حال الإمارات

«شات جي بي تي» بديل الطلبة للتفاعل مع الاختصاصي النفسي

«شات جي بي تي» بديل الطلبة للتفاعل مع الاختصاصي النفسي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 23 يناير 2025 12:05 صباحاً - أكد عدد من طلبة المرحلة الثانوية أنهم باتوا يعتمدون على الذكاء الاصطناعي، خاصة «شات جي بي تي»، كوسيلة بديلة للتفاعل مع الاختصاصي النفسي في المدارس، موضحين أن هذه الأداة الحديثة توفر لهم إجابات سريعة ومباشرة عن أسئلتهم المتعلقة بالمواقف الحياتية والضغوط النفسية التي يواجهونها، دون الحاجة للتواصل مع شخص حقيقي.

وأشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي يعطيهم شعوراً بالراحة من خلال قدرة النظام على الإجابة دون إصدار أحكام، الأمر الذي يجعلهم أكثر ارتياحاً لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم بحرية، ولفتوا إلى أن أبرز الدوافع التي جعلتهم يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي هي: الخجل أو القلق من التحدث مع الاختصاصي النفسي في المدرسة.

وقالوا: إنهم يشعرون أحياناً بعدم الراحة من فتح مواضيع شخصية مع أشخاص قد يكونون جزءاً من حياتهم المدرسية اليومية، وأكدوا أن استخدام الذكاء الاصطناعي يوفر لهم مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرهم بحرية، مع إمكانية الحصول على نصائح سريعة دون قلق من التقييم أو المحاسبة.

وفي السياق ذاته، حذر تربويون واختصاصيون من مخاطر استبدال التفاعل البشري بالتقنيات الحديثة في مجال الدعم النفسي.

وأكد الدكتور أحمد عيد، رئيس قسم التوجيه والإرشاد في مدرسة المعرفة الدولية الخاصة، أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى المهارات العاطفية التي تمكن المختصين النفسيين من بناء علاقات قوية مع الطلبة وفهم احتياجاتهم بشكل عميق، ودعا إلى ضرورة تعزيز برامج التوجيه النفسي في المدارس، بما يضمن توفير بيئة داعمة للطلبة تساعدهم على مواجهة تحدياتهم بثقة.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يقدم حلولاً مبتكرة وسريعة، لكنه لا يستطيع أن يحل مكان التفاعل الإنساني الحقيقي، الذي يبقى جوهر الدعم النفسي الفعال، وعلى المدارس أن تسعى لتحقيق توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وتعزيز دور المختصين النفسيين، لضمان حصول الطلبة على الدعم الكامل الذي يحتاجونه.

ومن جهته، أشار محمد كساب مدير مدرسة أرزنه، إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الطلبة في تقديم الدعم النفسي يعكس تغيراً كبيراً في طريقة تعامل الجيل الجديد مع مشكلاتهم.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يقدم ميزة التفاعل السريع والإجابات المنظمة، وهو ما يجذب الطلبة الباحثين عن حلول فورية، ومع ذلك، حذر من خطورة الاعتماد الكامل على هذه التقنية.

مشيراً إلى أنها تفتقر إلى العنصر الإنساني الضروري لفهم أعمق للمشاعر الإنسانية، وهو ما يقدمه الاختصاصي النفسي بفضل خبرته وقدرته على قراءة لغة الجسد والتعبير العاطفي.

وأضاف أن الدور الأساسي للاختصاصي النفسي لا يقتصر فقط على تقديم النصائح، بل يشمل بناء علاقة ثقة مع الطلبة وتقديم الدعم النفسي طويل الأمد، مؤكداً أن المدارس بحاجة إلى تعزيز حضور الاختصاصيين النفسيين وتشجيع الطلبة على اللجوء إليهم، لأن الحلول التكنولوجية وحدها ليست كافية لمعالجة الجوانب النفسية المعقدة.

وبدورها أكدت فاطمة الظنحاني اختصاصية اجتماعية ونفسية في إحدى المدارس، أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في تقديم المشورة النفسية يعكس ضعف التوعية بدور الاختصاصي النفسي في المدارس.

مشيرة إلى أن الطلبة قد ينجذبون لاستخدام التقنيات الحديثة بسبب سهولتها وسرعتها، لكنهم يغفلون أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى فهم السياقات الشخصية لكل فرد.

موضحة أن المشكلات النفسية تحتاج إلى تدخل متخصص يأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والعاطفية التي يمر بها الطالب، وهو أمر لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديمه.

وأشارت إلى أهمية دور المدرسة في تعزيز مكانة الاختصاصي النفسي من خلال تنظيم جلسات تفاعلية مع الطلبة لتعريفهم بالخدمات التي يقدمها، وتشجيعهم على طلب المساعدة عند الحاجة، كما شددت على ضرورة أن تكون العلاقة بين الطلبة والاختصاصي النفسي قائمة على الثقة والاحترام، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من الدعم النفسي.

إضافة مفيدة

في المقابل، رأت راديكا كوزيبات اختصاصية نفسية في مدرسة دبي الأمريكية، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون إضافة مفيدة وليس بديلاً عن الاختصاصي النفسي، موضحة أن استخدام الطلبة لهذه التقنية قد يكون وسيلة أولية للتنفيس عن مشاعرهم أو التخفيف من الضغوط النفسية، لكنه لا يغني عن الدور الإنساني الذي يقدمه المختص في التعامل مع المشكلات النفسية العميقة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا