ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 7 نوفمبر 2024 12:05 صباحاً - أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، أن رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان طموحة، مبنية على أسس التنمية، وضمان الحياة الكريمة المستقرة والمستدامة، وقال سموه: «نتصور من خلالها مجتمعاً لأفراد يسهمون في خدمته، ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم، ويحيون القيم والتقاليد التي كان وما زال لها عظيم الأثر في بناء مجتمع قوي، جيلاً بعد جيل».
جاء ذلك، خلال مشاركة سموه في جلسة بعنوان: «التوجهات في ملف التعليم والتنمية البشرية والمجتمع»، خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
رؤية استشرافية
وسرد سموه خلال كلمته قصة «حصة»، وهي فتاة تعكس الرؤية الاستشرافية للإنسان الإماراتي، وما يتميز به من صفات تعكس التربية السليمة، ضمن الأسرة المترابطة، والتعليم المتطور الشمولي، الذي يمتد خارج الصفوف الدراسية، ليشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، باعتبارها مثالاً للفتاة المتعلمة الطموحة، التي نشأت على احترام القيم والمبادئ والموروث الثقافي في مجتمعها، والاستزادة من أصالة الأهل والحي الإماراتي، وجعلهم النهج الذي بنيت عليه شغفها بحب العلم والتعلم، حتى وصلت إلى مهنة تبدع فيها مع زملائها، بناء وتطويراً واستكشافاً، لتصبح عضواً فاعلاً في جعل النجاح والتقدم من سمات واقع الإمارات في الحاضر وفي المستقبل.
وأضاف سموه: «لقد رسمنا من خلال قصة «حصة»، لوحة جسدت واقعاً لمستقبل قادرون على توفيره لكل من يعيش على أرض الإمارات، من مواطنين ومقيمين، بتعاوننا جميعاً، وعملنا بروح الفريق الواحد، حتى نصقل شباب وشابات مثل حصة، يسهمون بشكل فعال في تنمية المجتمع، وفي بناء مستقبل الدولة».
ونوه سموه: «إن التحول الذي نحاول تحقيقه، لا يقتصر على عناصر نظام التعليم فحسب، بل يتطلب تعاوناً حقيقياً مع عناصر التنمية البشرية والمجتمع، بين الأسرة والمدرسة، وبين الجامعة وسوق العمل، وبين سوق العمل والمجتمع، والأهم من ذلك، تعاون بين كل مسؤول وزميله، بطرق شمولية واستراتيجية، تركز على الأثر، وليس فقط على المخرجات، وتنتهج الطابع المحلي أساساً لها».
وتحدث في الجلسة، إلى جانب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كل من: معالي شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي سارة الأميري وزيرة التربية والتعليم، ومعالي الدكتور عبد الرحمن العور وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وأدارتها معالي هاجر الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
تعاون وتكامل
من جانبها، قالت معالي شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع: «نرى أن التعاون والتكامل في ما بين قطاعات التنمية البشرية، هما عاملان أساسيان في جعل قصة «حصة» واقعاً ملموساً، وفي زيادة تأثير التنمية لكل فرد، بداية من وضع رؤية مشتركة لأهدافنا، وتحديد الفرص عبر القطاعات المختلفة، وتضمين قيمنا الإماراتية في كل ما نقوم به. علينا أن ننظر إلى تنمية المجتمع، من خلال توفير فرص شاملة للجميع، وإعادة بناء المهارات، وتعلم سبل إدارة الثروة، وتنمية المسؤولية المشتركة بين الجميع».
جيل إماراتي
وقالت معالي سارة الأميري وزيرة التربية والتعليم: «تجسد قصة حصة طموحنا في تنشئة جيل إماراتي الهوية، ومؤهل على المستوى العالمي، ولديه المهارات اللازمة التي تواكب الطموحات العلمية والعملية لدى كل طالب، وهذا ما دفعنا لبناء نظام تعليمي محلي، يزود الطلبة بالمهارات المستقبلية، إلى جانب غرس القيم والمبادئ الإماراتية، التي تبني شخصية الإنسان في دولة الإمارات».
في ذات الإطار، قال معالي الدكتور عبد الرحمن العور وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة: «تمنحنا قصة حصة إلهاماً حقيقياً، ودفعة أكبر للعمل بشكل مضاعف لتحقيق أحلام أبنائنا وبناتنا، فالإنجازات الكبيرة، هي ليست إنجازات تعليمية أو أكاديمية فقط، إنما هي إنجازات مجتمعية وفكرية واقتصادية، وغيرها الكثير، وتنمية بشرية شاملة، وتعتبر القيم والهوية الإماراتية جزءاً لا يتجزأ من توجهاتنا الاستراتيجية، وهو ما عودتنا عليه القيادة الرشيدة، بحيث لا تكون منفصلة، إنما أساسية لنجاحنا».
مسؤولية مشتركة
من جانبها، قالت معالي هاجر الذهلي، أمين عام مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع: «قصة حصة، هي قصة توضح مسؤوليتنا المشتركة للعمل معاً من أجل تطوير كوادر بشرية تتمتع بمهارات عالية، ولا تقتصر إنجازاتهم على تحقيق نجاح أكاديمي وحسب، بل بتمسّكهم بالقيم والمهارات الاجتماعية، وبمهن هادفة ومثمرة. إن إعادة تشكيل المجلس، يأتي انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن النهج الشامل للتنمية البشرية، هو السبيل الأمثل لتحقيق الطموحات التي رسمتها لنا قصة حصة».