ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 24 يناير 2025 12:05 صباحاً - يعدّ اليوم الدولي للتعليم، الذي يصادف 24 يناير من كل عام، فرصة للتأكيد على أهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان، وأداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، تحتفي دولة الإمارات بهذا اليوم لتجدد التزامها بتطوير منظومتها التعليمية وتعزيز فرص التعليم للجميع، ومن خلال مبادراتها الوطنية وشراكاتها الدولية، تواصل الإمارات تعزيز دور التعليم في تمكين الأفراد وبناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة والابتكار.
وفي تقرير صادر عن منظمة اليونسكو، تم الإعلان عن تخصيص اليوم الدولي للتعليم لعام 2025 لمناقشة التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، ضرورة الاستثمار في تدريب المعلمين والتلاميذ على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس في مجال التعليم.
وذكر التقرير أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في العديد من البلدان، لا سيما في المراحل الثانوية، حيث يستخدمه أكثر من ثلثي الطلاب في البلدان ذات الدخل المرتفع في تحضير واجباتهم المدرسية.
وقالت عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: «تشهد دبي نمواً متواصلاً وتوسعاً مستمراً في قطاع الذكاء الاصطناعي، ما يعزز رؤية القيادة الرشيدة بأن تكون دبي المدينة الأذكى في العالم.
ونحن نجدد التأكيد في اليوم الدولي للتعليم على الدور المهم لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تتطور بوتيرة متسارعة، في إعادة تشكيل التعليم والتعلم، إذ تحمل فرصاً واعدة تعزز من دور المعلمين داخل الصفوف الدراسية، وتثري الشغف بالتعلم لدى المتعلمين، باعتبارها أداة مهمة لتحقيق أهداف التعليم، دون أن تكون هدفاً في حد ذاتها».
وأشارت إلى أن «استراتيجية التعليم 33» تهدف إلى توفير بيئة ابتكارية تُحدث تأثيراً إيجابياً وتحفز النمو من خلال تطوير نظام تعليمي يستشرف المستقبل ويدمج الابتكار والتقنيات المتطورة لتجهيز طلبة دبي لأي تحديات مستقبلية، مع ضمان أن تكمل هذه التقنيات المتطورة العناصر الإنسانية الأساسية في التعلم ولا تستبدلها، بما في ذلك بناء العلاقات الشخصية والذكاء العاطفي، ما يعزز من المشاركة الفاعلة لطلبتنا في الاقتصاد العالمي، بوصفهم مبتكرين وقادة قادرين على صناعة المستقبل.
إبداع
إلى ذلك، أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات المتقدمة، والأداة الأمثل لفتح آفاق الإبداع والابتكار بما يقود الأمم نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.
حيث قال: «نجدد التزامنا بدعم الجهود العالمية الهادفة إلى توفير تعليم عالي الجودة للجميع، وتعزيز المبادرات التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة بما يؤكد الدور الريادي لدبي ودولة الإمارات في تحفيز التقدم المعرفي والتعليم على مستوى العالم».
وأوضح أن المؤسسة تضع على عاتقها مهمة تطوير مهارات الأجيال الشابة، وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في مسيرة تنمية بلدانهم من خلال توفير فرص متكافئة للحصول على المعرفة، وتحسين جودة التعليم.
وأشار في هذا السياق إلى الإقبال الكبير الذي حققته مبادرة «مهارات المستقبل للجميع»، والذي أثمر عن إطلاق المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع «أكاديمية مهارات المستقبل» بالتعاون مع المنصة التعليمية العالمية «كورسيرا» بهدف توفير الفرص التعليمية والتدريبية المجانية لـ10 ملايين متعلم بحلول العام 2030.
وأضاف: «ننظر بعين التقدير إلى توجيهات سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ودعمها الدائم لمبادرات المؤسسة لرفع كفاءة التعليم وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة بما يشمل مشروع أكاديمية مهارات المستقبل والفعاليات الهادفة إلى تطوير هذا القطاع .
والتي كان آخرها «مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة»، إذ أسهم دعم سموها لجميع المبادرات في تمكين الشباب ضمن رؤية دبي لتعزيز قطاع التعليم وتحقيق أهداف التنمية الشاملة في دبي والإمارات».
وقال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية: «يقوم التعليم بدور جوهري في صناعة مستقبل أفضل للبشرية. ومع تسارع تطور التكنولوجيا وتطبيقاتها التعليمية لا سيما الذكاء الاصطناعي مؤخراً، غدا التعليم أكثر من مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل أصبح قوة دافعة للابتكار، وأساساً للاستدامة، ومحركاً للتقدم المجتمعي».
وأضاف: «عملاً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت دبي نموذجاً عالمياً رائداً في تعزيز التعليم كوسيلة للتطور والتقدم.
وتحت قيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الرئيس الأعلى للجامعة، تسهم جامعة حمدان بن محمد الذكية مساهمة فاعلة في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة ».
ركائز
وأكد الدكتور خليفة السويدي، المدير التنفيذي لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، أن اليوم الدولي للتعليم يسلط الضوء على أهمية التعليم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل أداة لإحداث تغيير إيجابي ومستدام في المجتمعات.
وأضاف أن مؤسسة حمدان تسعى من خلال برامجها ومبادراتها إلى تمكين الأجيال الجديدة ودعم الموهوبين والمتميزين على المستويين الإقليمي والدولي، موضحاً أن دور المؤسسة يمتد إلى الساحة العالمية، حيث تعمل بالشراكة مع منظمات تعليمية ومؤسسات دولية لدعم التعليم في المناطق النامية والمجتمعات الأكثر احتياجاً.
لافتاً إلى أن المؤسسة أطلقت مبادرات رائدة مثل حزمة الجوائز التحفيزية العالمية منها والإقليمية والمحلية مثل «جائزة حمدان-اليونسكو لتنمية أداء المعلمين»، واستفاد منها أكثر من 20 دولة، مما أسهم في تعزيز الابتكار وتحسين جودة التعليم في هذه الدول.
إضافة إلى جائزة حمدان الايسسكو للتطوع في تطوير المنشآت التربوية في العالم الإسلامي وجائزة حمدان الالكسو للبحث التربوي المتميز إلى مختلف البرامج الموجهة إلى تعزيز الجودة التعليمية وتحسين المخرجات المدرسية، ومن أهمها نموذج حمدان EFQM التعليمي الدولي والمركز العالمي للموهوبين.
وأشار السويدي إلى أن مؤسسة حمدان تولي اهتماماً خاصاً بتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن المؤسسة أطلقت مشاريع تعليمية مبتكرة تهدف إلى تدريب المعلمين على دمج التكنولوجيا المتطورة في أساليب التدريس، مما يسهم في تطوير البيئة التعليمية وتمكين الطلاب من مواكبة متطلبات العصر الرقمي.
كما أوضحت مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، أن اليوم الدولي للتعليم يبرز دور الذكاء الاصطناعي كعامل رئيسي في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الذي يركز على ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع.
حيث يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعليم الشامل عبر أدوات مبتكرة مثل الترجمة الفورية وتحليل لغة الإشارة، مما يدعم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة والفئات المهمشة في العملية التعليمية.
كما يساعد في تحسين جودة التعليم من خلال تخصيص مسارات تعلم فردية بناءً على احتياجات الطلاب، مما يرفع كفاءة العملية التعليمية بنسبة تصل إلى 30 %، علاوة على ذلك، تعزز منصات التعليم الذكية التعلم مدى الحياة عبر توفير محتوى متجدد ومتنوع يمكن الأفراد من مواكبة سوق العمل المتغير، حيث يتوقع ظهور 85 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030.
بدوره، أوضح معالي عبدالعزيز الغرير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الغرير، أن اليوم الدولي للتعليم يمثل فرصة لتسليط الضوء على قوة التعليم في إحداث التغيير وصناعة مستقبل أفضل لشبابنا ومجتمعاتنا، مؤكداً أن مؤسسة عبدالله الغرير ملتزمة بشكل راسخ بتلبية الاحتياجات المتنوعة والمتجددة للطلاب في جميع أنحاء المنطقة العربية، حيث تتجاوز جهودها الدعم المؤقت لتضمن تأثيراً طويل الأمد ومستداماً للأجيال القادمة.
وأشار الغرير إلى أن المؤسسة تعمل على مواجهة التحديات التعليمية المختلفة التي تواجه المنطقة العربية، من خلال شراكات متعددة وبرامج مبتكرة.
ومن الأمثلة على ذلك التعاون مع مبادرة المدرسة الرقمية التابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لتوفير فرص التعلم للأطفال في المناطق المتضررة من النزاعات، والتعاون مع الجامعات لإطلاق برامج الابتكار الرقمي، وضمان حصول الطلاب في غزة على شهادات التخرج من خلال صندوق الإغاثة التعليمية، وتهدف هذه الجهود إلى ضمان أن التعليم حق للجميع ويتم تحقيقه عبر العمل والالتزام.