ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 26 مارس 2025 01:24 صباحاً - تعد مقتنيات متحف شرطة دبي، من الشواهد الحية على مسيرة تطور الأجهزة الأمنية في الإمارة، إذ تحمل في طياتها تاريخاً زاخراً بالتحديات والابتكارات التي ساهمت في بناء منظومة أمنية متطورة.
وفي إطار حملة «رمضان في دبي»، انطلقت «منصة الكرنفال المجتمعي» في مركز فستيفال سيتي، لتُتيح للجمهور فرصة التعرف إلى هذه الكنوز التاريخية، بالإضافة إلى مشاركة شرطة دبي بباقة من الفعاليات الرمضانية والرياضية التي تندرج ضمن مبادرات شرطة دبي، لتعزيز الروابط المجتمعية.
ركن المقتنيات
ويستقطب ركن المقتنيات في المتحف، اهتمام الزوار، من خلال عرض أجهزة وتقنيات استخدمت في مراحل سابقة من تاريخ شرطة دبي. من بين هذه المقتنيات، يظهر هاتف الاتصال المرئي، الذي أدخلته شرطة دبي عام 2000، لتعزيز كفاءة الاتصال في بيئات العمل الرسمية، حيث يتميز بشاشة مدمجة، وكاميرا قابلة للتعديل، إلى جانب منافذ متعددة، منها منفذ الفيديو، الذي يمكّن من عرض المحتوى على شاشات خارجية.
كما يُعرض في المتحف رادار مراقبة السرعة، الذي كان يستخدم قبل عام 1976، إذ اعتمد على إصدار موجات رادارية دقيقة لقياس سرعة المركبات، وتسجيل المخالفات عبر وحدة تسجيل مدمجة، وقد كان لهذا الجهاز الأثر الكبير في تحسين السلامة المرورية، إذ شكّل من أوائل الأنظمة التقنية المتقدمة في مجال رصد مخالفات تجاوز السرعة على الطرق.
ولا يخلو المتحف من المعروضات التي توثق مراحل تطور مكافحة الشغب، إذ تتضمن إحدى المجموعات، أدوات مكافحة الشغب التي كانت تُستخدم قبل عام 1981، وتتألف من خوذة معدنية، ودرع معدني، وهراوات خشبية.
وتبرز مجموعة أخرى تعود لعام 1982، تشمل خوذة بلاستيكية واقية، وقناع غاز بترس شفاف، وعصا مكافحة الشغب السوداء، حيث كانت هذه الأدوات من أوائل التجهيزات المستخدمة لضمان السلامة العامة خلال عمليات حفظ النظام.
وفي الجانب الفني والتقني، يُعرض غلاف كاميرا مقاوم للماء، من إنتاج شركة سوني، والذي صُمم خصيصاً لحماية الكاميرات أثناء التصوير في البيئات البحرية الصعبة، مع نظام إضاءة مدمج، لتحسين جودة التصوير في ظروف الإضاءة الضعيفة، كما يروي المتحف قصة جهاز مولد إشارة بريطاني الصنع، كان يُستخدم قبل عام 1974، ما يعكس مدى تبنّي شرطة دبي للتكنولوجيا المتقدمة منذ بداياتها.
تراث ثمين
وبينما يتاح للجمهور استكشاف هذا التراث الثمين، تأتي فعاليات رمضانية أخرى، ضمن مشاركة شرطة دبي في حملة «رمضان في دبي»، لتُضفي أجواءً احتفالية وروحانية على الشهر الفضيل.
حيث إن الفعاليات تشمل مدافع الإفطار الثابتة، التي تمركزت في ثمانية مواقع داخل الإمارة، إلى جانب المدفع «الرحال»، الذي يجوب 17 منطقة على مستوى دبي، في خطوة تهدف للوصول إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، علاوة على تنظيمها بطولة الألعاب الرمضانية، التي اختتمت فعالياتها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
حيث تجاوزت قيمة جوائزها النقدية 800 ألف درهم، مستهدفة 8 فئات مجتمعية، إضافة إلى بطولة الفرجان الرمضانية، التي أكدت على أهمية الرياضة والروح التنافسية بين الشباب. ومن جهة أخرى، دعت شرطة دبي الجمهور للمشاركة في مبادرة «اللوحة التفاعلية – خيوط العزم»، التي تسعى إلى نسج خيوط تتكامل مع مرور الأيام، لتشكّل عملاً فنياً، يجسد قيم العزم والتكاتف والانتماء.
استقطاب الجمهور
وأكد النقيب سعيد الكتبي مدير إدارة العلاقات المجتمعية في شرطة دبي، أن الهدف من تنظيم هذه الفعالية، هو استقطاب الجمهور، وتعريفهم بخدمات شرطة دبي المجتمعية، ومن بينها منصة التطوع، التي توفر 23 فرصة تطوعية خلال الشهر الفضيل، لتمكين الشباب من المشاركة في الفعاليات المجتمعية.
كما ترمي إلى تعريف المجتمع بتطبيقات شرطة دبي الذكية، إضافة إلى إبراز جانب من مقتنيات متحف شرطة دبي، التي تُعدّ جزءاً من إرث الإمارة الأمني، إلى جانب توفير شرطة دبي جولة افتراضية لمشاهدة مقتنيات مهمة داخل المتحف الرئيس.