الارشيف / حال قطر

المانجو.. هل تصلح للزراعة في أراضينا؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

الدوحة - سيف الحموري - د. لطيفة النعيمي: تتطلب كثيرا من الاهتمام

ناصر الخلف: تكلفة أكثر.. ومردود أقل

م. إيهاب الدقماق: زيادة الإقبال على زراعتها

أكد عدد من المختصين زيادة الإقبال على زراعة الأشجار المثمرة في قطر، خاصة الأنواع ذات القدرة على العيش في الأجواء الحارة والتربة الجافة، سواء كان ذلك في المنازل أو في المزارع، بما فيها أشجار التين واللوز والحمضيات بأنواعها المختلفة، والمانجو والرمان والبابايا والزيتون.
وفي حين ساهمت الجهود الحكومية في تطوير القطاع الزراعي وزيادة نسب الاكتفاء الذاتي إيجابا في العديد من المنتجات الزراعية المحلية، مع زيادة توجه المزارعين لإنتاج محاصيل الخضار العضوية والأشجار المثمرة، فقد تحدث عدد من الخبراء والمختصين حول إمكانية أن تتوسع رقعة هذه الزراعات، وإمكانية إدخال المانجو إلى قائمة المحاصيل السنوية المحلية.

401f47ce79.jpg

في هذا السياق، قالت الدكتورة لطيفة النعيمي أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر، صاحبة «أكاديمية مروج الزراعية للعلوم والتنمية»، إن زيادة الإقبال على الزراعة والاستثمار الزراعي تعكس اهتمام دولة قطر بالقطاع الزراعي، خصوصًا أن المستثمرين باتوا يساهمون وبشكل فاعل في إثراء السوق القطري، بالأصناف المختلفة من الخضراوات والفواكه، كما أن العائد من الإنتاج الزراعي يعتبر أفضل مقارنة بالقنوات الاستثمارية التقليدية الأخرى، باعتبار أن مزارع قطر تنتج إنتاجًا وفيرًا عالي الجودة، ويزداد هذا الإنتاج عامًا بعد عام، ما يحقق الاكتفاء الذاتي.
وأكدت د. النعيمي أن زراعة الأشجار المثمرة مثل المانجو تتطلب كثيرًا من الرعاية والاهتمام بما فيها اختيار التربة المخصصة والغنية ببعض العناصر من خلال التسميد الآمن، كما يتطلب هذا النوع من الاستثمار وجود مواطنين متمكنين من العلوم الزراعية الحديثة وتقنياتها للحفاظ على ثرواتنا الزراعية وإرثنا الوطني من المزارع، حيث لدينا أكثر من «1400» مزرعة، بالإضافة إلى العزب التي يبلغ عددها «7» مجمعات عزب، كل مجمع فيه ما يزيد على ألف عزبة، وبالتالي نهضتنا الزراعية باتت تحتاج بصورة ملحة لمرجع بحثي وأكاديمي، ينظمها ويدعمها بالدراسات المتخصصة في المجالات المختلفة، لخدمة الثروة الزراعية، كون الجهات المختصة تأخرت كثيرًا في إنشاء كلية أو قسم للزراعة في قطر، سواء في الجامعة الوطنية أو مؤسسة قطر، لمواكبة التطور الزراعي من الجانب الأكاديمي.
وأشارت إلى أن قطر تحتاج إلى سواعد أبنائها في قطاع الزراعة لتعزيز الإنتاجية في وطننا، منوهة بدور المهندسين الزراعيين القطريين في تعزيز الاكتفاء الذاتي من الخضراوات والفواكه، وعدم الاعتماد على الواردات من الخارج.

برامج في علوم النبات
وأوضحت د. النعيمي أنها تمكنت بحمد الله وتوفيقه من تسجيل «أكاديمية مروج الزراعية للعلوم والتنمية»، التي ستوفر برامج تعليمية متخصصة في مجالات علوم النبات والحيوان والبيئة، تشمل دراسة الأراضي، وعلم البيئة، وتحليل البيانات الزراعية، بالإضافة إلى ورش العمل والدورات التدريبية، حول تقنيات التحسين الوراثي والتكنولوجيا الحيوية في الزراعة، وأيضًا برامج بحثية تهدف إلى تطوير تقنيات جديدة لتحسين إنتاجية المحاصيل والمواشي بطرق مستدامة، وكذلك مشاريع ميدانية لتطبيق المفاهيم والتقنيات العلمية في البيئة الزراعية الفعلية، كما تشمل برامج الأكاديمية إقامة ندوات ومؤتمرات، لتبادل المعرفة، وآخر التطورات في مجال العلوم الزراعية والتنمية الزراعية، إلى جانب تنظيم فعاليات توعوية للمجتمع، حول أهمية الزراعة المستدامة، والتنمية الريفية.
ونوهت بأن الزراعة باتت من الحقول التكنولوجية الثرية بالتجارب والأبحاث الداعمة، كما أن مردود إنشاء كيان أكاديمي للزراعة في دولة قطر سوف ينعكس على المساحات الخضراء بشكل عام، والمردود الأهم هو الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وصولًا لتحقيق الأمن الغذائي، فوجود كوادر مؤهلة في هذا المجال سيكون مهمًا، وسيحقق إضافة وجودة عالية لمنتجاتنا لأن أبناءنا هم من سيتولون الإشراف على مزارعنا ومنتجاتنا الحيوانية، ومع تزايد عدد سكان العالم والطلب المتزايد على الغذاء المستدام والصحي، أصبح المجال الزراعي أكثر أهمية من أي وقت مضى، فمن خلال دراسة هذا التخصص يمكن للطلاب اكتساب فهم عميق للعمليات المتضمنة في إنتاج الغذاء، وكذلك التعرف على أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال.
وختمت الدكتورة بالقول أن الاهتمام بالجانب الأكاديمي هو مسعى لا يمكن فصله عن ابتكار طرق أكثر تناغمًا واستدامة لإنتاج الغذاء، من خلال الجمع بين الطرق التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، ابتغاء الاستخدام المتوازن للموارد.

d5c3b6f8d5.jpg

الري والتسميد والتظليل
من جانبه، قال السيد ناصر الخلف المدير التنفيذي ومالك مزرعة «أجريكو» إن زراعة أشجار المانجو والأشجار المثمرة بصفة عامة، تتطلب الكثير من الرعاية والاهتمام، بما في ذلك الري والتسميد والتظليل، كما يتطلب انبات المانجو شروطا مناخية وإن كانت تنمو بحالة جيدة في الأجواء الحارة والرطبة لكن محصولها يكون قليلا في مثل هذه الظروف، وتزداد الإنتاجية في الأجواء الجافة. ولكن كمستثمر أرى أن زراعة الأشجار المثمرة أكثر كلفة من زراعة الخضراوات وبالتالي أقل مردود مادي خاصة عندما نتحدث عن الزراعة بكميات انتاجية تجارية للمساهمة في تزويد السوق بكميات وافرة تلبي الطلب المحلي، وأضاف ان هناك تحديا آخر في زراعة المانجو وهي القدرة على منافسة الأصناف المستورة من بلادها الطبيعية الغنية بالاصناف الجيدة مثل الهند وباكستان ومصر واليمن وغيرها من البلدان المشهورة بزراعة المانجو.

حماية ثمار المانجو
قال المهندس الزراعي إيهاب الدقماق إن المانجو من أهم محاصيل الفاكهة الناجحة اقتصاديا في الأراضي الرملية والمستصلحة، طالما توفرت متطلباتها من التسميد، والري، والتظليل، والتربة المناسبة والتي يمكن خلطها ببعض العناصر ووسائل الحماية من الرياح والرمال، مشيرا إلى أنها شجرة حساسة سواء تجاه المغذيات الكيماوية أو تجاه الرياح بحيث لا تتحمل المانجو التعرض المباشر للرياح الشديدة، وخاصة عندما تكون محملة بالثمار، حيث تكسر الأفرع وتتساقط الثمار وقد تتعرض الأشجار نفسها للاقتلاع في حالات الرياح الشديدة، كما تحتاج لأشعة الشمس لفترات قصيرة. وأوضح الدقماق أنه تتم زراعة المانجو في الظل إذا كانت المواقع الزراعية صحراوية لحماية الثمار من لهيب الشمس، مبينا أن الشجرة تنمو جيدا في نوع التربة الجافة، ولكن ليس في الطينية او المبللة وهي شجرة دائمة الخضرة ولا تستهلك الكثير من الماء، منوها بضرورة تقليم الشجرة بعد تساقط التويجات للحصول على النتائج المرجوة.  واشار إلى أن الصيف من المواسم الزراعية التي تصلح لزراعة العديد من الأشجار المثمرة، منوها بزيادة الإقبال على زراعة الأشجار المثمرة في قطر، بما فيها حمضيات بجميع أنواعها، بالإضافة إلى التين، والتوت، واللوز، والكنار، والمانجو، وأكد أنه يوفر مختلف متطلبات الزراعة المنزلية، من شتلات وأحواض زراعية وفيتامينات للتربة وكذلك مبيدات حشرية للقضاء على الآفات الزراعية. ومن حيث التكاثر أوضح أن هذه الأشجار تنمو بواسطة المطاعيم أو من الغروس الجاهزة والشتلات وعادة ما تنضج ثمار هذا النوع من الأشجار في خلال الفترة الممتدة من 100 إلى 180 يوما من بعد تفتح الأزهار. وتكون فترة الثمار هنا بيضاوية أما قشرة الثمار الناضجة فتكون ذات لون أخضر شاحب أو أصفر مورد بالأحمر وذات ملمس ناعم، وعند النضوج تصبح رائحتها زكية، ويجب أن يتم قطاف الثمار في درجات حرارة منخفضة، كما يمكن حفظ الثمار الناضجة في جو بارد، ويمكن التمييز بين 4 اصناف من أشتال المانجو، وهي المصري، والهندي، والباكستاني والتايلندي، مشيرا الى جودة المانجو المصري من حيث الطعم والنكهة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا