ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 11 أكتوبر 2024 09:05 مساءً - في ظل التوجه المتزايد نحو تحسين بيئات العمل وجعلها أكثر جاذبية وملائمة للعاملين، أعدت الطالبة الإماراتية عائشة طاهر في معهد دبي للتصميم والابتكار، وفي خطوة مبتكرة تمزج بين الإبداع والحلول المستدامة، مشروعاً يهدف إلى تحسين بيئة العمل من خلال دمج الطبيعة بعناصر المكان.
التصميم التفاعلي الذي يحمل عنوان «بيئة العمل الخضراء»، يسعى إلى تعزيز الصحة النفسية والإنتاجية داخل أماكن العمل من خلال خلق رابط حيوي بين الإنسان والطبيعة، حتى في الأماكن المغلقة.
تقول الطالبة عائشة التي تدرس تخصص تصميم المنتجات، إنها استلهمت الفكرة من دراستها بالمعهد للتأكيد على أهمية الاتصال بالطبيعة وتأثيره الإيجابي على الحالة النفسية والتركيز في العمل، مشيرة إلى أنها أرادت تصميم بيئة عمل لا تكون مجرد مكان للجلوس والعمل، بل تكون مساحة محفزة، تدعم الصحة النفسية والرفاهية العامة للعاملين.
وأضافت أن المشروع يتمثل في إنشاء نظام بيئي ذكي داخل بيئات العمل، يدمج بين التكنولوجيا الحديثة والعناصر الطبيعية ليشكل بيئة عمل صحية وتفاعلية. ويعتمد هذا النظام على استخدام نباتات ذكية، إضاءة ديناميكية تحاكي ضوء النهار، وأصوات طبيعية تتكيف مع الأنشطة اليومية.
وأفادت، أن التصميم يتألف من عدة عناصر مبتكرة تتفاعل مع الطبيعة بشكل متكامل داخل بيئة العمل، حيث قامت بتوزيع النباتات الذكية بشكل استراتيجي في المكتب، والتي تتفاعل مع البيئة المحيطة من خلال أجهزة استشعار تقيس جودة الهواء ومستويات الأكسجين والرطوبة، تعرض النتائج في الوقت الفعلي عبر شاشات في المكان، مما يسمح للعاملين بمراقبة وتحسين بيئة العمل وفقاً للظروف الجوية.
كما قامت باعتماد الإضاءة الطبيعية المحاكية لضوء النهار، حيث تتغير تدريجياً خلال اليوم لتعكس أوقات الشمس الطبيعية، ما يساعد على تحقيق توازن بين العمل والإيقاع البيولوجي للجسم.
وأدخلت أصوات الطبيعة التفاعلية عبر نظام صوتي ينقل أصواتاً مستوحاة من الطبيعة مثل خرير المياه وأصوات الرياح والطيور، وتتغير الأصوات حسب حركة العاملين داخل المكتب أو بناء على وقت اليوم، مما يوفر بيئة هادئة ومريحة للتركيز بما يعزز إنتاجية العاملين في المكان.
ووفرت مساحات خضراء للاستراحة، عبر تخصيص زوايا داخل المكتب مستوحاة من الطبيعة، تحتوي على شلالات مياه مصغرة ونباتات طبيعية، لتوفر للعاملين مساحات للاسترخاء والتجديد بعيداً عن ضغوط العمل.
إبداع وإيجابية
وقالت الطالبة عائشة إن التصميم الذي يعتبر خطوة جديدة نحو تحقيق بيئات عمل مستدامة ومتوازنة بين التكنولوجيا والطبيعة، يهدف إلى تعزيز الإنتاجية والابتكار في بيئات العمل، حيث تعمل عناصر الطبيعة المدمجة على تحسين الحالة النفسية وتقليل مستويات التوتر.
مشيرة إلى أن الربط بين البيئة والطبيعة لا يسهم فقط في تحسين الأجواء داخل المكتب، بل يرفع مستوى الوعي البيئي، ويعزز الصحة النفسية لدى الموظفين ويحفزهم ويجعلهم أكثر إبداعاً وإيجابية، كما يرفع مستوى الرضا والإنتاجية.
