الارشيف / حال قطر

نمط الخمول وقلة الحركة منتشر في قطر بشكل واضح

الدوحة - سيف الحموري - أكد الدكتور أنيس اليافعي - استشاري طب المجتمع ومسؤول مركز المعافاة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية - أن التغييرات التي طرأت على المجتمع القطري في السنوات الأخيرة من ناحية قلة الحركة تعد تغييرات مثيرة للاهتمام، لما لها من انتشار واضح بين أفراد وفئات المجتمع وتأثير على الصحة العامة، وخصوصا المرتبطة بالأمراض المزمنة. 

وقال د. اليافعي: تصنف مراكز الأبحاث قلة الحركة والخمول على أنه مرض العصر، وكأحد أهم أسباب الأمراض المزمنة كالسمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني والاكتئاب وأمراض الجهاز الحركي وحتى أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعد السبب الأول للوفاة في قطر والعالم.
وأضاف: تتنوع التعريفات حسب آلية احتساب الخمول خلال اليوم. ولكن المصادر العلمية أجمعت على أن الخمول وقلة الحركة يمكن تعريفه بالحد الأدنى من صرف الطاقة خلال اليوم، ويتم قياسه عبر طرق ووسائل مختلفة منها على سبيل المثال للحصر استبانات علمية تحدد الدقائق ونوعية الحركة خلال اليوم ويتم بعد ذلك احتساب السعرات الحرارية المهدرة يوميا. والخيار آخر الأكثر شيوعا هي من خلال عدد الخطوات المشي اليومي فالأشخاص الذين يمشون أقل من (5000) خطوة في اليوم يعدون من الأشخاص الذين يعانون من الخمول وقلة الحركة. 
وتابع: نمط الخمول وقلة الحركة منتشر في قطر بشكل واضح، فحسب آخر البيانات الصادرة من المسح الوطني التدرجي، يتكشف أن الغالبية من القطريين البالغين (75%) يمارسون حياة قليلة الحركة أو خاملة. وأن فقط (22 %) يمارسون نمطا حركيا متوسط الشدة وأعلى وهو رقم مهم قد يساهم في تفسير انتشار عدد كبير من الأمراض المزمنة في قطر مثل السمنة والسكري وأمراض القلب وغيرها.
 وأوضح أن الكثير من المصادر الطبية والأبحاث المتخصصة في تأثير الرياضة على الصحة العامة تجمع على ما للرياضة بشكل عام من تأثير إيجابي وكبير على مختلف أجهزة الجسم، وما للرياضة من دور فاعل مثبت بالبراهين والأدلة المرتكزة على البحث العلمي في الحد من الإصابة بالأمراض المزمنة الشائعة في المجتمعات الحديثة. كما تشير أغلب نتائج الأبحاث في أن الرياضة بشكل عام تعزز من ضبط الأمراض المزمنة عند المصابين بها وتقليل استخدام الأدوية والحد من تطورات ي مضاعفات هذه الأمراض على الحد البعيد.
وأشار إلى أن دور الرياضة لا يقتصر على أنها إحدى أهم وسائل الترفيه، بل جعلها نمط حياة ينعكس على صحة المجتمع وإنتاجيتهم وصحتهم البدنية والنفسية.
وقال د. اليافعي: تقي الرياضة المنتظمة بشكل كبير في الحد من عدد هائل من الأمراض المزمنة فهي الوسيلة الفاعلة في المحافظة على الوزن وفي الحد من إصابة بالسمنة والبدانة، كما تقلل من نسب الإصابة بأمراض السكر من النوع الثاني وأمراض ارتفاع الدم والأمراض ارتفاع دهنيات الدم، وتقلل من احتمالية التعرض للأمراض النفسية والذهنية الأكثر شيوعاً مثل الاكتئاب، والقلق، والرهاب، وغيرها. 
وأضاف: وتسهم الرياضة بشكل كبير في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والحد من الإصابة بالذبحات الصدرية والجلطات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية. هذا ويمتد تأثير الرياضة لي يسهم في تحسين جودة حياة كبار السن فتقلل احتمالية الإصابة بأمراض الشيخوخة مثل الشلل الرعاشي وزهايمر وغيرهما وتجعل من حياة كبار السن حياة مستقرة يعتمدون فيها على أنفسهم في الحصول على حاجاتهم اليومية دون أن يكونوا عبئاً على المحيطين بهم. 
وتابع: وللرياضة أيضا نقاط إيجابية كثيرة من ناحية تعزيز جودة النوم وتقليل القلق وتحسين الأداء الأكاديمي للطلاب والدارسين، وتحفيز الإنتاج المهني لكل العاملين كما تعطي مؤشرا حيويا مهما على أن المجتمع ينعم بوافر من الصحة بحيث يقللون من الضغط على القطاع الصحي وتقليل الفاتورة العلاجية التي بشكل أساسي يتم التركيز فيها على محاربة وعلاج الأمراض المزمنة الشائعة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا