حال قطر

انتخاب قطر لرئاسة لجنة «ذاكرة العالم» للمنطقة العربية

انتخاب قطر لرئاسة لجنة «ذاكرة العالم» للمنطقة العربية

الدوحة - سيف الحموري - شهد المؤتمر الإقليمي «الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المنطقة العربية»، الذي نظمته دار الوثائق القطرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، في ختام أعماله أمس الإعلان عن تأسيس لجنة «ذاكرة العالم» للمنطقة العربية، لتوحيد الجهود الإقليمية لحماية التراث الوثائقي وتعزيز مكانته على الساحة الدولية.
وقد جرى انتخاب الدكتور أحمد عبدالله البوعينين، أمين عام دار الوثائق القطرية، رئيسًا للجنة «ذاكرة العالم» للمنطقة العربية، بعد حصول قطر على 15 صوتًا من أصل 17، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يضعها العالم العربي في دولة قطر لقيادة هذه المبادرة المهمة.
وقال الدكتور أحمد عبد الله البوعينين عقب انتخابه: «إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن يتم تكليفنا برئاسة لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية، في خطوة تعكس الثقة الكبيرة التي يوليها العالم العربي لدولة قطر ودورها المتميز في صون التراث الوثائقي».
وأضاف: «ندرك أهمية الدور والمسؤوليات التي يحملها في بناء منظومة إقليمية قوية تُعنى بحفظ إرثنا الوثائقي الغني وترسيخ مكانته على المستويين الإقليمي والدولي».
وتابع: «سوف نواصل العمل بجد وإخلاص لضمان أن تصبح اللجنة منصة فعّالة تعزز التعاون بين الدول العربية وتوحد الجهود نحو تمكين التراث الوثائقي من تحقيق حضور عالمي مميز».
وأكد أن هذا التكليف يمثل فرصة استثنائية لترسيخ مكانة قطر الرائدة في هذا المجال، وتعزيز الجهود المشتركة لتحقيق رؤية مستقبلية تضمن استدامة إرثنا للأجيال القادمة.
وقد اختُتم المؤتمر بسلسلة من التوصيات الإستراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال حفظ التراث الوثائقي. حيث تم التأكيد على أهمية دعم مشاريع الرقمنة كأداة محورية لحفظ الوثائق وضمان سهولة الوصول إليها، مع التركيز على توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحقيق هذا الهدف الحيوي. كما شددت على ضرورة تعزيز الترشيحات العربية للسجل الدولي لذاكرة العالم من خلال تقديم ملفات قوية تعكس التنوع الثقافي للمنطقة، بما يضمن تمثيلًا مميزًا للتراث العربي على المستوى العالمي.
كما تضمنت تطوير برامج تدريبية مشتركة تسهم في بناء القدرات المحلية وتعزز تبادل الخبرات بين الدول العربية في مجال حفظ التراث الوثائقي.
وأكد المشاركون أهمية صياغة أنظمة موحدة ولوائح تنظيمية تضمن استدامة الجهود الإقليمية وتعزز التكامل بين مختلف الدول، داعين إلى إنشاء سجل إقليمي يوثق التراث الوثائقي العربي، ليعكس غنى وتنوع الثقافات في المنطقة، ويكون منصة تعزز التعاون الإقليمي وتدعم الحضور العالمي للتراث العربي، حيث تمثل التوصيات خريطة طريق لتعزيز الجهود المشتركة بين الدول العربية، بما يضمن حماية التراث الوثائقي واستدامته للأجيال القادمة.

نقاشات مكثفة
كان اليوم الثاني والأخير من المؤتمر قد شهد مواصلة النقاشات المكثفة حول القضايا الرئيسية المتعلقة بحفظ التراث الوثائقي في العالم العربي.
افتُتحت الفعاليات بكلمة ترحيبية من الدكتور أحمد البوعينين، الذي أكد على أهمية الحوار المشترك بين الدول العربية وتعزيز التعاون لتحقيق الأهداف الإقليمية المشتركة.
تخلل اليوم عرض شامل قدمته هايدي ميرزا من مكتب اليونسكو لمصر والسودان، استعرضت فيه أبرز الإنجازات السابقة مع تحديد أهداف اليوم الختامي. ناقش المشاركون التحديات التي تواجه المنطقة العربية في تعزيز تمثيلها بالسجل الدولي لذاكرة العالم، حيث سلط مينغ كوك ليم من مكتب اليونسكو في الرباط الضوء على الخطوات المطلوبة لتقديم مقترحات ناجحة تعكس التنوع الثقافي العربي.
كما جرى استعراض تجارب دولية ناجحة لتشكيل لجان إقليمية مشابهة، قدمت فيها لين آنه مورو من مكتب اليونسكو في بانكوك رؤية متكاملة حول الممارسات الأفضل التي يمكن تبنيها لصياغة آليات عمل فعالة ومستدامة للجنة العربية.
وأسهمت هذه النقاشات في وضع أسس واضحة لهيكل اللجنة المزمع تشكيلها، حيث عمل المشاركون على صياغة لوائح تنظيمية تضمن كفاءة واستدامة عمل اللجنة على المدى الطويل.
في ختام المؤتمر، عبَّر الدكتور أحمد عبد الله البوعينين عن شكره العميق لمنظمة اليونسكو على دعمها المستمر لهذه المبادرة، وأثنى على المشاركين من مختلف الدول العربية لدورهم الفعال في إنجاح المؤتمر وإثراء النقاشات. وأكد أن دور اللجنة لا يقتصر على حفظ الوثائق فحسب، بل يمتد ليكون جسرًا ثقافيًا يربط بين الماضي والحاضر. كما شدد على أن التراث الوثائقي يمثل ذاكرة الأمم وأداة حيوية لبناء مستقبل مستدام يُعزز الهوية الثقافية للأجيال القادمة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا