دبي - هبه الوهالي - تستضيف السعودية النسخة رقم 37 من منافسات كأس السوبر الإيطالي لكرة القدم خلال الفترة من 2 حتى 6 يناير الجاري، في حدث يتكرر للمرة الخامسة على ملاعبها، بعد الاستضافة الأولى في جدة مطلع العام 2019، والثانية بالرياض أواخر العام نفسه، وصولًا إلى النسختيْن الأخيرتيْن عاميْ 2023 و2024، والنسخة الحالية المرتقبة، في الرياض أيضًا، لتنفرد السعودية في صدارة أكثر المضيفين «الخارجيين» للسوبر الإيطالي تاريخيًا، متجاوزة المسرح الصيني.
ولعبت 14 نسخة من أصل 36 في تاريخ كأس السوبر الإيطالي، خارج إيطاليا، بدءًا من نسخة العام 1993، والتي استضافها ملعب روبرت كينيدي التذكاري في واشنطن، العاصمة الأمريكية، قبل نحو عام من استضافة الولايات المتحدة لنهائيات كأس العالم 1994. وشهدت المباراة فوز ميلان، بطل الدوري الإيطالي حينها، على تورينو بطل الكأس، بهدف نظيف سجله الإيطالي ماركو سيموني، أمام أكثر من 25 ألف متفرج.
وعاد السوبر الإيطالي إلى مسرحه المحلي في 8 نسخ متتالية بعد ذلك، قبل أن تستضيف طرابلس، العاصمة الليبية، نسخة العام 2002، على ملعبها الدولي، بحضور 40 ألف متفرج. ونجح يوفنتوس، بطل الدوري الإيطالي حينها، بالتغلب على بارما، بطل الكأس، بهدفيْن سجلهما الإيطالي أليساندرو ديل بييرو، مقابل هدف للإيطالي ماركو دي فايو.
وفي العام التالي، استضافت الولايات المتحدة مواجهة السوبر للمرة الثانية، على ملعب جاينتس هذه المرة، في ولاية نيو جيرسي، ونجح يوفنتوس في الحفاظ على لقبه بعد فوزه على ميلان في مباراة دراماتيكية أمام 54 ألف متفرج، إذ انتهى الشوطان الأصليان على نتيجة التعادل السلبي، قبل أن يتقدم الإيطالي أندريا بيرلو لميلان في اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الأول، لكن الفرنسي دافيد تريزيجيه أدرك التعادل بعد ثوانٍ، لتذهب المباراة إلى ركلات ترجيحية ابتسمت للسيدة العجوز.
وبعد الولايات المتحدة وليبيا، جاء الدور على الصين لاستضافة كأس السوبر الإيطالي، عام 2009، إذ احتفل لاتسيو، بطل كأس إيطاليا حينها، باللقب أمام نحو 69 ألف متفرج على ملعب بكين الدولي، بعد فوزه على إنتر ميلان، حامل لقب الدوري، بهدفيْن لهدف، ولو أن تشكيلة الإنتر ضمّت أسماء لامعة، مثل الكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني خافيير زانيتي والفرنسي باتريك فييرا، بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
واستضاف ملعب بكين الدولي نسخة العام 2011، والتي جمعت قطبا مدينة ميلانو، إذ تغلّب ميلان بهدفيْن لهدف على الإنتر أمام 66 ألف متفرج، كما استضاف الملعب نفسه نسخة العام التالي، عندما حقق يوفنتوس لقبه الخامس عقب فوزه على نابولي 4-2 بعد التمديد، أمام 75 ألف متفرج.
وعرف السوبر الإيطالي مسرحًا جديدًا عام 2014، مع استضافة ملعب جاسم بن حمد في قطر للقاء الذي جمع بين يوفنتوس ونابولي مجددًا، أمام 14 ألف متفرج، والمواجهة حملت كل أنواع الإثارة، إذ تقدّم الأرجنتيني كارلوس تيفيز لليوفي في الدقيقة 5، وأدرك مواطنه جونزالو هيجواين التعادل لنابولي في الدقيقة 68، ثم تقدّم يوفنتوس مجددًا بهدفٍ ثانٍ لتيفيز مطلع الشوط الإضافي الثاني، لكن هيجواين أدرك التعادل مجددًا في الدقيقة 118، لتُحسم المواجهة بركلات الترجيح، وبعد 9 ركلات لكل فريق، علمًا أن السنغالي كاليدو كوليبالي، مدافع الهلال الحالي، كان مسجّل الركلة الحاسمة الأخيرة، والتي قادت نابولي لفوزه بلقبه الثاني في السوبر.
وعادت مواجهة السوبر إلى الصين، للمرة الرابعة، مع استضافة شانجهاي لنسخة العام 2015، والتي شهدت فوز يوفنتوس بلقبه السابع، عقب فوزه بهدفيْن دون رد على لاتسيو، أمام 20 ألف متفرج، قبل أن يستضيف ملعب جاسم بن حمد كأس السوبر للمرة الثانية والأخيرة في العام التالي، عندما عادَل ميلان محصلة يوفنتوس، بعد فوزه عليه بركلات الترجيح، أمام أكثر من 11 ألف متفرج.
وأصبحت السعودية بعد ذلك المسرح الخارجي الوحيد لكأس السوبر الإيطالي، إذ استضاف ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة نسخة العام 2018، مطلع يناير 2019، والتي حسمها يوفنتوس أمام ميلان بهدف وحيد سجله كريستيانو رونالدو، أمام أكثر من 61 ألف متفرج، لكن اليوفي خسر لقبه في ديسمبر من العام نفسه، عندما سقط أمام لاتسيو بنتيجة 1-3 في نسخة العام 2019، والتي جرت على جامعة الملك سعود في الرياض، أمام أكثر من 23 ألف متفرج.
واستضافت السعودية كأس السوبر، على ملعب ثالث، في يناير 2023، إذ كان ملعب الملك فهد الدولي مسرحًا للديربي الذي جمع ميلان والإنتر لنسخة العام 2022، والذي حسمه النيراتزوري بأريحية، وبـ 3 أهداف سجلها فيديريكو ديماركو وإدين دجيكو ولاوتارو مارتينيز، أمام أكثر من 51 ألف متفرج، وأمام مرأى ستيفانو بيولي، مدرب النصر الحالي، والذي كان حينها مدربًا لميلان.
وتعادلت السعودية مع الصين في عدد مرات استضافة كأس السوبر الإيطالي، عندما احتضن ملعب جامعة الملك سعود نسخة العام 2023، مطلع شهر يناير الماضي، بحضور 4 فرق للمرة الأولى، وحافظ إنتر ميلان على لقبه بعد فوزه على نابولي بهدف نظيف سجله لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 91 من المباراة النهائية، بحضور نحو 25 ألف متفرج. ويستضيف ملعب جامعة الملك سعود النسخة الحالية، بالنظام نفسه، عبر نصف النهائي الأول بين الإنتر وأتالانتا الخميس، والثاني بين يوفنتوس وميلان الجمعة، قبل المواجهة النهائية في 6 يناير، ما يجعل السعودية الوجهة الخارجية الأولى تاريخيًا للسوبر الإيطالي، عبر استضافة خامسة.