ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 27 يناير 2025 12:05 صباحاً - أظهرت أرقام إحصائية حديثة صدرت أمس، عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن أجمالي عدد المسجلين في البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» بلغ 30 ألفاً و507 راغبين في التبرع.
وبحسب مقطع مصور نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني الرسمي، فقد تبرع الشاب الدنماركي فيغو سورنسون الذي كان مقيماً في الدولة قبل وفاته، بأعضائه وأنقذ حياة 5 أشخاص، بعد أن تبرع، بقلبة لإنقاذ الحياة الأولى، ورئته لإنقاذ حياة ثانية، وكبده لإنقاذ حياة ثالثة وكليتيه لإنقاذ الحياة الرابعة والخامسة.
وجاء تبرع فيغو بأعضاء إثر إصابته بسكته مفاجئة أدخلته في غيبوبة، ليقرر والداه التبرع بأعضاء ابنهما في موقف بطولي يجسد معنى الإنسانية ويعطي فرصة حياة جديدة، مؤكدين بأن التبرع بالأعضاء ليس منحة وحسب، بل هو هبة الحياة وأعظم هدية للآخرين.
وقالت ناتالي غرال والدة فيغو: «ولد فيغو في عام 2004 وطول فترة حياته، منحنا الكثير من السعادة ونحن فخورون جداً به، فمنذ نعومة أظفاره كان طفلاً سعيداً، في غاية الحماس، يهتم بالآخرين، ويغمره الفرح».
وأضافت: «أراد أن يكون الأفضل في كل شيء يقوم به، أراد أن يمارس الرياضة لأنه يحبها كثيراً، فقرر أن يصب اهتمامه على رياضة الجولف، وكان مصمماً للغاية على تحقيق النجاح تلو الآخر، حتى أنه أراد أن يكون أحد أبطال العالم في هذه الرياضة».
وأفاد مايكل سويني، مدرب فيغو للغولف: «عندما قابلت فيغو لأول مرة كان يبلغ من العمر 12 عاماً، كان أول شخص يصل إلى الأكاديمية في الساعة الخامسة والنصف أو السادسة صباحاً، وخلال فترة زمنية قصيرة أظهر موهبة رياضية كبيرة جعلته ينال العديد من الجوائز».
وقال: «عندما أفكر في التبرع بالأعضاء، وخاصة في حالة فيغو، فإن قلبي يملؤوه الدفء كثيراً لأن فيغو كان يحاول دوماً مساعدة الناس، وبهذا التبرع أسهم في مساعدة وإنقاذ حياة 5 أشخاص». وحول الحالة المرضية التي تسببت في دخوله إلى المستشفى، قالت والدة فيغو، خلال حضوري إلى المدرسة لاصطحاب فيغو، أخبرني بأن يده تعاني من الخدر، وقال لي إن علينا الذهب إلى المستشفى.
وأضافت: حدث كل شيء بسرعة، فجأة أصيب فيغو بسكتة، حيث تم أخذه إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، إذ تولت الفرق الطبية مهام إجراء عمليات الإنعاش القلبي، إلا أنه دخل في غيبوبة لمدة 3 أيام.
وتابعت: كنا في حالة صدمة، وبالطبع في الوقت الذي تدرك فيه ما حدث، وأنه لن يعود أبداً، فإن فكرة التبرع بالأعضاء كانت منطيقة جداً بالنسبة لنا، لأن ابننا لن يعود. وقال جوشوا رودس الصديق المقرب لفيغو: فيغو كان دائماً لاعباً من الطراز الأول للغولف في الاكاديمية منذ أن عرفته، وكان يصبو إلى تحقيق المزيد من التقدم والتطور، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية بالذهاب إلى أمريكا لتحقيق المزيد من النجاحات في رياضة الجولف.
وأضاف: عندما سمعت الخبر، كان مفجعاً جداً لأنه أول شخص التقيت به عندما التحقت بالمدرسة في الإمارات،، ثم كان خبر وفاته من أسوأ الأخبار التي سمعتها على الإطلاق.
رسالة
وفي ختام حديثها وجهت والدة فيغو رسالة، قالت فيها: «رسالتي لجميع الأهالي الذين يخوضون هذه التجربة المأساوية، وهب حياة للآخرين هو بحد ذاته هدية، ونحن في سعادة كبيرة اليوم، لأن فيغو بالنسبة لنا كان بطلاً حتى النهاية، أنقذ حياة 5 أشخاص، وبالنسبة لنا قدمنا هذه الهدية، لأن هؤلاء الأشخاص الخمسة الذين أنقذ حياتهم، أسهمنا في إسعاد عائلاتهم وأصدقائهم».
وأضافت: «الكثير من الناس ينتظرون في المستشفى لأنه لا يوجد ما يكفي من الأعضاء، وهو الأمر الذي يتطلب منا جميعاً المساهمة في منح الحياة وإنقاذ حيات الآخرين».
شروط
وحول الشروط المتعلقة بالتسجيل في برنامج «حياة» تفيد وزارة الصحة ووقاية المجتمع عبر موقعها الإلكتروني بأنه: يمكن لكل فرد يحمل الهوية الإماراتية ويبلغ من العمر 18 عاماً فأكثر أن يصبح متبرعاً بالأعضاء، و«يمكن للأحياء التبرع بالكلى وجزء من الكبد إلى الأقارب حتى الدرجة الرابعة، أما المتبرعون المصابون بحالة الوفاة الدماغية فيمكنهم إنقاذ ما يصل إلى 8 أشخاص، عن طريق التبرع بالقلب، والكبد، والكليتين، والرئتين، والبنكرياس».
وأشارت إلى أن الأقسام المعنية في حالة وفاة المسجل في البرنامج، تقوم بالاتصال بأسرة المتبرعين بالأعضاء على الفور بعد الوفاة، للتأكد ما إذا كنت على استعداد للتبرع، مضيفة بأنه «من المهم التواصل مع العائلة بشأن قرار المتبرع، على الرغم من أنه أعطي الموافقة، حيث إن القرار الأخير متروك للعائلة إذا كانت ترغب بتلبية إرادة المتبرع من عدمه».
وأفادت «وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، فإن التبرع بالأعضاء يسهم في إنقاذ الأرواح، وتشير فتاوى جمهور الفقهاء إلى جواز التبرع وأنه يتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية ضمن شروط وضوابط».