والتركيز على التعاون في القطاع المالي والمصرفي والتقنيات المالية الجديدة، وتطوير حلول تأمين لدعم الشركات المصدرة في البلدين، وتشجيع التعاون المتبادل من خلال أسواق رأس المال الإماراتية والتركية، وتشجيع استثمارات الشركات الإماراتية في تركيا في قطاعات الصناعة والإنتاج الزراعي والسيارات والطاقة المتجددة والخدمات المالية والسياحة والعقارات والبنية التحتية، وجذب الشركات التركية التي تركز على الابتكار والتكنولوجيا، واستقطاب المواهب إلى أسواق الإمارات في مختلف القطاعات الاستراتيجية.
مجلس الأعمال
وتم تأسيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي، بموجب الاتفاقية المبرمة في عام 2000، بين هيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية، وبين كل من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وغرفة تجارة وصناعة دبي، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، واتحاد غرف التجارة والصناعة في دولة الإمارات.
وناقش المجلس في اجتماع عقد في أبوظبي 30 يوليو الماضي، بعد إعادة تشكيله، الفرص الجديدة للتعاون المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا في مجالات وأنشطة التجارة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والزراعة والنقل والسياحة والأمن الغذائي والطاقة والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والمصرفية، والبنية التحتية والثقافة والرعاية الصحية والصناعة والابتكار والتكنولوجيا.
الفارس الشهم
وجسدت عملية «الفارس الشهم 2»، التي أطلقتها دولة الإمارات عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الماضي، عمق ومتانة العلاقات الإماراتية التركية، حيث قدمت الإمارات الدعم الشامل من المستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية، وفرق البحث وآليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض والفرق الطبية، وشيّدت مستشفى ميدانياً لعلاج المصابين في منطقة إصلاحية بغازي، وآخر في هاتاي، ومنح رجب طيب أردوغان رئيـس الجمهورية التركية، في 27 أبريل الماضي، فريق عملية «الفارس الشهم 2»، وسام الدولة للتضحية، تكريماً وتقديراً لجهود دولة الإمارات في أعمال البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال.
العلاقات الثقافية
وتستمد العلاقات الثقافية بين الإمارات وتركيا قوتها، من تاريخ ثقافي وتقاليد أدبية غنية وملهمة، وتعزيز الجانبين في فبراير 2022 مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المجالات الثقافية، عبرت عنه مشاركة تركيا ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، والحضور التركي اللافت خلال فعاليات «إكسبو دبي 2020».
ويشكل الجانب الاقتصادي، أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين، حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا، إلى فترة تأسيس الاتحاد، وهي علاقات استمرت في النمو والتطور عبر مراحل متتالية .
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات، ونظيرتها في تركيا، تهدف إلى تعزيز التعاون، وتوسيع الشراكات بين البلدين.
ووقع البلدان في يوليو 2023، اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بلغت قيمتها 50.7 مليار دولار، وفي سبتمبر 2023، دخلت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بني دولة الإمارات والجمهورية التركية حيز التنفيذ.
وتسهم الاتفاقية التاريخية بين البلدين بشكل فاعل في زيادة التجارة البينية غير النفطية، إلى 40 مليار دولار في غضون 5 أعوام، وتستهدف الاتفاقية خلق 25 ألف فرصة عمل جديدة بحلول 2031.
وفي عـام 2022، ارتفعت التجارة البينية غير النفطية بني البلدين بنسبة 40 %، لتبلغ قيمتها 18.9 مليار دولار، ما يجعل تركيا أحد أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات حول العالم، بحصة تبلغ أكثر من 3 % من التجارة الخارجية غير النفطية للدولة. ووصل إجمالي حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا إلى نحو 7.8 مليار دولار في نهاية العام 2021، في قطاعات متنوعة .
تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز