ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 5 يناير 2025 12:05 صباحاً - يواصل معلمون بمدارس الدولة جهودهم لإثراء أوقات الطلبة خلال الإجازة الشتوية، بتنظيم معسكرات وبرامج تدريبية «عن بُعد» مجاناً تهدف إلى تعزيز مهاراتهم وتنمية ثقتهم بأنفسهم، بما يواكب احتياجات القرن الحادي والعشرين، وتنوعت هذه الفعاليات بين برامج تقنية وتربوية وترفيهية.
وأكد المعلم أيمن النقيب، مبتكر معسكر «الباحث البيئي المفكر»، أن هدفه الأساسي كان تعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة من خلال أنشطة تفاعلية تسلط الضوء على قضايا بيئية ملحّة، موضحاً أن البرنامج استهدف ربط المعرفة النظرية بتجارب عملية تُمكّن الطلبة من استيعاب التحديات البيئية، مثل إدارة النفايات، والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن الطلبة الذين التحقوا بالمخيم أظهروا تقدماً ملحوظاً في مهارات التفكير النقدي والتحليل، حيث تمكنوا من تقديم أفكار وحلول إبداعية لقضايا بيئية معاصرة، مما يعكس أهمية هذه المبادرات في إعداد جيل واع ومبتكر.
مقاطع إبداعية
ونظمت إيمان أحمد قاسم برنامج «كيفية إعداد مقاطع مرئية بطريقة إبداعية ومبتكرة» بهدف تطوير المهارات الإعلامية والتقنية للطلبة، موضحة أن البرنامج ركز على تدريب الطلبة على استخدام أدوات التصوير والمونتاج بأسلوب احترافي، مع التركيز على تقديم محتوى هادف.
رسائل إيجابية
وقالت إن المحور الأساسي للمعسكر تعليم الطلبة كيفية توظيف التكنولوجيا في إنتاج مقاطع مرئية تعكس اهتماماتهم، وتسهم في نشر رسائل إيجابية تخدم المجتمع، مضيفة أن الطلبة تعلموا كيفية كتابة السيناريو، واختيار الزوايا المناسبة للتصوير، وإجراء تعديلات إبداعية باستخدام برامج متخصصة.
وقالت انتصار أحمد الزعابي، معلمة رياض أطفال ونائبة القائد في منصة «علمني التصميم» التطوعية، أن فكرة المخيم الشتوي الافتراضي جاءت لتشجيع استثمار أوقات الإجازة في أنشطة تعليمية وتطويرية تسهم في تنمية مهارات الطلبة واستكشاف مواهبهم الإبداعية.
وأضافت الزعابي أن المخيم ركز على تقديم برامج مبتكرة تهدف إلى تمكين الطلبة من استخدام الأدوات التقنية الحديثة بفعالية، حيث تم تصميم الورش والمسابقات لتتناسب مع مختلف المستويات العمرية والقدرات، مما أسهم في تنمية التفكير الإبداعي والمهارات التقنية لديهم، كما شجع المخيم المشاركين على العمل الجماعي والتفاعل الإيجابي من خلال تحديات ومسابقات تحفز على الإبداع والمثابرة.
كما أكدت أن تنظيم مثل هذه الفعاليات الافتراضية يفتح آفاقاً جديدة للتعلم والتواصل، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة. وأعربت عن فخرها بمشاركة أصحاب الهمم في تقديم الفقرات، مشددة على أن تمكينهم في هذا المجال يعكس رؤية شاملة لدعم جميع أفراد المجتمع ودمجهم في الأنشطة التعليمية والتطويرية.
الإبداع والتكنولوجيا
وأوضحت المعلمة سهى شعشاعة، منسقة نادي الرياضيات الرقمي الدولي ومنصة جيل الذكاء الاصطناعي، التي شاركت في الملتقى الشتوي الأول لمنصة «علمني التصميم» الذي تم تنظيمه أونلاين أن هذه المبادرات تعمل على تعزيز اكتساب وتبادل المعرفة بشكل سهل وبسيط، من خلال تنمية المهارات التقنية والتفكير الإبداعي وروح التعاون والتنافس بين الطلبة.
وأشارت شعشاعة إلى أن الملتقى ركز على تطبيقات عملية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، حيث تعلم المشاركون كيفية استخدام هذه التقنيات لتحقيق آثار إيجابية في المجتمع.
وأضافت «كانت الفعاليات فرصة لإلهام الطلبة نحو الاستدامة في التعلم، واستكشاف فرص التعلم المستقبلية، مع توظيف إجازاتهم بطريقة تفاعلية وممتعة تعزز ثقتهم بأنفسهم».
وأكدت شعشاعة على أهمية توجيه الجهود نحو إنشاء بيئات تعليمية تُشجع الطلبة على التفكير النقدي والإبداع، بما يواكب التحولات السريعة في العالم الرقمي، ويهيئهم لمستقبل يعتمد بشكل متزايد على التقنيات الحديثة.