الارشيف / حال قطر

جهود حثيثة لمكافحة التدخين حفاظاً على الصحة والسلامة

الدوحة - سيف الحموري - شاركت دولة قطر دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التبغ والذي يوافق يوم الحادي والثلاثين من مايو سنوياً، وخصصت منظمة الصحة العالمية شعار الاحتفال لهذا العام بعنوان: «حماية الشباب من تدخل دوائر صناعة التبغ».
وتبذل وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية بالدولة جهوداً حثيثة لمكافحة التدخين، حفاظاً على صحة وسلامة السكان، وقد نظمت جهات القطاع الصحي الحكومي بالدولة عدداً من الفعاليات والأنشطة التوعوية بهذه المناسبة للتوعية بأضرار التبغ والتعريف بجهود الإقلاع عن التدخين.

وقال الدكتور صلاح اليافعي، مدير إدارة تعزيز الصحة بالوكالة في وزارة الصحة العامة: إن الوزارة تواصل جهودها للحد من استهلاك التبغ بكل أشكاله في دولة قطر، وذلك من خلال تطبيق القانون رقم (10) لسنة 2016، بشأن الرقابة على التبغ ومشتقاته، إضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات والحملات التوعوية الموسعة التي تستهدف المجتمع.
وأضاف إنه بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التبغ قامت إدارة تعزيز الصحة بالعديد من الأنشطة التوعوية التي تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر التدخين ، حيث تم تقديم العديد من المحاضرات التوعوية في المدارس الحكومية والخاصة، كما تم بث رسائل وأفلام توعوية على حسابات وزارة الصحة العامة في مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بمخاطر استخدام التبغ بأشكاله المختلفة.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد الملا، مدير مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية وهو مركز معتمد من منظمة الصحة العالمية ؛ أنه تم تخصيص عدة أماكن تابعة لمؤسسة حمد الطبية لتنظيم أنشطة توعوية حول مضار التبغ ومنها إقامة أجنحة توعوية للجمهور في مستشفيات: الوكرة يوم 27 مايو، والخور يوم 28 مايو، وبمستشفى حمد العام في المدخل الرئيسي يوم 29 مايو.  وقال د.الملا ان هذه الفعاليات التي تم تنظيمها ترتكز بالأساس على الشباب والهدف منها التنبيه والتحذير من مخاطر التدخين بكافة أنواعه بما في ذلك المنتجات الجديدة المتمثلة في السجائر الإلكترونية، مشدداً على أن مكافحة التدخين هي جهود مشتركة بين كافة مؤسسات الدولة والمجتمع .
وكشف الدكتور أحمد الملا أن نسبة المدخنين في دولة قطر بلغت حالياً 25 بالمائة من إجمالي عدد السكان ، مضيفاً أن 12.1  بالمائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عاماً يستهلكون التبغ، وأن أكثر من 37 مليون شاب في العالم يدخنون السجائر الإلكترونية على وجه الخصوص.
وجدد الدكتور أحمد الملا دعوته للإقلاع عن هذه العادة السيئة كما نبه إلى الآثار السلبية الناتجة عن استخدام الأجهزة الالكترونية في التدخين والتي تتمثل في الفيب، أو أقالم الفيب، أو المبخر الإلكتروني، أو السيجار الالكتروني أو البود، أو المود، والشيشة الالكترونية حيث أكد أن جميع تلك الوسائل لا تعد بديلا آمنًا لتدخين السجائر.
وقد دعا مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية الأفراد المدخنين للامتناع عن التدخين في هذا اليوم العالمي، حيث يمكن لأي فرد في المجتمع حجز موعد عبر الاتصال بالمركز على الأرقام التالية: 50254981-40254857-50800959
وأكدت الدكتورة وضحى أحمد الباكر، مدير برامج المعافاة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن المؤسسة تقدم خدمات الاقلاع عن التدخين من خلال محورين: محور الخدمات العلاجية في عيادات خاصة بالإقلاع عن التدخين في مختلف المراكز الصحية ، وهناك أيضاً خدمات وقائية وتوعوية من خلال البرامج والحملات التوعوية والمحاضرات لمختلف طبقات المجتمع من المدارس والجامعات والمؤسسات. وقد بلغ عدد هذه العيادات ١٧عيادة وأكثر من 4100 زيارة في عام 2023 لأكثر من 1900 مريض ؛ بينهم حوالي 25% أكملوا فترة العلاج واستطاعوا أن يقلعوا عن التدخين خلال فترة المتابعة ، بينما في الربع الأول من عام 2024 كان عدد الزيارات للعيادات أكثر من 1150 زيارة ل 745مريضا بينهم حوالي 20٪ استطاعوا أن يقلعوا عن التدخين.
وتتوافر عيادات الإقلاع عن التدخين في 15 مركزاً من المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية والتي يمكن حجز موعد بها بغض النظر عن مكان الملف الصحي للشخص المدخن الراغب في العلاج؛  وهي مراكز : الغرافة وعمر بن الخطاب  والظعاين وابوبكر الصديق وروضة الخيل والرويس ولعبيب والوكرة وجامعة قطر و الوعب والوجبة ومسيمير وأم صلال والسد والمشاف.
وقد تم تنظيم عدد من الفعاليات في  المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إضافة الى تقديم محاضرات توعوية في المدارس. أما بالنسبة للجامعات فقد تم تنظيم يوم توعوي في المدينة التعليمية لتعريف الطلاب والموظفين بخطورة التدخين والخدمات المقدمة بمؤسسة الرعاية الصحية الاولية للاقلاع عن التدخين.

«التدخين والسرطانات»
كما أنّ هناك ثمة علاقة وثيقة بين التدخين والسرطانات بشكل عام ومنها سرطان الرئة -وتليف الكبد -وأمراض الشريان التاجي -الذبحة الصدرية -سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة بالدراسات والأبحاث فعند احتراق السيجارة يحدث تفاعل وينتج عنه أكثر من 7000 مادة كيميائية بشكل عام منها 69 مادة مسرطنة، ويرتبط الإقلاع عن التدخين في أي عمر بفوائد صحية كبيرة للمدخن ويعتمد مدى الفائدة جزئياً على شدة ومدة التعرض السابق لدخان التبغ وأن المدخنين الذين يتوقفون عن التدخين يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض مرتبطة بالتبغ، بما في ذلك أمراض القلب التاجية والسرطان وأمراض الرئة. كما يستفيد المدخنون أيضًا من الإقلاع عن التدخين حتى بعد الإصابة بأمراض مرتبطة بالتدخين، مثل مرض القلب التاجي أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
يلاحظ العديد من المدخنين الذين يعانون من السعال المزمن والبلغم حدوث تحسن في هذه الأعراض خلال العام الأول بعد التوقف عن التدخين؛ كما أنّ الامتناع التام عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة في غضون خمس سنوات حيث ان تدخين السجائر مسؤول عن حوالي%90 من حالات سرطان الرئة؛ ويَحد من خطر الإصابة بسرطانات أخرى كـ: «سرطان الرأس والرقبة والمريء والبنكرياس والمثانة»، وفيما يخص مرض القرحة الهضمية فالإقلاع عن التدخين يقلل من هذا الخطر ويزيد من معدل التئام القرحة في حال تطورها، في حين مرض هشاشة العظام لوحظ زيادة نسبة الإصابة به لدى المدخنين من الذكور ، والإصابة بكسور الورك لدى النساء المُدخنات، كما أن الإقلاع عن التدخين يُساعد على تحسين النمط الصحي والسلوكي للمدخنين ويُجدد القدرة على ممارسة الرياضة لفترات طويلة ويؤدي لتحسين النمط الغذائي والتخلص من اضطرابات النوم؛ كما أنّ المحيطين بالمدخن كعائلته وأصحابه يتم حمايتهم من آثار التدخين السلبي حيث أنّ تأثيره يقارب من تأثير المدخن نفسه.

Advertisements

قد تقرأ أيضا