ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 24 مارس 2025 01:20 صباحاً - كشف الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة «دبي العطاء»، أن المؤسسة سددت مليار درهم من محفظة التزاماتها لدعم تدخلاتها البرامجية، ما يعكس التزامها الراسخ بتوفير تعليم شامل ومستدام للأطفال والشباب حول العالم. ومن خلال هذه الاستثمارات، تمكنت المؤسسة من تنفيذ برامج تعليمية مؤثرة، وتعزيز جودة التعليم، والاستجابة للاحتياجات الطارئة في المجتمعات الأكثر احتياجاً. وأكد الدكتور القرق في مقابلة مع «حال الخليج»، أن المؤسسة دعمت التعليم في 60 بلداً نامياً بمليار درهم، موضحاً أن 116 مليون فرد استفادوا من برامج المؤسسة حول العالم.
وقال إن دبي العطاء ساهمت في تشكيل الأجندة العالمية للتعليم، حيث لعبت دوراً محورياً في إدماج التعليم في خطط التنمية المستدامة، وتعزيز الترابط بين التعليم، المناخ، التكنولوجيا، وتمكين الشباب وأضاف القرق، نجحت دبي العطاء في إعادة تشكيل الحوار العالمي حول التعليم، من خلال الاندماج في المنظومة الدولية، والمساهمة في صنع السياسات التعليمية، فقد عززت المؤسسة دورها كقوة مؤثرة في قطاع التعليم، عبر إبرام شراكات استراتيجية مع الحكومات والمنظمات الدولية، مثل اليونيسيف، اليونيسكو، المنتدى الاقتصادي العالمي، البنك الدولي وغيرها، بهدف تطوير حلول تعليمية مستدامة وقابلة للتوسّع.
260 برنامجاً
وقال طارق القرق: تم تأسيس دبي العطاء بهدف كسر حلقة الفقر من خلال التعليم، ومنذ ذلك الوقت، وبدعم من القيادة الرشيدة، والعمل الدؤوب لفريق مخلص، والتفاني الكبير لمجتمع داعم وشغوف، استطاعت دبي العطاء أن تصبح قوة عالمية في مجال التعليم.
حيث نجحت منذ تأسيسها في 2007، في تنفيذ 260 برنامجاً تعليمياً، و48 مبادرة لحشد الدعم، و40 برنامجاً بحثياً، ساهمت من خلالها في تشكيل مستقبل التعليم العالمي، وبحلول نهاية عام 2024، حققت دبي العطاء إنجازات ملحوظة في مجال التعليم والتنمية العالمية، حيث تمكنت من حماية صحة 61,740,643 طفلاً من خلال أنشطة مكافحة الديدان المعوية في المدارس، كما وفرت لـ 4,480,449 طفلاً إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب، والمرافق الصحية والنظافة المدرسية، كما وفرت دبي العطاء وجبات مغذية لـ 4,979,302 تلميذ، وتم تدريب 5,011,799 معلماً، لتعزيز جودة التعليم ونتائج الطلاب.
كما قامت دبي العطاء بتوفير التدريب المهني والمهارات الأساسية لـ 788,467 شاباً، بينما استفاد 7,148,630 طفلاً من برامج التعليم المبكر، كما استجابت المؤسسة للأزمات، حيث سعت جاهدة لحصول 3,680,051 طفلاً وشاباً على التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة، علاوة على ذلك، أدت الجهود المبذولة لتعزيز الشمول الرقمي، إلى تمكين 874,688 متعلّماً من الوصول إلى التكنولوجيا والاتصال الرقمي، فيما حصل 207,025 طفلاً وشاباً على تعليم أساسي وثانوي سليم.
ومن خلال التدخلات المستهدفة، تم دعم وتمكين 18,579,290 فتاة وامرأة، بالإضافة إلى استفادة 8,627,456 فرداً من مختلف التدخلات والمبادرات.
116 مليون مستفيد
وأكد طارق القرق أن تأثير دبي العطاء لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل المجتمعات والدول، ما يعكس الدور المحوري للتعليم في إحداث تحولات جذرية ومستدامة.
وقد استفاد أكثر من 116 مليون فرد من برامج المؤسسة حول العالم، حيث تجاوز الأثر مجرد الأرقام، ليتجسد في تحسين فرص التعليم، وتعزيز النمو المجتمعي.
فقد ساعدت جهودنا في رفع معدلات الالتحاق بالمدارس، خاصة بين الفتيات في المناطق التي تواجه تحديات تعليمية، ما ساهم في تحقيق نظام تعليمي أكثر شمولاً وإنصافاً.
وأضاف، ركزنا على تعزيز كفاءة المعلمين عبر برامج تدريب وتأهيل مستدامة، ما انعكس إيجاباً على جودة التعليم ومخرجاته.
إلى جانب ذلك، عززنا الصحة والتغذية المدرسية، من خلال برامج توفر وجبات صحية، وتدابير وقائية تسهم في تقليل معدلات التسرب المدرسي، وضمان بيئة تعليمية أكثر استقراراً للطلاب.
وبالنسبة للدول التي استفادت من مبادرات دبي العطاء في السنوات الأخيرة، أكد طارق القرق أن 60 بلداً نامياً استفاد من المبادرات، حيث نفذت المؤسسة برامج متنوعة لتعزيز التعليم، وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي السنوات الأخيرة، ركزت جهودها على التوسع في دعم الفئات الأكثر احتياجاً، من خلال برامج مبتكرة، تعزز جودة التعليم، وتوفر فرصاً تعليمية متكافئة، وتنمي المهارات، وتستجيب للأزمات الطارئة، ومن بين أبرز الدول التي استفادت من هذه الجهود، الهند ولبنان وفلسطين وكمبوديا نيبال والسنغال وملاوي.
وبالنسبة للمبالغ التي أنفقتها «دبي العطاء» على تدخلاتها البرامجية حتى الآن، أكد القرق أن المؤسسة سددت مليار درهم من محفظة التزاماتها لدعم تدخلاتها البرامجية، ما يعكس التزامها الراسخ بتوفير تعليم شامل ومستدام للأطفال والشباب حول العالم.
ومن خلال هذه الاستثمارات، تمكنت المؤسسة من تنفيذ برامج تعليمية مؤثرة، وتعزيز جودة التعليم، والاستجابة للاحتياجات الطارئة في المجتمعات الأكثر احتياجاً.
وأضاف الدكتور طارق محمد القرق الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء، أن المؤسسة تحرص على تحقيق أعلى مستويات الشفافية والمساءلة في إدارة التبرعات، من خلال آليات رقابة صارمة، وضوابط حوكمة فعالة، لضمان وصول الموارد إلى المستفيدين بكفاءة وفعالية.
وتخضع المؤسسة لتدقيق خارجي مستقل دوري، لضمان الامتثال لأفضل الممارسات المالية والإدارية، ما يعزز الشفافية في إدارة الموارد. كما تلتزم بتطبيق معايير حوكمة صارمة، لضمان الاستخدام الأمثل للتبرعات، وتنفيذ البرامج بفعالية، لتحقيق أقصى أثر ممكن.
وضمن إطار التزامها بالشفافية والتنسيق الفعّال، تتعاون دبي العطاء بشكل وثيق مع الجهات الحكومية في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم تبادل البيانات والتقارير، لضمان توافق البرامج مع الأولويات الوطنية، ومعايير المساءلة المعتمدة. ويسهم هذا التعاون في تعزيز الأداء، وزيادة فعالية المبادرات، وضمان تحقيق تأثير مستدام في مجال التعليم.
وعلاوة على ذلك، تلتزم دبي العطاء بتقديم تقارير دورية إلى بعض من وكالات الأمم المتحدة، ما يضمن مواءمة برامجها مع الإطار الدولي للتنمية المستدامة، ويعزز مصداقيتها كشريك موثوق على الساحة العالمية.
كما تشارك المؤسسة في المؤتمرات والحوارات الدولية لمشاركة نتائج أعمالها، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين.
وتؤمن دبي العطاء بأهمية الشفافية في التواصل مع المانحين والجمهور، حيث تنشر تقارير سنوية تفصيلية، توضح النتائج المحققة، والمشاريع الممولة، والتأثير الفعلي للتبرعات، ما يعزز ثقة المانحين في إدارة الموارد، وضمان وصولها إلى المستفيدين بفاعلية.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق العمل بإجراء زيارات ميدانية دورية إلى المناطق التي تُنفَّذ فيها المشاريع، وذلك للتأكد من سير العمل وفق الخطط الموضوعة، ومراقبة جودة التنفيذ، والتقييم المباشر للتأثير الذي تحدثه البرامج في المستفيدين.
تحديات
وبالنسبة للتحديات التي تواجه مشاريع دبي العطاء، أكد أن عدة تحديات واجهتها أثناء تنفيذ برامجها التعليمية والإنسانية حول العالم، خاصة في المجتمعات الأكثر احتياجاً.
ومن بين أبرز هذه التحديات، نقص التمويل العالمي لقطاع التعليم، حيث لا تزال الفجوة التمويلية تعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان تعليم شامل وسليم للجميع.
يؤثر هذا النقص في قدرة العديد من الدول على تعزيز نظمها التعليمية، ما يزيد من الحاجة إلى دعم مستدام ومتواصل من مختلف الجهات الفاعلة. ومن التحديات الأخرى التي تواجهها دبي العطاء، تغير الحكومات، حيث إن لكل حكومة توجهاتها وسياساتها الخاصة، ما قد يؤثر في استمرارية البرامج التعليمية.
إضافةً إلى ذلك، تشكل الأزمات الإنسانية والصراعات والكوارث الطبيعية تحدياً كبيراً، حيث تؤدي إلى تعطيل التعليم لملايين الأطفال، ما يتطلب استجابات سريعة ومستدامة، لضمان استمرارية التعلم في البيئات المتأثرة بالأزمات.
كما أن الوصول إلى بعض المناطق المتضررة، قد يكون صعباً بسبب التحديات اللوجستية، لا سيما في البيئات غير المستقرة، أو التي تعاني من البنية التحتية الضعيفة، ويُعد نقص عدد المعلمين المؤهلين تحدياً كبيراً، حيث يؤثر سلباً في جودة التعليم، وقدرة الأنظمة التعليمية على تلبية احتياجات الطلاب.
كما يبرز أيضاً عدم تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم الرقمي، كعائق رئيس أمام العديد من الأطفال في المناطق النائية والبلدان منخفضة الدخل، حيث يفتقرون إلى البنية التحتية الرقمية والتكنولوجية اللازمة للتعلم، ما يعمّق الفجوة التعليمية بين المجتمعات المختلفة.
للتغلب على هذه التحديات، تعتمد دبي العطاء على شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية المحلية، لضمان تنفيذ البرامج بكفاءة، والوصول إلى المجتمعات الأكثر احتياجاً. كما تعتمد على آليات متابعة وتقييم صارمة، تشمل التقارير الدورية، والزيارات الميدانية، وأنظمة مراقبة الأداء، لضمان تحقيق الأثر المرجو، واتخاذ إجراءات تصحيحية عند الحاجة.
شراكات استراتيجية مع الحكومات والمنظمات الدولية
أكد الدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء أن المؤسسة نجحت في إعادة تشكيل الحوار العالمي حول التعليم، من خلال الاندماج في المنظومة الدولية، والمساهمة في صنع السياسات التعليمية، فقد عززت المؤسسة دورها كقوة مؤثرة في قطاع التعليم، عبر إبرام شراكات استراتيجية مع الحكومات والمنظمات الدولية، مثل اليونيسيف، اليونيسكو، المنتدى الاقتصادي العالمي، البنك الدولي وغيرها، بهدف تطوير حلول تعليمية مستدامة وقابلة للتوسّع، كما استضافت دورتين من «قمة ريوايرد»، الحدث العالمي الرائد الذي جمع خبراء التعليم، القادة الحكوميين، المؤسسات الدولية، والقطاع الخاص، لمناقشة إعادة صياغة مستقبل التعليم، ومواءمته مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية.
وعلى صعيد السياسات، ساهمت دبي العطاء في تشكيل الأجندة العالمية للتعليم، حيث لعبت دوراً محورياً في إدماج التعليم في خطط التنمية المستدامة، وتعزيز الترابط بين التعليم، المناخ، التكنولوجيا، وتمكين الشباب.
كما أطلقت تقارير بحثية، أبرزها «إعادة صياغة مشهد التعليم: الترابط بين التعليم والمناخ»، التي ساهمت في بناء رؤية جديدة حول دور التعليم في مواجهة التغير المناخي، وتعزيز استدامة المجتمعات.
ولمواكبة التحولات في قطاع التعليم، عملت المؤسسة على تغيير نماذج تمويل التعليم، من خلال مبادرات مبتكرة، مثل «منصة التمويل الجماعي»، «تبنّي مدرسة»، و«تبنّي مكتبة»، ما جعل التعليم أولوية متاحة للجميع بمساهمة الأفراد والمؤسسات.
وتتيح «منصة التمويل الجماعي»، المتوفرة على الموقع الإلكتروني لدبي العطاء، للأفراد والشركات، فرصة المساهمة في تمويل المشاريع التعليمية حول العالم، ما يعزز المشاركة المجتمعية في دعم التعليم المستدام.