الدوحة - سيف الحموري - برعاية سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل.انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني. تحت شعار «ممارسات التطبيق وتبادل الخبرات».
ويناقش المؤتمر الذي تنظمه وزارة العمل بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل والتدابير الحالية والمستقبلية والتحديات وفرص تبني نهج متطور للتخفيف من تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل وفقا للتوجهات العالمية والإقليمية.
ويشارك بالمؤتمر على مدى يومي 9-10 مايو 2023 ممثلون عن حكومات والعمال وأصحاب العمل من الدول العربية، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء الدوليين والاقليميين المتخصصين باستراتيجيات الوقاية من الإجهاد الحراري المهني من منظمة العمل الدولية وأكاديميون من كبرى الجامعات في الولايات المحتدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وسنغافورة والمكسيك واليونان وجنوب افريقيا.
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، وزير العمل أن دولة قطر تولت منذ العام 2019 تنفيذ أكبر دراسة على الإطلاق حول تأثيرات الإجهاد الحراري المهني بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الدوليين، مشيرا إلى أن نتائج الدارسة ساهمت بتعزيز المعرفة العالمية حول الإجهاد الحراري المهني والكشف عن الحلول المتاحة وتقديم التوصيات لحماية العمال بشكل أفضل.
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حرص دولة قطر على الارتقاء بتشريعات الوقاية من الإجهاد الحراري بما يواكب تطورات سوق العمل، مؤكدا أن الإجراءات التي نفذتها وزارة العمل خلال الفترة الماضية ساهمت إلى حد كبير في التقليل من عدد الإصابات الناتجة عن الإجهاد الحراري المهني خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح سعادته أن الوزارة زادت الفترة الزمنية التي يحظر فيها العمل في الأماكن المكشوفة خلال فصل الصيف حيث أصبح إجمالي ساعات العمل المحظورة أعلى مقارنة مع دول المنطقة، مشيرا إلى اعتماد ممارسات مختلفة لضمان تنفيذ التشريعات على أرض الواقع ومنها تعزيز الحملات التوعية لأصحاب العمل والعمال والتفتيش على مواقع العمل.
ونوه سعادة الوزير بالتنسيق المستمر ما بين وزارة العمل والشركاء الاقليميين والدوليين والجهات الفاعلة في النظام الوطني للسلامة والصحة المهنيتين لتعزيز تدابير الوقاية وبناء القدرات الوطنية في رصد حالات الاجهاد الحراري، مشيرا إلى أهمية الحوار الاجتماعي بين العمال وأصحاب العمل لضمان تطبيق التدابير الجديدة ودعم الجهود الرامية إلى حماية العمال وتعزيز بيئة العمل الآمنة والصحية.
وبين سعادته أن العالم يعاني من أزمة التغير المناخي والتي أثرت على العالم بأسره إلى جانب التحديات المرتبطة بالاحتباس الحراري وتأثيره على العمل، مشيرا إلى أهمية عقد سلسلة من اللقاءات للنقاش حول سبل الوقاية من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على بيئة العمل باعتبارها من أولويات سياسة السلامة والصحة المهنية.
وأوضح أن دولة قطر تعتبر سباقة في حماية العمال من الإجهاد الحراري المهني إذ كانت من أوائل الدول في العالم اعتمدت خطة شاملة للتخفيف من آثاره السلبية على الإنتاجية في العمل.
وتقدم سعادة الوزير لمنظمة العمل الدولية على ما تقوم به من دور فعال في مجال العمل والعمال، مؤكدا أن سلامة العمال هي من أولى أولويات دولة قطر.
أكد سعادة السيد خليفة خميس مطر الكعبي، ممثل اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات العربية المتحدة وعضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن غرب آسيا، أن أصحاب العمل ملتزمون التزامًا راسخا بمسألة السّلامة والصحة المهنيتين، مشيرا إلى اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي الحوادث والإصابات وحماية العمال.
وأوضح أن صون سلامة عمالنا وصحتهم لا يقتصر على كونه التزاما أخلاقيا وقانونيا، إنما هو شرط لتحقيق التّنمية الاقتصاديّة المستدامة في بلداننا، وفي بلدان المنشأ الّتي يشكّل رعاياها شريحة كبيرة من قوّتنا العاملة.
وبين أن الإجهاد الحراري في دول مجلس التعاون الخليجي وأجزاء أخرى من المنطقة العربية هو أولوية في مجال السلامة والصحة، مشيرا إلى إن حماية العمّال من درجات الحرارة القصوى قضيّة معقدة تتطلب أبحاثا علمية معمقة ومتواصلة.
وشدد على انه لا بد من تضافر جهود الحكومات والشركات والعمال والمجتمع المدني ومجموعات الشباب بغية تحقيق تقدّم شامل في العمل المناخي، مشيرا إلى ضرورة العمل على وضع حلول ملموسة للوقاية من الإجهاد الحراري المهني والتخفيف من حدته.
وبدروه أكد سعادة السيد بلال ملكاوي، السكرتير الإقليمي للعالم العربي في الاتحاد الدولي لعمال النقل، أن دولة قطر اتخذت خطوة مهمة نحو معالجة تأثير الاجهاد الحراري المهني من خلال اعتماد تشريعات متطورة تعتبر نموذجا يحتذى على مستوى دول المنطقة.
وأوضح أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال يقدر الجهود التي بذلتها دولة قطر في مجال حماية العمال من الآثار السلبية للإجهاد الحراري، مشيرا إلى الحاجة إلى تبني نهج شامل للسلامة والصحة المهنية يعتمد بالدرجة الأولى على الوقاية من الآثار السلبية للظروف المختلفة.
وأكدت د. ربا جرادات، المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية أن تحديات ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على بيئة العمل حول العالم يزيد من خطر الأمراض المهنية المرتبطة مما قد يشكل عواقب سلبية على العمال سواء قصيرة أو بعيدة المدى.
وأوضحت أن الإجهاد الحراري يسبب تراجعا في إنتاجية العامل إذ يقدر ضياع 2% من إجمالي ساعات العمل حول العالم كل سنة وفقا لمنظمة العمل الدولية، مشيرة إلى أن هناك توقعات ضياع 3 و5% من ساعات العمل في بعض بلدان الخليج بحلول العام 2030 بسبب الإجهاد الحراري.
يتناول المؤتمر الذي يعقد يومي 9 -10 مايو الجاري موضوعات متعلقة بالتجربة القطرية الآليات التنظيمية التي نفذتها للحد من الاجهاد الحراري والتشريعات التي تنظم ساعات العمل خلال فترة الصيف بالإضافة إلى استعراض بعض التجارب في المنطقة العربية بشأن الحد والوقاية من الاجهاد الحراري.