الارشيف / حال قطر

الشخصية السوية والصحة النفسية

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

لقد اهتم علم الصحة النفسية اهتماما كبيرا بالوقاية من الاضطراب والمرض النفسي، أو ما يطلق عليه البعض « التحصين النفسي « وكلنا يعرف المبدأ الذي يقول: الوقاية خير من العلاج، والوقاية في حد ذاتها من المرض النفسي لابد من معرفة أسباب المرض وإزالتها، ونعمل على ضبطها والتقليل من آثارها وتهيئة الظروف التي تحقق الصحة النفسية.
ولكي تتحقق لنا الصحة النفسية يجب أن نعطي اهتماما كبيرا ببناء شخصية الفرد كما حددها الدين الإسلامي، حيث انه اهتم اهتماما بالغا بتنشئة الفرد المسلم، وتربيته وتعديل سلوكه وتصحيح عقيدته وتحقيق إنسانيته، وتتكون شخصية الفرد المسلم من خطين رئيسيين يندمجان مع بعضهما البعض ليوجها معا سلوكه، وهذان الخطان هما العقيدة والشريعة، قال تعالى: «بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
وفيما يلي أهم معالم الوقاية من الاضطراب والمرض النفسي:
- الإيمان بالله تعالى: إن عماد الحياة الروحية ومنبع طمأنينة النفس ومصدر سعادتها، هو الإيمان بالله تعالى بشرط أن تظهر آثار هذا الإيمان في سلوك الإنسان وعمله الصالح.
والإيمان بالله تعالى أمر فطري في الإنسان فهو يشعر في أعماق نفسه بدافع يدفعه إلى البحث والتفكير لمعرفة خالقه وخالق الكون، وإلى عبادته والتوسل إليه والالتجاء إليه والاستعانة به عندما تحيط به الأخطار وهو يجد في حمايته ورعايته الأمن والطمأنينة.
الإيمان بالله تعالى يبعد الإنسان عن اليأس والجزع ويهون عليه المصائب، قال تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية».
- تقوى الله: التقوى تنير البصيرة وتجعل الإنسان قادرا على التفريق بين الحق والباطل، قال تعالى: « يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا»، ومن ثمرات التقوى الأمن النفسي والتوفيق والتأييد والنصر في الدنيا والثواب والرحمة في الآخرة.
- حب الله: حب الله هو الإيمان الحق الذي تبدو آثاره في سلوك الإنسان، ومن أحب الله وأحب رسوله وجد حلاوة الإيمان، قال تعالى: « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله «، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
- خشية الله: وخشية الله والخوف من عقابه تؤدي إلى طاعته والبعد عن الشر والشهوات وتريح الضمير وتؤدي بالإنسان إلى السلوك السليم وتجعله صالحا في الجماعة الإنسانية، قال تعالى: « ومن يطع الله ورسوله فأولئك هم الفائزون «.
- الشكر لله: أن تتعرف بفضل الله وإحسانه وتثني عليه وتحمده، وإظهار آثار نعم الله على لسانك ثناء واعترافا، وعلى قلبك شهادة ومحبة، وعلى جوارحك انقيادا وطاعة.
والشكر واجب على العبد نحو خالقه، فيه منفعة تعود على الشاكر حيث يطهر نفسه ويقربها من الله ويوجهها الوجهة الصالحة، قال تعالى: «ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه».

❚ التفكير الإيجابي

- أهم قرار يتخذه الإنسان في حياته عندما يحدد الشيء الذي يريده.
- لا تستسلم أبدا للفشل.
- كن على يقين بأن التغيير الحقيقي يبدأ أولا من داخلك أنت.
- أسعد شيء في الحياة أن تكون مقتنعا بأن تكافح للحصول على كل ما تستحقه.
- عندما تغير تفكيرك فأنت تغير عالمك بأكمله.
- لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
- عند كل مشكلة ابحث عن الحلول لا عن الأعذار.

❚ همسات

- اكسب أولادك السلوك الحسن بالسلوك الحسن منك.
- اشكرهم على عمل طيب قاموا به، يتعلمون الشكر.
- احلم عليهم يتعلمون الحلم، ويكتسبون مهارة التسامح.
- استأذن منهم عند استعمال حاجاتهم وفي الدخول عليهم سيمارسون الاستئذان.
- كن قدوة حسنة لأولادك قولا وفعلا، فقديما قيل: لا يستقيم الظل والعود أعوج.

Advertisements

قد تقرأ أيضا